ما هي طرق الحفاظ على الصحة، سواء أ كان النفسية أم الجسدية؟ ما هي نماذج السلوك والتصرفات التي على المرء متابعتها ومراعاتها في سبيل تحقيق هذه الصحة؟ نعرف أجوبة هذه الأسئلة في الاعتقادات التقليدية والطقوس الشعبية البلغارية. ويُذكر أن مكافحة الأمراض، قبل كل شيء مكافحة العيوب الإنسانية، التي تفتح أبوابها لها. لذا فكان إحدى الوسائل المستخدمة وضامنة الانتصار، التخلي عن المأكولات والأفعال المعينة. وأقدم القدماء على الحلفان بعد ندوب بقية وسائل الطب الشعبي. وكان الحلفان وسيلة ناجحة لعلاج أمراض النفس والروح، لأن هذه الآفات كانت مسببة من الأرواح الشريرة. طبعا إذا كان الشخص صالحا وصديقا، كان عنده ملأك قوي عزيز قادر على الانتصار على الشر. وإن لم يكن ذلك، فلجئوا إلى مساعدة المشعوذة أو السحرة. ويعرف التقليد الكثير من العقاقير والأعشاب الشفائية والسحرية. وتُستخدم بعضها لتحضير خلطة للشرب، بينما البعض الآخر فيُستخدم للغسل والاستحمام. ومن خلال قوة الماء والنباتات السحرية طردوا المرض والروح السيء.
بعد هذا الطقس، ولتأمين نجاح الإشفاء، أقدم المشعوذ على الحلفان وهو المرحلة الأخيرة والأقوى. وكان ينبغي له استخدام الخبز والخمر لهذا الغرض. وكان تحضير هذا الخبز الخاص مهنة منفصلة كان لا بد للكاهلات من النساء من القيام بتحضيره. وبعد تحميص الخبز ودهن بالعسل، بدأ الطقس العجيب.
وكان المشعوذ يمسك المريض بيده اليمنى ويوصله إلى عتبة البيت. ثم أرجعه إلى الموقد، حيث ينحني المريض برأسه ورش المشعوذ عليه الماء ويقول: "هذه الفطيرة لك وهي شهية وحلوة. كل واشرب هنيئا مريئا وعد إلى أهل بالصحة والسلامة" وتابع: "يحلف المريض بألا يأكل لحم المعز."، وهذا مثال واحد، فكان الحلفان قد يكون مختلفا. وكان ينبغي على المريض مراعاة هذا الحلفان. وكانت قد تكون مدة التجنب أربعين يوما وفي أشد الحالات حتى الموت.
في 2 فبراير، شباط تحتفل الكنيسة الأرثوذوكسية بعيد مرور 40 يوما على ميلاد المسيح، والذي له نسخة فولكلورية تعود جذورها إلى الأزمنة الوثنية قبل تنصير البلغار. ويسميه الشعب البلغاري في التقليد الفولكلوري باسم يوم الديك أو تريفونيتس الثاني وإلخ...
في تصور غالبية البلغار، مصطلح "سورفا" مرتبط بأول لرأس السنة، عندما يقوم الاطفال عادة بتزيين عصية من شجرة القرانيا بخيوط ملونة وخشاف وبشار ثم يجولون أقاربهم وأصدقائهم، ويضربونهم بهذه العصية، متمنين بالصحة وطول العمر، ويباركون فيهم، حيث يلفظون..
في 27 يناير، كانون الثاني المقبل سيتم عرض كتاب "اللهجات الفولكلورية الموسيقية لإيلينا ستوين في صوف"، بنشر معهد دراسة الفنون التابع لاكاديمية العلوم البلغارية. وهو محتوي على معلومات ثمينة ولو كان حجمه صغيرا. وتم الإدراج في القرص المضغوط الملحق بالكتاب..