Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

صدى قوي ومتعدد الوجهات للأزمة الأوكرانية في بلغاريا

أدت الأحداث المأساوية في أوكرانيا مؤخرا إلى العديد من التصريحات قام بها الساسة البلغار ورغم أن الأيام الأخيرة كانت عطلة في بلغاريا. فقد أدان الرئيس البلغاري روسين بليفنيلييف بمناسبة الضحايا من الاشتباكات في أوديسا، كافة أنواع العنف والتي تهدد السلام وقد تؤدي إلى تداعيات دموية، في حين وصف وزير الخارجية كريستيان فيغينين لما حدث بأنه تصرف وحشي ونبه بأنه إذا استمر تصاعد التوتر ستأتي فترة طويلة لعدم الاستقرار. بينما علق وزير الدفاع نايدين أنغيلوف على أنه رغم وجود خطر مباشر لأمن بلغاريا، تتابع الحكومة البلغارية الأوضاع في أوكرانيا باهتمام كبير، بسبب وجود خطر للبلغار العائشين هناك. وفي هذا السياق ظهر القلق في الأوساط العسكرية البلغارية، حيث صرح قائد الدفاع الجنرال سيميون سيميونوف، بأن تقييم الأحداث في أوكرانيا سينعكس على تحديث الاستراتيجية للأمن القومي. واستبعد بهذا الصدد وزير الدفاع أية مشاركة عسكرية بلغارية في حملة عسكرية محتملة لحلف الناتو، ردا على الأحداث في أوكرانيا.

الأسباب التي أدت إلى قلق جدية في الحقيقة.

وتعرض مبنى المركز الثقافي البلغاري الأوكراني في أوديسا خلال الاشتباكات للضرر. وحسب المعلومات الأخيرة ليس هناك بلغار بين الجرحى، إلا أنه هناك إشارات إلى أن بعض المواطنين اهتموا بطريق الحصول على المأوى في بلغاريا في حالة تدهور الأوضاع. نتحدث عن حوالي 300 ألف شخص، والذين يمثلون اهتماما بالنسبة لبلغاريا التي ستعاضدهم، إذا اقتضته الضرورة.

وفي حالة عدم الاستقرار في المنطقة، كما افترض وزير الخارجية فيغينين، ستتتعرض بلغاريا لأضرار كبيرة. ليس فقط بسبب الغاز الروسي الذي يعبر أراضي أوكرانيا. وفي حالة فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا من طرف الاتحاد الأوروبي، سنشهد تدهور في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، علما أن روسيا أحد الشركاء الاقتصادية التجارية الرئيسة لبلغاريا. شريك هام آخر هو أوكرانيا.

وانعكست العقوبات التحديدية التي فرضها الاتحاد على بعض الساسة الروس  على العلاقات السياسية. فقد نبهت وزارة الخارجية البلغارية بمناسبة الزيارة القادمة لرئيس الدوما الروسية سيرغي ناريشكين لبلغاريا، بأن هذه الزيارة لا يمكن تحقيقها بسبب المعايير المحددة التي فرضها الاتحاد على ناريشكين، وبينها معايير لدخوله وعبوره أراضي دول أعضاء للاتحاد. وكان رد فعل الدوما الروسية حادا، مما لا يرحب مستقبل الزيارة القادمة لرئيس البرلمان البلغاري ميخايل ميكوف لموسكو. ووفق البيانات غير الرسمية، عبر ميكوف عن عدم موافقته مع الموقف التي ايدته وزارة الخارجية البلغارية. وهذا، أن يكون حقيقة، مؤشر إلى توتر سياسي داخلي في أوساط الحكام.

وللأحداث حول أوكرانيا أثر على علاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي. وفي حالة تشدد موفق الاتحاد من روسيا، سنشهد تعقد متعمق لمستقبل تحقيق المشروع لخط أنابيب الغاز "السيل الجنوبي". فقد دخلت بلغاريا التي اتفقت مع الدولة الروسية على بناء أنابيب الغاز في أراضيها في مشادات مع الاتحاد بشأن الموضوع. وافترضت المفوضية الأوروبية في توقعاتها إزء بلغاريا خلال الربيع بأن تبعية البلاد من إمدادات الغاز الروسي قد تتحول إلى عبء لنموها الاقتصادي.

وفي حالة نمو اقتصادي متدهور  لن تستطيع بلغاريا تخصيص أموال لميزانيتها العسكرية لتحديث وإعادة تسليح جيشها.

واضح أن صدى الأزمة الأوكرانية في بلغاريا ليس جديا فحسب، بل وإنه متعدد الوجهات في الصعيد الاقتصادي والسياسي الداخلي والدولي.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

الحملة الانتخابية في بلغاريا بدأت في وضع سياسي داخلي متوتر

الحملة للانتخابات الرئاسية في بلغاريا دخلت يومها الثالث. كان ينتظر أن تكون المواجهة الانتخابية على الموضوعات المحلية أن تكون أقل من ذلك على السياسة الخارجية. ولكن بطريقة غير متوقعة ، فإن قضايا السياسة الخارجية، كما كان انتخاب الأمين العام الجديد للأمم..

نشر بتاريخ ٩‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٠:٣٠ ص

انطلاق هيكل أوروبي جديد لحرس الحدود في بلغاريا

رائع ليس فقط بالنسبة لبلغاريا ولكن أيضا لأوروبا الحدث الذي جرى يوم الخميس على معبر  كابيتان اندرييفو على الحدود البلغارية التركية. حيث افتتحت رسميا الوكالة الأوروبية الجديدة لحرس الحدود وخفر السواحل. أهمية الحدث يتحدث وجود رئيس الوزراء بوريسوف ووزير..

نشر بتاريخ ٨‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص

بعد السباق للأمين العام للأمم المتحدة في بلغاريا بقي الخاسرين فقط

توقعات انتخاب امرأة لمنصب الأمين العام الجديد للأمم المتحدة من أوروبا الشرقية تبين  أنه ضربا من الوهم. فقد رشح للمنصب رسميا البرتغالي أنطونيو غوتيريش. يزعم أنروسيافضلت دعمه في اللحظة الأخيرة بدلا من أن تختار من بين المتنافسين من أوروبا الشرقية. في..

نشر بتاريخ ٧‏/١٠‏/٢٠١٦ ١٢:٣٨ م