تحتفل الكنيسة الأرثوذوكسية في 14 مايو، العام الجاري بعيد نصف الخمسين. ففي هذه الحلقة لفولك ستوديو، تروي تحدثنا الأستاذة المساعدة الدكتورة فيخرا باييفا من معهد الدراسات الإثنولوجية والفولكلورية بمتحف إثنوغرافي التابع لأكاديمية العلوم البلغارية عن هذا الطقس المجهول من منطقة أسينوفغراد وباتشكوفو، حيث تمتزج المسيحية بتقاليد محلية مميزة وممارسات فولكلورية.
ويُعتبر عيد نصف الخمسين من الأعياد المتغيرة التاريخ ويُحتفل به في 25 بعد عيد القيامة، عندما يقع منتصف الخمسين. وبهذا السبب يقع في الأربعاء وعلى الرغم من تاريخها المتغير كل عام. ويبقى العيد بالنسبة لكثير من البلغار مجهولا، إلا أن أهل منطقة أسينوفغراد وباتشكوفو يحتفلون به، حيث يكون بالنسبة لهم يوما منتظرا وهاما، أحد أكبر الأيام الاحتفالية في التقويم المحلي. وفي هذه الفترة حسب التقليد، "تزور" إحدى أيقونات الكنائس في أسينوفغراد دير باتشكوفو.
نتحدث عن أيقونة أم الرب من معبد "مريم العذراء – البشرى"، والتي تُعتبر مقدسة. لقد تم بناء الكنيسة في عام 1830 في مكان كان يقع فيه معبد أصغر وأقدم من ملكية دير باتشكوفو، الذي وهب فيما بعد الأيقونة الصانعة للعجائب. واشتهرت الكنيسة بتسمية كنيسة السمك، حيث أتى الاسم وفق بعض السكان بسبب زخارف القبة والتي تشبه حراشفا، بينما حسب البعض الآخر بسبب الأسماك التي تسبح في مياه البئر المقدس في باحة الكنيسة والذي كان مكرسا للقديس يحي المعمدان. واعتقد المؤمنون بأنه إذا رأوا الأسماك في البئر، سيستجيب الله دعواهم ولذلك يقذفون عملة حديدية، متمنين بالصحة والحظ.
وفي نص الخمسين تُحمل الأيقونة المقدسة من مدينة أسينوفغراد إلى دير باتشكوفو، حيث يُنظم لغذا الغرض موكبا احتفاليا. ويبدأ الطقس في عشية العيد، عندما يزور المؤمنون المعبد لكي يبيتون هناك "من أجل الصحة". وفي الصباح تُضع الأيقونة على نقالة خاصة مزخرفة بالزهور. وتحت دق النواقيس تنطلق المسيرة برئاسة القساوسة وبحضور الزمر من المؤمنين. ويجتاح سكان المدينة الشوارع لترحيب بالأيقونة، حيث يسعون إلى مسها أو حملها لمدة قصيرة وهذا من جديدة "من أجل الصحة والشفاء". أما العبور تحت النقالة يخلص من الجنوب ويشفي. كما وتُعتبر الزهور من الأيقونة مقدسة وصانعة للعجائب.
وتم نقلها في الماضي على أيدي الناس وفي الحاضر يستخدمون السيارات والحافلات. وعندما يوصلونها إلى الدير، يخرج رئيس الدير ومساعديه الرهبانيين كي ينحنون أمامها ويرحبون بها، ثم يدخلونها في الكنيسة ويعلقونها على حامل الأيقونات، حيث تبقى لمدة قصيرة وبعد الظهيرة يرجعونها في نفس الطريق إلى مقامها العادي.
وحسب المعلومات التاريخية ظهرت المسيرة الاحتفالية خلال العراك الدينية بين البلغار واليونان في المدينة في أوائل القرن الماضي. ولكن المحليين يعتقدون بأنها متعلقة بـ"القداسة الملائكية". وحسب المحليين وقعت المعجزة خلال الشتاء حوالي منتصف الليل، عندما انطلقت مسيرة الملائكة من دير باتشكوفو إلى كنيسة السمك، وخدمت هناك الملائكة، خدام السماء، القداسة المرافقة من دق الأجراس والترانيم والنور الإلهية. شهد العجيبة الكثير من الناس من مختلف أجزاء المنطقة.
وسرعان ما انتهت القداسة السماوية رأت العرافة والكاهنة سلطاني شيشمانوفا من أسينوفغراد في منامها مريم العذراء، أم الرب وأمرت بأن تُحمل أيقونتها كل عام إلى دير باتشكوفو، حيث تنبأت أن آلاف الناس من بلغاريا سيزورنها في هذا التاريخ، كما ووعدت بصنع العجائب. وأوفى أهل أسينوفغراد أمر أم يسوع وهكذا ظهرت الموكب الذي يُقام حتى اليوم. كما وأوفت أم الرب وعدها بصنع العجائب في هذا اليوم، وعلى ذلك تشهد الكثير من القصص عن عجائب التي يمكن سمعها ضمن المؤمنين، بدءا من نطق طقل أبكم مرورا على إشفاء العديد من الأمراض ووصولا إلى التغيير غير المتوقع لرجل ملعون تخلى عن قمع زوجته.
في تصور غالبية البلغار، مصطلح "سورفا" مرتبط بأول لرأس السنة، عندما يقوم الاطفال عادة بتزيين عصية من شجرة القرانيا بخيوط ملونة وخشاف وبشار ثم يجولون أقاربهم وأصدقائهم، ويضربونهم بهذه العصية، متمنين بالصحة وطول العمر، ويباركون فيهم، حيث يلفظون كلمات..
في الساعات الأولى لرأس السنة تعلو في السماء تمنيات وتحيات طيبة بالسلامة والصحة والتوفيق. كما وحُوفظ على بعض الطقوس التقليدية التي تُقام بها في الفترة الفارقة بين السنتين القديمة والجديدة. "في الأول من شهر يناير تحتفل المسيحية الأرثوذوكسية بعيد..
إننا سنحفظ عام 2015 المنصرم بتنوع المشاريع المستوحاة من الموسيقى الشعبية البلغارية، وقد وضعها أصحاب من مختلف الجنسيات وفي سائر أنحاء المعمورة. لقد استمعنا إلى "الرقص الناري" من تلحين عبقري الناي البلغاري تيودوسي سباسوف ومن تقديمه هو ورباعي..