Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

شخصية تركية غير مرغوب فيها

БНР Новини

إن عبارة "شخصية غير مرغوب فيها" يعتبر جزءا من قاموس الدبلوماسية وهذه هي الطريقة اللطيفة لأمر الدبلوماسي الأجنبي بمغادرة البلاد المبعوث إليها إذا خالف القواعد بما فيها القواعد غير المكتوبة، أو إذا تم الكشف عن مزاولته التجسس عليها، أو إذا شهدت العلاقات الثنائية حالة من التدهور. ولا يتم إعلان أي دبلوماسي أجنبي شخصية غير مرغوب فيها إلا نادرا ولأسباب وجيهة خطيرة.

وهذا ما حدث للدبلوماسي التركي أوغور أميروغلو، الملحق الخاص بالشؤون الاجتماعية في القنصلية العامة لتركيا لدى مدينة بورغاس. ولم تفد وزارة الخارجية البلغارية بأي تفاصيل عن هذا الأمر ولا علقت على ترحيله، مما يعد أمرا طبيعيا تماما في السلك الدبلوماسي، ولكنه على بينة من أن وسائل الإعلام هي التي ستخبر المجتمع بمعلومات نقلا عن مصادر دبلوماسية طلبت عدم ذكر أسمائها. فعملت تلك الوسائل على قدم وساق وسلطت الضوء على سيرة حياة الدبلوماسي أوغور أميروغلو فإذا صح كل ما سمعناه وقرأناه في نشرات الأخبار من معلومات عن هذا الشخص فسيتبين أنه دبلوماسي بين قوسين ونموذج للشخصية غير المرغوب فيها.

حيث إن تلك المصادر تقول إن السيد أميروغلو كان يمارس الدعوة الإسلامية والنشاط الديني بدلا من التركيز على أمور القنصلية المكلف بها. وقد تجلى أنه كان مفتيا عاما في عدد من المدن منها بورصة في تركيا وستراسبورغ بفرنسا، وذلك قبل تعيينه في السلك الدبلوماسي في مدينة بورغاس البلغارية عام 2015. فاغتنم فرصة الحصول على الحصانة الدبلوماسية للشروع في جوب المجتمعات الإسلامية القاطنة شرق بلغاريا، وهو يقوم بميل الأئمة المحليين إلى منهجه في إقامة الصلاة، بل ويدعو إلى تأييد بعض الشخصيات السياسية في ظل النزاعات الناشبة داخل صفوف حركة الحقوق والحريات وهو حزب داخل البرلمان ينتمي معظم ناخبيه إلى أوساط المسلمين البلغار. الأمر الذي يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.

وفي هذا السياق قال نائب البرلمان فاليري سيميونوف إن "السيد أميروغلو أحد عملاء الجهاز الاستخباراتي التركي المختصين في مجال النشاط الديني. حيث تدل سيرته المهنية على الدقة التي تتصف بها المخابرات التركية والأهمية الكبيرة التي يعيرها للتدخل في شؤون المسلمين البلغار." في حين أن أشار بعض موظفي الجهاز الاستخباراتي البلغاري السابقين إلى أن غاية نشاط السيد أميروغلو في بلغاريا كانت تطوير قاعدة العملاء الهادفة إلى ترسيخ الفكر العثماني الجديد في بلغاريا".

هذا وقد قامت أنقرة من جانبها وبحكم قاعدة دبلوماسية أخرى تسمى المعاملة بالمثل بترحيل الأمينة الأولى للقنصلية البلغارية لدى إسطنبول زورنيتسا أبوستولوفا المسؤولة عن العلاقات مع المطرانية البلغارية في إسطنبول، إلا أنه من غير المعقول أن تقوم السيدة أبوستولوفا بالتجول في أحياء إسطنبول تبشيرا بالمسيحية الأرثوذكسية.

وعلى ذلك فأمن تهديد لسيادة بلغاريا؟ ينفي ذلك المتفائلون، ولكن إذا كانوا على حق فما الذي جعل البرلمان البلغاري قبيل إعلان السيد أميروغلو شخصية غير مرغوب فيها لجنة مؤقتة لبحث كل الحقائق والحيثيات المتعلقة بالأقوال عن تدخل تركيا وروسيا في الشؤون الداخلية البلغارية. كما أن هناك سؤالا آخر يطرح نفسه ألا وهو هل يأتي هذا التدخل، إذا كان موجودا، من أنقرة وموسكو فقط؟ وكيف يمكن قراءة تصريح رئيس دار الإفتاء العام في بلغاريا بأن نسبة 40 في المئة من نفقة مؤسسته تأتي من تركيا؟




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

الحملة الانتخابية في بلغاريا بدأت في وضع سياسي داخلي متوتر

الحملة للانتخابات الرئاسية في بلغاريا دخلت يومها الثالث. كان ينتظر أن تكون المواجهة الانتخابية على الموضوعات المحلية أن تكون أقل من ذلك على السياسة الخارجية. ولكن بطريقة غير متوقعة ، فإن قضايا السياسة الخارجية، كما كان انتخاب الأمين العام الجديد للأمم..

نشر بتاريخ ٩‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٠:٣٠ ص

انطلاق هيكل أوروبي جديد لحرس الحدود في بلغاريا

رائع ليس فقط بالنسبة لبلغاريا ولكن أيضا لأوروبا الحدث الذي جرى يوم الخميس على معبر  كابيتان اندرييفو على الحدود البلغارية التركية. حيث افتتحت رسميا الوكالة الأوروبية الجديدة لحرس الحدود وخفر السواحل. أهمية الحدث يتحدث وجود رئيس الوزراء بوريسوف ووزير..

نشر بتاريخ ٨‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص

بعد السباق للأمين العام للأمم المتحدة في بلغاريا بقي الخاسرين فقط

توقعات انتخاب امرأة لمنصب الأمين العام الجديد للأمم المتحدة من أوروبا الشرقية تبين  أنه ضربا من الوهم. فقد رشح للمنصب رسميا البرتغالي أنطونيو غوتيريش. يزعم أنروسيافضلت دعمه في اللحظة الأخيرة بدلا من أن تختار من بين المتنافسين من أوروبا الشرقية. في..

نشر بتاريخ ٧‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٢:٣٨ م