Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

مؤتمر الناتو في صوفيا: تحديات جديدة أمام الحلف

بعد أن انضمت إلى حلف شمال الأطلسي في 2004، كانت بلغاريا من جديد منصة لدعاية الحلف، ولكن هذه المرة تم توديه الدعاية إلى الشاطئ العكسي للبحر الأسود. وتحت الذريعة لمواجهة التحديات الجديدة، أو بالأحرى "ثورة الربيعة" الفاشلة في أوكرانيا ، والتي جرت على شكل الثورات الواقعة في بعض دول إفريقيا الشمالية قبل فترة معينة، لقد تم إجراء منتدى في صوفيا تحت العنوان الرسمي "مؤتمر الناتو مع الشركاء العسكريين الاستراتيجيين على مستوى قادة الدفاع". تن تنظيم المؤتمر من طرف قيادة الحلف وكان موضوعه الرئيس "المصالح العسكرية المشتركة  الموجهة عمليا وقابلة للتشغيل المتبادل التام.

أو بموجز، اجتمعت في العاصمة البلغارية وفود تم بعثها من الدول الأعضاء للحلف، وكذلك دول شريكة للناتو، بما في ذلك أوكرانيا، من أجل الاستماع إلى خطاب الجنرال جان بول بالوميروس، القائد الأعلى لقوات التحولات في حلف الناتو، والذي قال بأن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم أمر غير مقبول وأن الحضور المكثف للحلف في مناطق قريبة من روسيا، بما في ذلك البحر الأسود، عبارة عن تضامن مع الأعضاء والشركاء للحلف. ورد الجنرال بالوميروس إيجابيا على سؤال الصحافة ما إذا ستكون الأزمة في أوكرانيا وضم روسيا لشبه جزيرة القرم تهديدا لأمن الدول الأعضاء للناتو الواقعة في شرق أوروبا. إلا أنه لم يتضح كيفية تهديد هذه البلدان ومن الذي يهددها. كما وأضاف الجنرال بأن حلف شمال الأطلسي دائما  مستعد لمواجهة كافة الأوضاع والتهديدات، لكي يحافظ على السلام وقيمه.

وأظهر بذلك جان بول بالوميروس أنه حان وقت منطقة البحر الأسود بعد كوسوفو والعراق وأفغانستان وشمال إفريقيا، منوها إلى أن بلغاريا قد تلعب دورا هاما في هذه القضية، إذ أن حسب كلماته القوات المسلحة البلغارية متكاملة تماما وقابلة للتشغيل المتبادل التام مع قوات حلف شمال الاطلسيوهناك تقدم مذهل في القدرات التشغيلية للجيش البلغاري، ناهيك عن دعوات بعض الساسة البلغار، على رأسهم الرئيس بليفنيلييف إلى حضور عسكري أوسع النطاق في القواعد الأمريكية في بلغاريا، واتضح من هنا أن صوفيا تخوض بالتدريج في سيناريو محدد لتصدع استقرار منطقة البحر الأسود بنكهة واضحة ومضادة لروسيا.

من جهة أخرى، كان مؤتمر الناتو في صوفيا مناسبة إضافية لإظهار كرم الضيافة البلغاري المشهور، حيث لم يلبث قائد الدفاع  البلغاري الفريق الأول سيميون سيميونوف أثناء افتتاح المنتدى، التأكيد على أن ضيافة المؤتمر، حيث شارك ممثلون 53 دولة وقادة رئيسيون للحلف، كانت شرفا كبيرا بالنسبة لبلغاريا. وأضاف أنه لا بد من تضافر الجهود الرامية لضمان السلام والأمن. أما وزير الدفاع فعبر بدوره عن دعمه الكامل للمبادرات المتعددة الوطنية للحلف، ولا سيما المبادرة للدفاع الذكي والفكرة لأمة رائدة والمبادرة لترابط القوات.

وفي هذا السياق، كتبت حصيفة يومية في صوفيا أن "بلغاريا ضلت تماما في جهودها لإعجاب الولايات المتحدة وأن عدم قيامها بأي خطوة هو الحل المعقول، فقد أثبتت خلال السنين على أنها متقنة ذلك. لن تبني المحطة النووية "بيلينيه"، لن تنفذ مشروع أنابيب الغاو "السيل الجنوبي"، لن تخوض في سياسة خارجية." 




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

البلقان - مفترق طرق شرق غرب وغرب الشرق

"القوموية تعود مرة أخرى في البلقان دون أن تكون قد تركتها أبدا". هذا القول مثير للقلق للمؤرخ البلغاري الشهير البروفيسور أندريه بانتيف ويمكن أن نستخلصه كواحد من الاستنتاجات الرئيسية للمؤتمر في صوفيا بمشاركة من كبار الدبلوماسيين البلغاريين. المنتدى، الذي..

نشر بتاريخ ١٧‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٢:٤٣ م

صوفيا تستعد لمعالجة أكثر صرامة للهجرة غير الشرعية

ناقشمجلس العدل والشؤون الداخلية هذا الأسبوع في لوكسمبورغ الحاجة إلى تسريع عملية التأمين التقني للحدود الخارجية للاتحاد. وفي المنتدى طرحت ألمانيا مسألة التغير السريع في قواعد اللجوء وإصلاح ما يسمى بنظام دبلن حتى أوائل عام 2018.  في هذا الصدد، ناشد وزير..

نشر بتاريخ ١٦‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٠:٣٠ ص

الاحتجاجات ضد المهاجرين تتصاعد وتُسيّس

انطلقت الوكالة الأوروبية لحراسة الحدود وخفر السواحل رسميا في 7 اكتوبر على الأراضي البلغارية، ويراقب الآن 190 من ضباطها ليس الحدود مع تركيا فحسب، بل الحدود مع صربيا. لكن هذا لم يمنع  من قيام العديد من الاحتجاجات منذ يوم الجمعة ضد المهاجرين في البلاد في..

نشر بتاريخ ١٠‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٢:٣٢ م