Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

السياحة تتحول إلى صناعة ضخمة من شأنها تغيير العالم

شهد العالم المعاصر ثورتين ضخمتين قويتين، غيّرتا حياتنا جذريا، نتحدث عن تكنولوجيا المعلومات والسياحة. هذا ما اعتقد به طالب رفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. الخبير الدولي في زيارة رسمية للبلاد لمنح رسالة مفتوحة للحكومة البلغارية بطلب دعم السياحة، كقطاع اقتصادي هام. فقد تم منح الوثيقة لـ61 دولة لغاية اليوم.

وتظهر دراسات قامت بها المنظمة السياحية العالمية بأن عدد المسافرين على صعيد العالم خلال 50 القرن الماضي لم يتجاوز 22 مليون شخص. في تلك الفترة 75 في المائة من السكان لم يغادروا مسقط رأسهم. كان الناس يولدون ويموتون بدون ابتعادهم عن القرية أو المدينة. ها وقد تغيرت الكوكبة الأرضية وتحجم. وحسب المعطيات الأخيرة لمنظمة السياحة العالمية من عام 2013، سجلت السياحة الدولية نموا من 5 في المائة رغم الأزمة الاقتصادية وكل واحد من سبعة أشخاص سافر خارج الوطن. "هذا أكثر من مليار شخص، والين اتجهوا خارج الحدود الوطنية. تصور كيفية تغيير هذا الاحتكاك بالثقافات والبلدان الأخرى تفكرنا وتخيلنا!"، أوضح طالب رفاعي أثناء احتفالية لمنحه بلقب "الدكتوراه الفخرية لجامعة الاقتصاد المحلي والعالمي" في صوفيا. فقد تحولت السياحة خلال العقدين الأخيرين إلى صناعة عملاقة، تولد مليارات الدولارات من العائدات وفرص عمل كثيرة، تساعد لأفقر بلدان العالم في طريقهم لانتعاش اقتصاداتها وانفتاحها أمام العالم. وإذا كانت ألمانيا هي الدولة بأكبر عدد المسافرين فإن اليوم أنشط المسافرين هم الصينيون ويليهم الروس. وأرسلت الصين العام الماضي حوالي 98 مليون سائح خار حدودها وروسيا نحو 55 مليون شخص. وفي هذا السياق تتكلم تكنولوجيا المعلومات أيضا، حيث أن كل واحد من ثلاثة أشخاص يخطط سفره عبر الإنترنت بدون استخدام وساطة الوكالات والمنظمات السياحية. أم الإعلام الاجتماعي فإنه غيّر الطريق الذي يتم إعلان وترويج المنتجات السياحية المختلفة على أساسه. واليوم لا نستطيع دفع التذاكر وحجز الفنادق على الإنترنت فحسب، بل وننشر في الشبكات الاجتماعية صورا من سفراتنا وأراء عن الأماكن التي زرناها. غيّرت التكنولوجيات الحديثة أحكام اللعب. مختلف أيضا هو بروفايل الرحالة الحديث، اليوم هو مثقف أكثر ومطلع أكثر يريد غرسه تماما في جو بلد معين، والاحتكاك بناسه وتذوق مطبخه. كما  وتغير عمر المسافرين وبمناسبة وبدون مناسبة ينطلق الصغار والكبار وهم يبحثون عن مغامرات ولقاءات مع ثقافات أخرى. وبذلك ازداد عدد الشباب المسافرين، حيث يبلغ 330 مليون شخص والذين كل عام يغادرون للخارج. وإذا تتمتع الأثرياء فقط في المضي بفرصة السفر، فإن العالم اليوم مختلف فيمكن لكل من يريدون السفر في أنحائه المختلفة. وأكبر تغيير والذي أتى بتوسع الصناعة السياحية متعلقة بتفكرنا. "نتحدث عن الدعوات المرتبطة بالنمو المستدام لهذه الصناعة والعناية بالأرض. المسافر اليوم يريد السفر وهو مرتاح الضمير"، أكد أيضا البرفسور رفاعي ويضيف أن الناس العاملين في مجال السياحة ينبغي عليهم مراعاة أحكام النمو المستدام ولذلك فوجئ مفاجأة سعيدة بالبرنامج الاستراتيجي الجديد بشأن تنمية القطاع في بلغاريا والذي يشمل الفترة 2014-2030.: "وتنص الوثيقة وبشكل قاطع وصريح أنه عليكم الامتناع من التركيز على السياحة البحرية وبالناء المفرط في المنتجعات ولا بد من توجهكم إلى تطوير السياحة البديلة"، قال أيضا البرفسور رفاعي. وفي رأي الأمان العام لمنظمة السياحة العالمية بلغاريا بلد فريد من نوعه.

"هي وجهة سياحية مميزة  جدا، قال للإذاعة الوطنية البلغارية البرفسور رفاعي، هي حلقة الوصل بين أوروبا والشرق الأوسط وبين أوروبا وآسيا. وتملك البلاد الكثير من الثروات الطبيعية والموارد وهي أمام تحدي أن تختار طريقها في المستقبل، ما إذا أن تتركز على الثقافة أو التاريخ وسياحة السبا والجولات وسط الطبيعة. بلغاريا بلد غني جدا وفي الوقت نفسه هي معروفة، وبهذا الصدد يمكنني تمييزها عن سائر الوجهات السياحية في أوروبا."

حسب البروفسور الناس سيسافرون أكثر فأكثر، إذ أن السياحة "قوة" غيّرت حياتنا ولا يمكن إيقافها. إلا أنه يعتمد علينا ما إذا سننجح في توجيهها إلى نمو مستدام، لحماية الكوكب أم سنظهر وهنا وسنبقي غرائزنا المستهلكة أن تدمر بيتنا، كوكب الأرض.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

"هافينغتون بوست": طبيعة خلابة و17 سبب آخر لزيارة بلغاريا

طبيعة مدهشة، وهندسة معمارية رائعة ومأكولات شهية ، هذا ما يسلط الضوء في مقال نشر في على موقع "هافينغتون بوست" بعنوان "18 سبب لزيارة بلغاريا في أقرب وقت ممكن." المقال يركز على الأمريكيين الذين لم يزوروا منطقة البلقان، ويصف كاتب المقال سوزي سترنتر بلغاريا..

نشر بتاريخ ١٨‏/٤‏/٢٠١٦ ١:٣٤ م

ستارا زاغورا – مدينة ذات تاريخ غني

لقد بدأ تاريخ مدينة ستارا زاغورا البلغارية بمنازل تعود إلى العصر الحجري الحديث، إذ كانت المدينة وقتها واقعة على مفترق الطرق بين نهر الدانوب والبحر الأبيض المتوسط وبين بلوفديف الحالية والبحر الأسود. وفي عام 46 الميلادي أسس الرومان مدينة مرتبة..

نشر بتاريخ ٩‏/٤‏/٢٠١٦ ٩:٠٠ ص

مهنة "صاحب الأكواخ"

نادرا ما نتحدث عما يحدث في الجبل والأكواخ والناس العائشين هناك. وربما لأنهم بعيدا عن ضجة المدينة، فكثيرا ما ننسى وجودهم. غير أن ألفت كوخ "أمباريتسا" في جبل البلقان انتباه الكثير من الناس، فقام مصورون ومتطوعون ومحبون للطبيعة والجبل بتضافر جهودهم في حملة..

نشر بتاريخ ٤‏/٣‏/٢٠١٦ ١٠:٣٠ ص