أسس المعهد الأثنوغرافي في سنة 1947 وهدف تأسيسه كان جمع ووصف الطقوس والتقاليد الشعبية البلغارية المعاصرة منها والقديمة، والاحتفاط بها للأجيال. وقي سنة 1949 أندمج المعهد بالمتحف الأثنوغرافي الذي هو من أقدم المؤسسات الثقافية في بلغاريا. ويحتفل كلا من المعهد والمتحف بعيدهما الـ 60 هذا الخريف.

"جمعت المواد الأثنوغرافية في بلغاريا مند عصر النهضة ، تروي لنا "انا لوليفا" مديرة المتحف الأثنوغرافي. وإنه من المعروف أن كبار رجال النهضة البلغارية من القرن الـ 19 كـ"راكوفسكي" و "كارافيلوف" اهتموا أكبر الأهتمام بالثقافة الشعبية باعتبارها أحسن أساسا لـنهضة الدولة الشابة. أسس المتحف الأثنوغرافي في سنة 1906 اي 30 سنة بعد التحرر من السلطة العثمانية. وكان مديره الأول "ديميتر مارينوف"، من أبرز شخصيات تأريخنا الثقافي. وقام بنشاط فعال من أجل جمع مواد أثنوغرافية كطقوس مختلفة وأغاني شعبية من مناطق مبتعدة وعادات دينية سائدة في قرى صغيرة. ثم قام البروفيسور "أيفان شيشمانوف" بتعديد أغراض العلم الأثنوغرافي البلغاري.
نسأل المديرة أنا لوليفا عن الكنوز الكامنة في خزائن المتحف، فتجاوب:

"لدينا كل ما تستطيعون أن تتخيلون من أقمشة وكسوة وسجادات وأوعية وأثاث استخدمها أجدادنا البلغار في العصور الماضية. ويبلغ عدد الملابس الموجودة في خزائننا وحدها 24 الف قطعة. لدينا كذلك عدد كبير من الزيان. حصلنا كذلك على الكثير من المواد التي جمعناها من البلغار القاطنيين خارج حدود دولتنا الحالية ، في مقدونيا وتراكية أودرين. قام ممثلي المعهد والمتحف الأثنوغراقيين برحلات استكشافية عديدة الى المناطق المذكورة حيث ابتاعوا لصالح المتحف والمعهد عدد كبير من المواد.

وقام العلماء الأثنوغرافيين من المتحف والمعهد بحملة جمع أدوات ومواد من العصر الإشتراكي، وحفظها للأجيال القادمة.

"نهتم بكل ما يمثل حياة وثقافة البلغار وكافة الأقليات التي تعيش في حدود دولتنا. لدينا كذلك عدد كبير من المشاريع التي تخص البلغار الساكنين في الخارج. فالهجرة، وخاصة في السنوات الأخيرة، اصبحت ظاهرة شاسعة. عدد كبير من علماء الأثنوغرافيين يعملون في أوكراينا ومولدوفا واسبانيا وغيرها من بلدان حوض البحر المتوسط وأمريكا حيث تجد جاليات بلغارية كبيرة. فيذهب العلماء الى تلك الجاليات وتصفها وتصف عاداتها وتقاليدها وتحللها لكي تجد مدى تأثير الثقافة البلغارية التى أتوا بها اللاجئين بمظاهر الثقافة المحلية. و نحن، العلماء الأثنوغرافيون، ربما لدينا أكثر وأدق خبر عن أخوتنا في الخارج".

شمسه صلاح الدين