في هذه الحلقة من برنامجنا "فولك ستوديو" من معهد الأبحاث الإثنولوجية والفولكلورية بمتحف إثنوغرافي التابع لأكاديمية العلوم البلغارية تتحدث عن تصور أجدادنا إزاء النوم والأحلام، وكيف كانوا يعبرون لرؤياهم ويستخدمونها في شتى الممارسات العلاجية والسحرية.
ورغم كون النوم جزئا ضروريا من الإيقاع الحيوي للبشر، إلا أنه يُتخذ كحالة غير عادية وحد، يثير العديد من الأسئلة والتخمين. ونجد في تقريبا كافة الأنظمة الخرافية والقصص المقدسة في العالم روايات عن أحلام ورؤيا غير عادية. ويقدر رؤية شيء في منامهم الكثير من الكهنة والملوك والأمراء والقديسين والصالحين والأنبياء، وكذلك عامة الناس، والذين يتلقون في منامهم أنباء لأسرار الغيب.
ولا تختلف التصورات التقليدية والفولكلورية للبلغار والتي تخصص مكانة خاصة للنوم والأحلام – في كل من الجوانب اليومية للناس، وكذلك في أبعادهم الباطنية. وبالنسبة للفلاح المحب للعمل فإن النوم ألذ شيء – الاستراحة المستحقة بعد مصائب اليوم الشاق. واعتقد القدماء بأن النوم مهم جدا بالنسبة للأطفال والصغار ولذلك كان لديهم الطقس بأن يترك ضيوف البيت، حيث يكون رضيعة أو طفل صغير، نسيجا من ملابسهم أو عملة حديدة لكي "يشتري الطفل نوما" وكانوا يرتبطون الأرق عند الكبار وبكاء الأطفال بالعين الحاسد أو بغولة يسمونها بأم الغابة. وصورتها القصص كعجوز لها أسنان جاحظة ورأس ثور وعيون جاموس، وكانت تعيش في الغابة وزارت الناس بواسطة السحر. فغادر النوم البشر لأن هذه العجوز طرده. وإن لم تُطرد فإن المريض تجنن ومات. من أجل طرد الغولة كانوا يمارسون طقوس سحرية وشعوذة، يستخدمون فيها عقاقير وأعشاب، من بينها نبات أم الغابة.
مشهور هو التصور أن النمو هو الموت الصغير، ومنه تأتي عبارة "ينام مثل جثة" أو "ينام وكأنه مذبوح" وكذلك عبارة "النوم الأبدي" للدلالة على الموت. وحسب التصورات الشعبية أثناء النوم الروح الإنسانية أو "ظل المرء" تنسحب من الجسد وتسافر في الغيب، حيث تكون ذكرياتها من هذا السفر الأحلام والريا. لا يجوز تخويف أو نقل النائم، إذ أن الروح لن تقدر على الرجوع إلى البدن ويُصاب المرء بالمرض فيموت. يوجد العديد من المحظورات للنوم في أماكن مأهولة من كائنات خارقة، وخاصة الجنيات والحوريات. وتُروى في الأغاني الشعبية على بنات نعاس وقعن في أماكن تسكنها الجنيات ويختطفهن الجنيات في ملكوتهن للأبد.
واعتقد الأسلاف بأن النمو باب نحو الغيب والآخرة. وفي منامهم يرى الناس قديسين أو ملائكة ينصحونهم ويشفونهم أو يحذرونهم من بلاء في المستقبل. مشهورة في الفولكلور البلغاري هي الروايات عن كنائس ومعابد تم إعادة بنائها وترميمها بعد رؤيا عجيب وكذلك أيقونات وكنوز اُكتشفت في أجواف الأرض. وانتشر الاعتقاد بأن الأحلام بشأنها يتكهن بمجيئ أحداث قادمة، إن تكن مفسرة صحيحا مسبقا. ولكن هذا عمل بإمكان فقط لعرافين أو روحانيين حكماء عالمي تأويل الأحلام.
في التقليد البلغاري أغنية عن ملكة ميليتسا والتي رأت في منامها السماء المنشقة لجزأين والنجوم انكدرت والزهرة احمرت. وروت الملكة رؤياها للملك الذي بعث رجالا بحثا عن حكماء من أديرة وكنائس بوسعهم تفسير ما رأته الملكة. وأتي الحكماء بمعنى النمو والذي تحقق لاحقا – فسقطت المملكة البلغارية تحت السيطرة العثمانية.
يوجد طرق لتفسير الأحلام، كانت في الماضي منقولة شفويا وفيما بعد اندرجت اليوم في كتب ومنشورات وحتى على الإنترنتفي تصور غالبية البلغار، مصطلح "سورفا" مرتبط بأول لرأس السنة، عندما يقوم الاطفال عادة بتزيين عصية من شجرة القرانيا بخيوط ملونة وخشاف وبشار ثم يجولون أقاربهم وأصدقائهم، ويضربونهم بهذه العصية، متمنين بالصحة وطول العمر، ويباركون فيهم، حيث يلفظون كلمات..
في الساعات الأولى لرأس السنة تعلو في السماء تمنيات وتحيات طيبة بالسلامة والصحة والتوفيق. كما وحُوفظ على بعض الطقوس التقليدية التي تُقام بها في الفترة الفارقة بين السنتين القديمة والجديدة. "في الأول من شهر يناير تحتفل المسيحية الأرثوذوكسية بعيد..
إننا سنحفظ عام 2015 المنصرم بتنوع المشاريع المستوحاة من الموسيقى الشعبية البلغارية، وقد وضعها أصحاب من مختلف الجنسيات وفي سائر أنحاء المعمورة. لقد استمعنا إلى "الرقص الناري" من تلحين عبقري الناي البلغاري تيودوسي سباسوف ومن تقديمه هو ورباعي..