"عيد مبارك!" هذه هي رسالة الرسامة راليتسا دينتشيفا التي دعانا إلى معرضها المكرسة لعيد البشرى في صالة الإذاعة الوطنية البلغارية يوم الثلاثاء الماضي. فقد عرضت الفنانة لوحات لرسم الطبيعة مكرسة لهذا العيد الجميل أثناء الربيع ومعناه الرمزي الكبير.
"أعتقد بأن عيد البشرى موضوع قائم اليوم. تقول الفنانة وتوضح: هذا العيد يحتفي بالمرأة الأمة والخبز. المرأة الام كطبيعة وأرض مثمرة، كوعاء وبيت. هي كل شيء ما نناله وترعى الأشياء بالحب والصبر والرحمة. والخبز كرمز لخلق الله وبشرى للروح الإلهية. عيد البشرى سر يتحقق في كل واحد مننا. البشري والإلهي متحدان في علاقة روحية، وتمثلان جوهرنا الأزلي. عندما يعي الإنسان بأنه يحمل في ذاته الروح إلهية والإنسانية ويوحدهما عندها يقع في حالة من الانسجام والتوازن، بل والسعادة القصوى والاطمئنان. مريم العذراء عند توحيدها مع روح الحب في ذاتها، وبذاتها ولدت الإله الذي هو الحب. وهكذا فكل إنسان عندما يتحد بالحب ويقيم فيه بكل وعي لا مجال إلى أن تكون أعماله وأحاسيسه إلا في الحب. وعندما تمنح الحب فأنت سعيد."
البداية في فلسفة الفنانة هي ثلاثية الحب والجمال والحياة.
"بالنسبة لي كل الأديان مثل أنهار التي تتوحد في محيط وهو محيط الحب، تقول الفنانة.
وُلدت راليتسا دينتشيفا عام 1970 في مدينة روسيه وتخرجت من كلية الفنون الجميلة من جامعة فيليكو تارنوفو "القديسين كيريل وميتودي" ولديها أكثر من 30 معرضا شخصيا في بلغاريا، هنغاريا، كندا وفرنسا. يملك أعمالها محبو الفن من 8 دول أوروبية الولايات المتحدة ، كندا واليابان. كما وقامت بإعداد الرسوم الداخلية لمجموعات شعرية لكبار الشعراء البلغار مثل بيو يافوروف بينتشو سلافييكوف ديمتشو ديبيليانوف وإيفتيم إيفتيموف كما ولزوجها روسي ستانيسلافوف. المعرض الجديد للفنانة يقدم لنا إمكانية لمس أسرار عيد البشارة وأن ننظر إلى العالم من حولنا من خلال عيون الحب والانسجام. إنها دعوة لنتوقف للحظة في حياتنا اليومية السريعة وأن نلقي نظرة إلى العوالم الروحية التي تسكن في ذواتنا.
إذا لقيت لوحاته خفت غمض عينيك خشية انحلالها أمامك كالسراب، وكأنما تسير في الحقل وأنت تسمع أغاني الحاصدات، متجسدة أصواتهن في صورة المرأة. وهي المرأة التي بلغت في أعمال الرسام ليوبين باشكولسكي قمة الفن التشكيلي، جامعا فيها بين الماضي البلغاري والنهضة..
في دار المعارض الوطني "المربع 400" تم افتتاح معرض "إلهات الإلهام والمعرضات" المكرس لجسم المرأة العاري الذي لعب دور الإلهام منذ أيام الكلاسيكية القديمة حتى يومنا هذا. بعد حصول بلغاريا على التحرير من الدولة العثمانية وبعد قيام الدولة البلغارية المستقلة..
يمكن لزوار قاعة الفنون الوطنية مشاهدة معرض 55 عملا فنيا لأحد أبرز رسامي بلغاريا الفنان ديميتار كازاكوف الملقب بـ "نيرون" وذلك حتى 18 من شهر أيلول القادم. من أين يأتي هذا اللقب؟ حكى الفنان الكبير قصة حياته الفقيرة طالبا ساكنا في غرفة تحت سقف..