ما التغيرات التي شهدها الطب النفسي في بلغاريا عقب عام 1944 وكيف غير فرض الإيديولوجيا الشيوعية طريقة العلاج ومعاملة المريض على وجه العموم؟ ما الذي تختص به الممارسات السريرية وفي المقابل ما هي مظاهر الاستغلال السياسي للنظام الشيوعي الذي استخدم سلاح طب النفس في مواجهة المختلفين وأصحاب الرأي المغاير؟ هذه هي الأسئلة التي طرحها الباحث الأمريكي الشاب جوليان شهيريان في إطار بحثه العلمي في موضوع التاريخ الاجتماعي لعلم النفس والعلاج النفسي في جمهورية بلغاريا الشعبية.
لقد قدم العالم الشاب أمام الجمهور البلغاري الاتجاهات المحتملة للدراسة على أساس مواد الأرشيفات والمقابلات المسجلة مع طواقم طبية تعود إلى الفترة الشيوعية بالتركيز على نتائج تطبيق أساليب العلاج السوفييتية بعد عام 1944 فضلا عن نتائج الإفراط في استخدام الأدوية ومأسسة وأدلجة المشاكل النفسية في تلك الحقبة.
سألنا السيد شهيريان ما الذي استأثر باهتمامه بهذا الموضوع بالذات:
"ظهر اهتمامي أول ما اتصلت بأطباء نفسيين من مستشفى "سينت إيليزابيث" في ولاية واشنطن. وغير أنني كنت قد درست التحليل النفسي وتطبيقه في علم الأمراض بغية التواصل مع الناس الذين لا يستجيبون لشرط من شروط الصحة النفسية فلم يكن لدي أي انطباع مباشر عن نواقف المجتمع بشكل عام من المرضى نفسيا. وبما أن الطب النفسي يسوده المنهج المادي في الولايات المتحدة فقد ساءلت نفسي عن طريق تطوير هذا العلم في بلغاريا حيث تلت تحريرها عام 1878 فترة عنيفة لتحديث الطب وتطبيق مختلف أساليب العلاج بما في ذلك التحليل النفسي؟ وما الذي طرأ على البلاد بعد تولي الحكم الشيوعي مقاليد السلطة عام 1944؟ وعلى نحو عام ما مصير المواطن البلغاري الذي يخضع لمختلف الإيديولوجيات والممارسات السريرية من تحرير البلاد إلى يومنا هذا؟"
وأشار السيد شهيريان إلى وجود أطباء نفسيين خلال الفترة الشيوعية كانت تختلف أساليبهم ونجوا من الاضطهادات والفصل عن العمل. وكان أولئك الأطباء يطبقون على المرضى ما لا تطبقه الإيديولوجيا الطبية الرسمية. فلدينا، على سبيل المثال، مؤلفات للبروفيسور نيكولا شيبكوفينسكي متعلقة بما يسمى "علاج التحرير" المركز على الشخصية وغايته هي تغيير طريقة نظر المريض إلى نفسه.
وبيد أن التحليل النفسي والعلاج النفسي كان يعتبرهما المجتمع الاشتراكي خطرا عليه فقد أبدت دائرة من علماء وأطباء النفس اهتمامها بالعلاج الفردي والتحليل النفسي وذلك في سبعينات القرن الماضي وطبعا في سرية كتموها خلف واجهة العلاج الجماعي المسموح به رسميا.
"لقد أضحوا يمارسون العلاج الفردي بشكل سري خارج مواعيد الدوام في مستشفى أطفال يلتقون فيه بالكبار في السن. وتأسست هذه الدائرة إثر ندوات الدانوب التي حفزت اهتمام الأطباء البلغار بالعلاج الجماعي فبما أنه يدخل الفرد في الجماعة فقد أصبح من السهل رسم هذا الشكل الجديد في صورة الإيديولوجيا الشيوعية."
ومما تتميز به الممارسات في مجال الطب النفسي المنتشرة إبان العهد الشيوعي هو العلاج بالعمل والذي كانت الولايات المتحدة تتهكم عليه بشكل رسمي على أنه عقوبة يفرضها الشيوعيون على المرضى نفسيا. إلا أن الباحث الشاب يعتبر الأمر مختلفا فقد دلت دراسة أجريت في ولاية فيرمونت على نتائج إيجابية جدا لتطبيق العلاج بالعمل على أولئك المرضى. وعثر السيد شهيريان على بعض أمثلة سوء استخدام الطب النفسي لصالح النظام الحاكم. إليكم المثال الذي ضربه في ذلك العالم الشاب:
"يتذكر البروفيسور ميلينكوف تطبيق ممارسة أدل ما تكون على استغلال الطب النفسي لحساب النظام الشيوعي. فقد كانت شاحنة مملوكة لوزارة الداخلية تمر في شوارع المدينة عشية زيارة دبلوماسيين غربيين وذلك لجمع الناس الذين يبدون مهمشين أو ذوي سلوك غير ملائم. فيذهب أفراد الميليشيا بأولئك إلى مستشفى الطب النفسي بدعوى أنهم يبدون مصابين بمرض نفسي فيجب تشخيص حالتهم. ويستغرق فحص الأطباء عدة أيام اطلع فيها الدبلوماسيون على بلغاريا فيغادرون البلاد حاملين انطباعات رائعة عن المدن الاشتراكية."
وفي الختام حذر الباحث الشاب قائلا: "إن الإيديولوجيا لأمر مهم ولكن علينا ألا ننسى أنها الغطاء بينما يمارس الطبَ النفسي أناس أحياء. ومن الساذج أن ننظر إلى الحقبة الشيوعية على أنها كانت زمنا لم يشهد أي تجارب أو ابتكارات أو نزاعات."عقدت في نهاية هذا الاسبوع واحدة من أكبر لقاءات العاملين في مجال البرمجيات المفتوحة المصدر. انها OpenFest وكانت طبعتها الأولى في عام 2003 في صوفيا ومنذ ذلك الحين يقام المهرجان كل عام. والفكرة هي جمع المشجعين والمبدعين وعشاق الفنون والبرمجيات الحرة في..
عدد المهاجرين من مواطنينا يتزايد كل عام. للأسف، من بينهم العديد من البلغار الموهوبين الذين لا يجدون فرص العمل في البلاد. هذه العملية تستمر من عهد الشمولية عندما قام الكثير من المثقفين والمهنيين المحترفين اليقظين في اختلافهم مع النظام، القيام بكل ما هو..
أردوغان يتهم أوروبا بتشجيع الإرهاب اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوروبا على أنها تشجع الإرهاب بدعمها لحزب العمال الكردستاني، مضيفا أنه لا يهتم ما إذا كانت أوروبا ستدعوه دكتاتور وما يهمه ما يطلق عليه شعبه. وقد انتقدت تركيا من قبل أوروبا بعد..