Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

رمزية الخروف والغنم والكبش في الفولكلور البلغاري

في هذه الحلقة لبرنامج فولك ستوديو، تعرفنا الأستاذة فيخرا بايفا من معهد الإثنولوجيا والفولكلور بمتحف إثنوغرافي لأكاديمية العلوم البلغارية على الخروف والغنم والكبش، رموزا منتشرة في الفولكلور البلغاري.

"تربي الغنم إلى جانب الزراعة، مصدر رزق رئيسي في الأراضي البلغارية. ولذا الرعاة يتمتعون باحترام الشعب البلغاري في الثقافة التقليدية، أما القطعان المتعددة فإنها مذكورة في الأغاني الشعبية كعلامة على الثراء والرخاء لصاحبها. ومناسبة للفخر أيضا هي الأجراس التي عُلقت على أعناق الغنم. ونجد في الأغاني المكرسة لعيد ميلاد المسيح تمنيات بتكاثر الغنم، بل والمزيد من التواؤم. وتم وصف أغنام بصوف خفيف وأكباش بقرون ملتوية وخرفان ذات جبهة بيضاء.

ويوصف الطفل المولود في المهد في اللغز الشعبي المنتشر بأنه "خروف يثغو بين جبلين". وانتشرت ذاك الوقت أغنية "ثغاء الخروف" بأداء المغني الشعبي المشهور بوريس ماشالوف. تروي الأغنية على قصة خروف صغير، بيعت أمه لقصابين عنيفين، رغم أنها أنقذت في الماضي القطيع من الغرق. وحسب شاهدي العصر أبكت هذه القصة وقتها الصغار والكبار وما زالت اليوم تثير قلوب المستمعين.

الخروف رمز للهدوء والخشوع والخضوع وعدم البغضاء ومن هنا أتت عبارة "مثل الخروف الذبيح". هذه الصورة لها جذور عميقة في الديانة المسيحية، حيث تُروى في العهد القديم لأول مرة قصة إبراهيم وإسحاق. أنجب ابنه وهو في المائة إلا الخمس في عمره أحبه إبراهيم، غير أن الله طلب منه تقديم نجله قربانا له. وبدون أي تردد أعد الآب ليضحي بابنه ولكن ملك من الله قبض يده في اللحظة الأخيرة وظهر من الأعشاب القريبة كبش، بديل للأضحية البشرية. في الحقيقة تفسر هذه القصة من الكتاب المقدس ممارسة تقديم القربان، أضحية تكون غالبا ما كبشا أو خروفا، تجري خلال أكبر أعياد السنة.

وبسبب مأساوية صورة إبراهيم، فإنا منتشرة في الأغاني الشعبية، حيث تُوصف في أشكال مختلفة قصة الآب الذي قرر بذبح ابنه خلال عيد القديس جرجس، قربانا للقديس.

تتعلق صورة الخروف في العهد الجديد بأضحية المسيح الذي سُمي في التقليد بالخويريف. وفي الوقت نفسه تم تصوير المسيح في صورة الراعي الطيب، الذي يكترث بمرعاه الروحي أو القطيع، مجتمع المؤمنين.

وبالإضافة إلى الرمزية المسيحية، لصورة القطيع معنى سلبي في الكلام اليومي، حيث يدل على الحمق وانعدام التفكير الذاتي أو الإطاعة المفرطة. أما "الغنمة السوداء" فإنها صورة للإنسان المختلف المخالف للقوانين والأحكام الاجتماعية ولذلك يتلقى رفض القطيع.

واختلافا عن الخروف الخاشع والغنمة الحمقاء يتباهى الكبش بقائد فاخر وشجاع للقطيع ولذلك يُصف الشباب الأقوياء بأنهم اكباش ملونة. الكبش الجميل فخر للراعي هو مساعده الأول وموضوع لاحترام خاص. في الأغاني الشعبية ينحب الراعي على كبش المفقود. ويهب العريس العروس يوم الزفاف بكبش مزخرف، رمزا للخصوبة والرخاء. واعتقد الأسلاف بأن الكبش محصون من القوى الشريرة ولذلك يُرسم على أغراض مستخدمة كثيرا في الحياة اليومية. وكان يؤمن الأجداد بأن جمجمة كبش مغروس على عصى محدبة من الحظيرة تحمي القطيعة من الأمراض والسحر. كما أن ظهورها في المنام علامة طيبة.  




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

الحرث أو التوغل عبر الثوب

إن الحرث والتوغل عبر الثوب عبارة عن عادتين قديمتين مترابطتين من حيث فحواهما وكلتاهما تجري في حالة صمت مطبق ليلا وتتميز برمزية التوأمة. لذا تقص الأغاني التي سنقدمها لكم حكايات رجال ونساء توائم. كانت عادة الحرث متعلقة بالحماية من الأوبئة..

نشر بتاريخ ٢٧‏/٨‏/٢٠١٦ ٩:٠٥ ص

تجلي المسيح – الحد بين الصيف والشتاء

في المعتقدات التراثية يعتبر عيد تجلي المسيح (ال6 من شهر أغسطس آب) عيدا يفصل بين الصيف والشتاء. تخص تغيرات المناخ الناس والزراعة وتربية المواشي. لحظ الناس أن بعد هذا التاريخ يصبح النهار أقل من الليل أما الثعابين والسحالي فتلجأ إلى مخابئها. فلذك نقول..

نشر بتاريخ ٥‏/٨‏/٢٠١٦ ١:١٩ م

"رباعي بيستريتسا"- الخطوة الأولى في الموسيقى الشعبية الأوركسترالية

نحتفل هذا العام بمرو ثمانية عقود على إنشاء "رباعي بيستريتسا"- أول أوركسترا للموسيقى الشعبية في البلاد (الذي تأسس في عام 1936). ديانماتيين، يوردان بلكين، انجيل كريفينسكي وستويان رانغلوف ، أدوا على مدى سنوات الأغاني الشعبية البلغارية والرقصات أمام..

نشر بتاريخ ٣١‏/٧‏/٢٠١٦ ١٠:١٥ ص