Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

"ماغنوليا" كلمات في الحب للشاعر البلغاري لوبومير ليفتشيف

Author:
Photo: أرشيف


لوبومير ليفتشيف واحد من الشعراء المعاصرين الرواد البلغاريين يتطلع إلى الترجمة العربية لأعماله. وقد ترجمت كلمات في الحب إلى اللغة العربية من قبل زميلنا في إذاعة بلغاريا والأستاذ الجامعي، خضر سلفيج. إليكم ما جاء في المقدمة:

أقرأ شعر لوبومير ليفتشيف فيخيّل إليّ أن الحياة يمامةٌ لا تخبّئ الموت في جناح، إلا أنها تخبّئ الحب في جناحها الآخر. وبين الموت الذي هو الغياب، حينا، والحب الذي هو الحضور، حينا، تتأرجح هذه القصبة التي نسميها الإنسان. لكنها هنا قصبة لا تفكّر كما يعلم باسكال وإنما هي قصبة تُسكر كما يعلّم النفريّ. وتلك هي مسافة الشعر: صحراء واسعة، تعشوشب فيما تمتد بين الحضور والغياب، رملا بلا نهاية.

ما الشّعر إذن؟ إنّه لقاء غائب لا نراه إلا بين كلماته، لكن  في زمن آخر.  ودور الشعر هو أن يؤسّس هذا الزمن الآخر.

ثمة شعر يمسك بخيط الحياة ويسير وراءها: فهو أقلّ منها. وثمة شعر يحيط بها لكي يأسرها في لحظته، فهو أكثر منها. إنه لذلك، أكثر من الزمن. أعني أنه يهدم الاستمرار الخيطي الأفقي التسلسلي للزمن، ويؤسس لحظة تتقاطع فيها الأزمنة. يرفض الدخول في قياس وعادة، ولا يهرب كالريح.

هذا هو الزمن ـ النشوة. يفصلنا عن زمن الأشياء، وعن زمان الساعات. لا يسير كالنهر، بل يتفجر وينبثق. لا يؤرخ، بل يبتدئ.

الشعر، بهذا المعنى، مكان الإنسان. وبهذا الشعر يحاول لوبومير ليفتشيف أن يبني مكانه الخاص. كل طموح إلى مثل هذا البناء يتأسس على نواة يكشفها لنا، بين صيغ كثيرة، صيغة بسيطة للشاعر جاكومو لوباردي، تقول :"الموت والحب توأمان". والشعر هو في آنٍ تجربة حبّ جاء أو يجيء وتجربة موت جاء أو يجيء. الحب يبدأ ما أكمله الموت، والموت يكمل ما بدأه الحب.

الحب لانهاية. ولا يمكن بلوغ اللانهاية. لذلك يتدخل الموت كضرورة. لا ضرورة الخلاص من الوجود، بل الخلاص ممّا يحدّ الوجود. عبثا يحاول الإنسان ضمن حدوده، أن يتخلّص من الحدود التي يفرضها العالم على الحب، لذلك لا بدّ له من أن يقفز خارج الحدود. لكن هذا القفز، أعني هذا الموت ليس موتا للحب، بل أنه موت لكل ما يناقضه. وهو ليس انتقالا من اللحظة إلى الأبدية، بل هو تأبيد اللحظة. هو هذه الصرخة التي يطلقها كل عاشق: "أيها الزّمن توقّف". فالعاشق لايموت لكي يموت فعلا، وإنما يموت لكي يموت العالم الذي يحول دون الحب. ولحظة يكشف لنا يخلق فينا الشعور بأننا نقبض على الحياة بأكملها، يخلق فينا الشعور النقيض بأن الحياة الحقيقية لم تبدأ. فالشعر هو كذلك طائر يحمل النهاية في جناح واللانهاية في جناح آخر.

"ماغنوليا" هي الطيور الأبدية التي تغذي أرواحنا المتعبة.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

الفنان بويكو كوليف - بمعرض "حي"، أطعم الروح باللوحات الغنائية

قدم غاليري "نيوانس" مؤخرا معرضا جديدا للفنان بويكو كوليف، والذي سيستمر حتى 11 ديسمبر كانون الاول. وقدم المعرض   الكاتب ليوبو  ديلوف - الابن وجمع من أهل الفن والمعجبين . وعند تقديمه المعرض قال صاحب الغاليري  ايجور ماركوفسكي. يتم تمرير لوحات بويكو كوليف في..

نشر بتاريخ ٣‏/١٢‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص

المبدع الإذاعي توما سبروسترانوف يتلقى جائزة "العصر الذهبي"

المحرر الموسيقي ومقدم البرامج في الاذاعة الوطنية البلغارية توماسبروسترانوف  تلقى جائزة  "العصر الذهبي"، التي تمنحها وزارة الثقافة للشخصيات التي ساهمت في تطوير الثقافة البلغارية والهوية الوطنية. الفائزين هذا العام هم فنانين استثنائيين مثل ليوبين..

نشر بتاريخ ٢٩‏/١١‏/٢٠١٦ ٢:٢٥ م

"جسور النور" - معرض لأعمال فالتشان بتروف والثمين من مجموعة متحف التاريخ الوطني

إلى حلول السنة الجديدة يمكننا مشاهدة المعرض الرائع - "جسور النور"، في متحف التاريخ الوطني. حيث يجمع المعرض أكثر من 50 عمل فني للفنان البلغاري الشهيرفالتشانبتروف وقيم المتاحف الغنية. نضجت فكرة هذا المعرض لسنوات. "كنا قد رأينا لوحاته، وبعد ذلك رأينا أكثر..

نشر بتاريخ ٢٧‏/١١‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص