إذا كان لديكم أي شك في ما إذا ولدت الحكم الشعبية مثل "العصبة المتحدة يمكن لها أن ترفع الجبال" من واقع الحياة، فإن القصة التالية ستقنعكم في ذلك. إنها تحتوي على مجموعة من المتحمسين الحريصين على العمل الصالح. والجبل الذي يرفعونه بالجهود المشتركة هو تحقيق حلم طفولي. ألا وهو رياض الأطفال مع بيت خشبي صغير، على غرار قصة هانسل وغريتل. وقد يبدو هذا المسعى ضئيلا للبعض، ولكنه في عيون الأطفال، وخاصة أولئك من غيتو غجر الروما في حي "فاكولتيتا"، إنه أكبر من جبل.

وأطلق المبادرة فنانون شباب وجمعية "Compote Collective"، الذين أنشأوا ورشة لتعليم الرسم في حي "فاكولتيتا". وقد عرضت أعمال الأطفال في سلسلة من المعارض في صالات العاصمة الفاخرة. وصدرت كتيبات مع قصص مصورة تباع للأعمال الخيرية. ويحلم الأطفال ببناء بيت خشبي صغير للعب. وحينئذ اتصلت فيسيلا وإيفان من "Compote Collective" مع جمعية "المحولات"، التي تجمع بين مجموعة واسعة من المهندسين المعماريين الشباب وناس بتخصصات إبداعية مختلفة مكرسة لتحسين البيئة الحضرية. وهم، بطبيعة الحال، استجابوا فورا.

"نحن ملتزمون بتطوير مشروع خيري تماما - تقول غرغانا تيليفا من "المحولات" وتواصل - كان من المهم جدا أن نقرر أين نبني هذا البيت واتصلنا مع مركز طبي صغير في "فاكولتيتا". وتهتم المؤسسة أساسا بأطفال الأسر الأكثر المضطربة، وتوفر لهم وجبات ورعاية مجانية. وقررنا أن نبني البيت في فناء المركز، حيث يملتزمون برعاية البيت وابتكار الأنشطة الإبداعية المختلفة للأطفال".

وسيشارك في نشاط البناء سكان الحي العاملين في صناعة البناء والتشييد. وفيما يخص زخرفة البيت فستعتمد "المحولات" على رسومات الأطفال المحليين.

"كان من المهم للبيت أن يكون لديه الرؤية التي يتصورها الأطفال - تقول غرغانا وتضيف - إنهم كانوا يحلمون ببيت مشابه للبيت من قصة هانسل وغريتل. وأراد الجميع أن يكون خشبيا. قررنا أن نطور الفكرة ونبني مسرحا صغيرا، حيث يمكن للأطفال التعبير عن أنفسهم من خلال الرقص والغناء، ووضع مسرحيات وغيرها من الأنشطة الإبداعية."

وتشارك في هذه المغامرة مؤسسة "Oak Foundation"، التي تبرعت بكثير من الأموال اللازمة لبناء الرياض. وانضم أيضا رعاة خاصون، وتبرع عدد قليل من الشركات بالمواد. ويطمح الجميع لتحقيق حلم طفولي حتى 15 سبتمبر/أيلول الجاري عندما يبدأ العام الدراسي الجديد.