Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

قضية "كاراديري" – الشعور بالـ"ديجا فو"

بعد الظهيرة، يظهر في المجيء الكثير من الشباب حول البحيرة "آريانا" التي تقع في قرب مباشر من التقاطع المركزي في العاصمة "جسر النسور". يظهر بعدهم على متن الجراجات، بعضهم يمشون مع كلابهم وهناك أيضا الكثير من الأطفال. يجتمعون احتجاجا على إعمار القليل من الشواطئ العذراء الباقية في بلغاريا. وفي هذا الأثناء، يقوم بعض السكان المحليين بالاحتجاج المضاد، أملين بأن الإعمار المعني قد يخلق فرص عمل جديدة لهم، بينما تخيب جمعية مقاولين وأصحاب آراضي، رغبة حماة الطبيعة في "غزو شواطئ البحر الأسود". وهذا السيناريو تكرار لما كننا نشاهده مرارا  وكم مرة سنشاهد من جديد!؟

إن هذا الشعور بالـديجا فو" المتكرر مؤشر واضح بأن الأمور في البلاد لا تسير على ما يُرام. هل يحق لحماة الطبيعة أن يتربصون بقرارات بإعمار بعض المناطق المحمية أو الحفارات التي تعمل بدون ترخيص الجهات المعينة؟ ولكن في المقالب أليس هذا مهمة للمؤسسات والوزارات المختصة؟ قضية "كاراديري" مثال لهذا. فقد تم الإقرار على المستوى الأعلى، مجلس الوزراء، قبل أسبوع، على النية الاستثمارية ببناء منتجع سياحي بقرب من شاطئ عذري، والذي تقع في أراضي منطقتين محميتين من شبكة "الطبيعة 2000".

وبدأ الوزراء واحد تلو آخر، بعد الاحتجاج السريع للحماة، في تفسير أن ذلك كانت فقط الخطوة الأولى التي تعطي "الضوء الأخضر" للمشروع. وفي هذا السياق يربكنا قول وزير الاقتصاد والسياحة دراغومير ستوينيف بأن البناء يُنتظر في 3 أيلول، العام الجاري. أما خبراء من القطاع، يعتقدون بأن 6 أشهر هي أقصر فترة للتقييم البيئي لهذه المبادرة الاستثمارية فقط. ولغاية اليوم، لم يُطرح مشروع واضح، ناهيك عن الوضوح إزاء المستثمرين الخارجيين وراءه.

أو بكلمة أخرى، فقد تم الحفاظ على هذه الشواطئ العذراء لغاية اليوم بأسلحة. فكانت هذه المنطقة قبل عقدين ساحة لتدريبات القوات البحرية لحلف وارسو. وتم شراء هذه الاراضي بعد فترة الخصخصة في بلغاريا من قبل مقاولين من قطاع البناء، والذين ينتظرون الآن أن تعيد قيمة الأموا المخصصة فيها. وتعود فكرة بناء منتجع سياحي هناك إلى عام 2007، حيث وُضع المشروع الأول من طرف فريق للمهندس المعماري الإنجليزي الكبير نورمان فوستر ويوقع إنشاء مجمعات من الفنادق وأكثر من 7000 منزل على مساحة من 120 هكتار. واتصفت هذه المبادرة بأنها أكثر وفاءا للبيئة من باقية المنتجعات على سواحل البحر الأسود وإلى درجة كبيرة يستجيب تسميتها "حدائق البحر الأسود". ولكن المشكلة في إحاطتها بمناطق محمية من شبكة "الطبيعة 2000" وإعمار بهذا الحجم هناك غير معقول. وبسبب الاحتجاجات آنذاك والأزمة الاقتصادية لم يتم تنفيذ المشروع.

وحجم هذه المبادرة المعمارية اليوم 25 هكتار تقريبا، بينما عدد المنتجعات فقط 3 والمنازل 1200، ولكنها ما زالت واسعة لأراضي تدخل في منطقتين من شبكة "الطبيعة 2000" وليس هناك تقييم لتأثيرها على أنواع الطيور والمستوطنات التي تحميان. وما دفع المواطنين للاحتجاج أكثر هو أن "كراديري" منطقة فيها شواطئ عذراء. وهناك يظهر السؤال هل لا يستوي محبو التعسكر محبي الراحة في الفنادق الفاخرة. وأليس من واجبات الدولة التي هي صاحب السواحل البحرية توفير فرصة للتعسكر وسط الطبيعة الخلابة؟

وبذلك يُطرح سؤال آخر، ألا وهو أين ولماذا اندثرت المعسكرات على الشواطئ والتي هي طريقة وفية للبيئة والطبيعة. والجواب هو عدم وجود بنية تحتية مناسبة لهذا. ولو كانت لدى الدولة رؤية استراتيجية للاستخدام المستدام لهذه الثروة الطبيعية، ألا وهي الشواطئ البحرية، لدعمت البلديات الصغيرة والمتوسطة في بناء طرق ومرافق صحية مناسبة لتنمية هذه السياحة الوفية للبيئة. 




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

Iwalk - اتباع نهج أكثر تقليدية للمعالم التاريخية في البلاد

ذكرت وزارة السياحة أن عام 2016 كان ناجحا للسياحة البلغارية حتى الآن. وعلى الرغم من البيانات الايجابية على زيادة أعداد السياح والمبيتات، لا يمكننا أن نغفل المشاكل هنا. أحدها هو بلا شك عدم وجود معلومات موثوقة عن البلد بلغة أجنبية، وحتى بالبلغارية. العديد..

نشر بتاريخ ٢‏/١١‏/٢٠١٦ ١٢:٥٦ م

لم يصبح منوري الشعب ماض بل هم حاضر أيضا

"اليوم، 15 يناير 1922، المذكورين سكان قرية نيغوشيفو ، منطقة صوفيا، وهم: المعلم الكسندر تسفيتانوف ، باراسكييفا فيليتشكوفا، سباس غينكوف، خريستوسكو يوتوف ... اجتمعنا في الساعة 10 في غرفة المدرسة الابتدائية الوطنية. .. '. هكذا تبدأ قصة المركز الثقافي..

نشر بتاريخ ١‏/١١‏/٢٠١٦ ١١:٤٦ ص

التراث الثقافي القديم من منظور التكنولوجيات الجديدة

هل فكرت يوما كيف يمكننا الحفاظ أكثر تفصيلا على الكنوز التاريخية في بلادنا؟ نحن نعيش في عصر التكنولوجيا الرقمية والجديدة ولدينا المزيد من الخيارات. في الآونة الأخيرة في المتحف التاريخي الإقليمي – في مدينة روسه قدمت النتائج الحالية لتحقيق مشروع "التصور..

نشر بتاريخ ٣١‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٢:٣٤ م