Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

دير القديسين بطرس وبولس – "لم يمسسني سيف ولا عبودية ولا نار ولا زلزال"

БНР Новини

على قمة هضبة أرباناسي وذو برج جرس يخطف الأنظار من بعيد، هذا هو الدير المتواجد بالقرب من مدينة لياسكوفيتس المشهورة بقبو النبيذ وتقاليد البستنة التي كانت الرزق الأساسي للسكان في الماضي. ويتعلق تاريخ المكان المقدس بتاريخ مدينة فيليكو تارنوفو التي تقع على بعد 6 كم عنه.

لقد أسس الدير بعض وجهاء مدينة تارنوفو وتعرض فيما بعد للهجومات والحرائق والزلازل واستخدمها الشيوعيون لأهداف غريبة ورغم كل ذلك بقي لغاية اليوم. ويعتبر أن هذا هو المكان الذي اتخذت فيه قرارات مستقبل الدولة البلغارية. نستمع إلى السيدة صوفيا بوجكوفا من المركز السياحي التابع للبلدية:

"ورد في معظم المصادر أن الدير أسس في القرن الـ 12 ليحل محل قلعة رومانية بنيت في القرن الثاني بعد الميلاد. فكان يجتمع في هذه القلعة أتباع وجهاء تارنوفو الذين نظموا الثورة ضد العبودية البيزنطية. وبعد انتصارها قرروا تأسيس هذا الدير."

وعقب وقوع بلغاريا تحت النير العثماني، تم سلب الدير وحرقه غير مرة على يد العثمانيين، إلا أنه بعث من الرماد إثر أي هجوم بفضل السكان المحليين. ولطالما كانت المنطقة تحت سلطة البطريركية اليونانية فقد طرد اليونانيون الرهبان البلغار وأحلوا محلهم يونانيين. وفي عام 1870 عاد الرهبان البلغار إلى الدير عقب إعلان الكنيسة البلغارية الذاتية.

"كان الموضع ملتقى كل من يتعلق بالنضال من أجل تحرير الوطن من النير العثماني في منطقة مدينة تارنوفو في القرنين الـ 17 والـ 18. فقد كانت الأديرة وقتها بعيدة عن بصر العثمانيين فبقيت مراكز تنويرية تحتفظ بالروح البلغارية."

في سبعينات القرن الـ 19 شُيدت في الدير أول كلية لاهوتيات في بلغاريا إلا أنه تم إغلاقها بُعيد التحرير ليتحول المكان إلى بيت مجانين. وفي عام 1913 ابتلي الدير بزلزال شديد خرب كل ما فيه ما عدا عدة مبان. ثم تم ترميمه وتحويله إلى دير نساء. وفي ستينات القرن الماضي تم ترميمه الكامل. والآن هو بيت ثلاث راهبات، ومع أنه تم إصلاح الكنيسة فلم نعد نرى الجداريات القديمة.

أعبر عتبة المصلى الصغير "الثالوث المقدس" فأحس بالدهر السرمدي، يرسم لهيب الشمعات المتذبذب ظلالا خاطفة على الجدران أتت من العصور السحيقة. يعد أن المصلى بني محل مذبح وثني قديم. وفي هذا المكان بالذات أقسم الأخوان أسين وبطرس من تارنوفو أنهما سينقذان شعبهما من الغازي البيزنطي وسيشيدان ديرا تكريما للحرية. وهذا ما صار بالفعل. ويعتقد البعض أن ما تكتبه من أمنية وتتركه في شقوق جدران الدير سيتحقق لا محالة. وودعني الدير عند المغادرة بكتابة "لم يمسسني سيف ولا عبودية ولا نار ولا زلزال. فقد كنت ولا أزال روحا وعمادا للمسيحيين."

Снимка


Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

ثاني أكبر معبد في العاصمة يمجد القديس نيقولاي الصوفياني

لا يربط أهل مدينة صوفيا المعاصرة بين اسم "نيقولاي مارتينوف" مصلح الأحذية الذي عاش في القرن السادس عشر وبين ثاني أكبر معبد في وسط العاصمة (الأكبر هو معبد القديس "أليكساندار نيفسكي "). تعود  قصة هذا الرجل إلى عام 1555 في عهد الدولة العثمانية حين مات..

نشر بتاريخ ٣‏/٧‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص
مقبر كازانلاك

تراث التراقيين – متجسد في معالم رمزية

تقبع منطقة كازانلاك في أحضان جبلي البلقان وسريدنا غورا فهي تتمتع بلطف المناخ ووفرة الخصوبة فلا يتفاجأ أحد بتواجد البشر فيها منذ ما قبل التاريخ وبلا أي انقطاع. وقد أدرج ما يزيد عن 1500 معلم ثقافي في قائمة التراث البلغاري. نتحدث عن هذا المكان..

نشر بتاريخ ٢٩‏/٦‏/٢٠١٦ ١٠:٣٥ ص

هل ستحل الوثائق الإلكترونية محل الوثائق الورقية

أمس احتفلنا باليوم العالمي للأرشيف وهو يوم مرتبط بتاريخ البشرية وذاكرتها وكذلك برسالة الحفاظ على هذه الذاكرة. وبهذه المناسبة أشار الأستاذ ميخايل غرويف، رئيس الوكالة الحكومية للأرشيف، إلى أن الهدف الاستراتيجي لفريق عمله هو ترقيم الأرشيف. "إن..

نشر بتاريخ ١٠‏/٦‏/٢٠١٦ ١:٥٠ م