في 25 مارس، آذار، نحتفل بعيد البشرى، أحد أكبر الأعياد المسيحية. وفي هذه الحلقة لفولك ستوديو ستعرفنا الأستاذة المساعدة الدكتورة فيخرا بايفا من معهد العلوم الفولكلورية والإثنولوجية التابع لأكاديمية العلوم البلغارية على معنى عيد البشرى ورمزيته ولماذا أم الرب تُرسم كمرأة غازلة في لحظة تلقيها البشرى من الله.
عيد البشرى أحد أكبر الأعياد وأهمها في التكويم المسيحي. وفي هذا اليوم، جاء الملك جبرائيل مريم العذراء ببشرى من الله، حيث قالها بأنها ستلد المسيح. صدفة أم لا، هذا العيد يتزامن مع حلول الربيع الفلكي وتبدأ الدنيا الحياة الجديدة بعد الشتاء. وحسب التقليد الفولكلوري، أثناء عيد البشرى على الناس تنظيف البيوت، لكي يُسمح للربيع أن يدخلها، وهذا هو وقت زرع الخضروات وثقب صدفية أذن البنات. واعتقد الأسلاف أيضا بأن هذا اليوم هو فترة عودة اللقلق والسنونو ويبدأ الوقواق يغرد.
معجزة الولادة العذرية، التي وقعت يوم البشرى، موضوع يثير الخيال الشعبي. فيكثر عدد النصوص الفولكلورية والتي تعالج كيفية وتفاصيل هذا العمل الإلهي، بحيث حافظت أم المسيح على عذريتها رغم أنها ولدت. هناك أساطير تروي أن مريم العذراء شمت رائحة زهرة فحملت. حسب الأسطورة كانت الزهرة من نوع الزنبق الأبيض، ولذلك صُور الملك جبرائيل في العديد من الأيقونات كشاب في يده زهرة زنبق. وحسب أسادير أخرى كانت الزهرة من نوع الريحان، أحد الزهور الأكثر تفضيلا بالنسبة للبلغار. وفي التقليد البلغاري يُرتبط الريحان بصفات علاجية وطاردة للشياطين، وحتى يُسمى بزهرة المسيح. ولا غرو في طقس زرع الريحان في هذا اليوم بالتحديد.
وتم تصوير أم الله في الكثير من الأعمال المشهورة للفن الكنائسي كمرأة غازلة في لحظة تلقيها البشرى من الله. ويُذك بأن طريقة غزلها، أي بدون أية أداة لهذا الغرض، هي أقطم طرق الغزل، والتي ما زالت موجودة في بعض أنحاء العالم اليوم.
وأثبت العلماء بأن الغزل والنسج والحيادة من بين الأنشطة الأكرة أنوثة ولها مكانة خاصة في الميثولجيا والفولكلور للكثير من شعوب العالم. وخلقت الإلهة الأم العالم، وهي غازلة. وتم وصف بنات الإله زيوس الثلاث، واللواتي مسؤولات عن حياة الناس، كنساء غازلات أيضا. وحسب الأساطير كان الأم حواء غازلة أيضا، وأصبحت تغزل بعد طردها وآدم من الجنة. وفي التقليد البلغاري تغزل العروس عندما تدخل بيتها الجديد، تغزل كذلك الجدة في الألعاب الشعبية البلغارية. غازلة هي أيضا الجدة مارتا التي توزع الخيوط الملونة المسماة بالمارتيناتسا وهي عبارة عن خيوط ملونة بالأحمر والأبيض، كما وأنها رمز للحياة الجديدة والفضلى.
يوم تودور من بين أكبر الأعياد الشعبية المتعلقة بالانتقال إلى الربيع وبالخصوبة ووفقا لعلماء التاريخ انطلق الاحتفال به في الأراضي البلغارية في القرون الأولى من القروسطية. في الدقائق التالية نذكركم ببعض الأساطير والاعتقادات والطقوس المتعلقة بهذا اليوم...
تحافظ الفرقة للفولكلور الأصلي من قرية آلينو، منطقة ساموكوف مدى عقود على بعض الأغاني الاصلية التي ظهرت في هذه المنطقة البلغارية. قائد الفرقة الشاب مومتشيل تشالاكوف، الذي وُلد ونشأ في القرية وكانت تعتني به جدته وجده. ومنذ صغره وهو وقع في حب الاغاني..
كالينكا فالتشيفا شخصية بارزة، ينبوع حيوية وتفاؤل وصاحبة موهبة معجبة لمن يستمعون إليها. وُلدت في سارنيتس، قرية تقع في قلب منطقة دوبروجا، شمال شرق بلغاريا. واجتذبتها الأغنية الشعبية وهي طفلة صغيرة وخاضت في عالم الموسيقى والغناء. بدأت حياتها المهنية..