مئة وثلاثة وثلاثين عاما منذ اختيار مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا

نشر بتاريخ ٩‏/٤‏/٢٠١٢ ١٢:٣٣ م

Photo: Венета Павлова

للإستماع إضغط هنا

Update Required To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.

في يوم الثالث من شهر نيسان وقبل 133 عاما تم اختيار صوفيا عاصمة لبلغاريا وذلك سنة بعد تحرير الدولة من السيطرة العثمانية التي استمرت خمسة قرون. وفي مدينة فيليكو تارنوفو تم عقد الاجتماع التأسيسي للجمعية الوطنية الذي كان هدفه صنع دستور الدولة البلغارية الحديثة . حيث اقترح المؤرخ المشهور أستاذ مارين درينوف أن تكون مدينة صوفيا مركزا إداريا للبلاد. الميزة الرئيسية لصوفيا هي موقعُها الاستراتيجي كونها تقع بين الأقاليم ميزيا وتراقيا ومقدونيا التابعة للإكسرخسية البلغارية المعترف بها دوليا. وإضافة إلى ذلك تتقاطع في صوفيا طرق رئيسية في القارة العجوز. ومن حصونها الطبيعية هي جبل ستارا بلانينا من الشمال، وجبل فيتوشا من الجنوب، وجبل ليولين من الغرب.في الواقع صوفيا هي من أقدم المدن في أوروبا وقد أكتُشِف في أراضها مستوطنات من العصر الحجري الحديث منذ حوالي سبعة آلاف عام. وفي وقت لاحق أسس التراقيون مستوطنات بالقرب من أحد الينابيع المعدنية الحارة. ويُعتقد أن اسم المدينة القديم سيرديكا يأتي من اسم القبيلة سيردي. نمت سيرديكا وحصلت على آفاق التطور بعد أن أصبحت جزءا من الامبراطورية الرومانية في بداية الألف الأول بعد الميلاد. وأصبحت المدينة مركزا استراتيجيا للامبراطورية في منطقة البلقان وتم بناء ها على طراز روماني." سيرديكا هي روما لي" قال الامبراطور قسطيطين الكبير والذي أحب البقاء في مقره في سيرديكا.وفي بداية القرن التاسع تم ادماج المدينة في أراضي بلغاريا وأصبحت مركزا لواحدة من المناطق الإدارية البلغارية الهامة. ويَكشِف اليوم واحد من المعالم الأثرية البلغارية في يونسكو، وهو كنيسة بويانا بجدارياتها الرائعة، التي تظهر لنا اليوم تألُق فنون القرون الوسطى.
وفي أواخر القرن الرابع عشر وبعد مقاومة عنيفة سقطت صوفيا تحت الحُكم العثماني. حول الفاتحون المدينة وفقا لاحتياجاتهم وتم تحويل بعض المباني العامة مثلا كنيسة " القديسة صوفيا" ومبنى الروتونادا المستدير " القديس جرجس" إلى جوامع. وتدريجيا اكتسبت المدينة وجها شرقيا.في عام ألف وثمانيمائة وواحد وثمانين بلغ عدد سكان صوفيا بحوالي عشرين ألف نسمة . وبعد ثلاثة عقود تجاوز عدد سكان العاصمة مئة ألف نسمة. وتم بناء المباني الرمزية للمدينة كبناية الجمعية الوطنية والمسرح الوطني والمركز التجاري " القاعات" وحمام المياه المعدنية المركزي والمدرسة العسكرية والنادي العسكري وكاتدرائية " القديس أليكساندار نيفسكي" وغيرها.وهذه هي البداية فقط وفي عام ألف وتسعمائة بدأت عملية كهربة المدينة وسنة بعد ذلك بدأ يتحرك في شوارع صوفيا الترام الأول.
وبحسب الأستاذ الإيطالي إيرنيستو كورسي، مؤلف كتاب عن بلغاريا في بداية القرن العشرين، جاء فيه: في صوفيا بنايات جميلة وحديثة وكنائس وشوارع وحدائق عامة ومتاحف ومكاتب وحديقة الحيوانات وحديقة النباتات رائعة. ويعتقد كورسي أنه بالإمكان اعتبار صوفيا واحدة من أجمل المدن في منطقة البلقان وهي تزدهر يوم بعد يوم وبهذا تقترب إلى المراكز الكبرى في أوروبا الشرقية.وبعد تعداد السكان الأخير في عام ألفين وأحد عشر قد وصل عدد سكان صوفيا إلى مليون وثلاثمائة ألف نسمة.أما بالنسبة للرموز المعمارية للعصر الحديث فهي أساسا مولات وبنايات قطاع الأعمال إضافة إلى مجمعات سكنية جديدة.
ت.كراسيمير غانتشيف

По публикацията работи: فينيتا بافلوفا

Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

سهم

مئة وثلاثة وثلاثين عاما منذ اختيار مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا

More from category

الوقف المسيحي البلغاري في مدينة إسطنبول يتحول إلى متحف

على خطى الروح البلغارية في مدينة بِيروت الصربية

تحرير بلغاريا ودور وسائل الإعلام