إن الأبطال الخارقين الذين سنحدثكم عنهم ليسوا من أمثال الرجل الوطواط والمرأة القطة إذ لا يملكون قدرات خارقة ولا يطاردون الأشرار وإنما يملكون قلوبا طيبة فيحبون الإحسان. وهم شباب في أغلب الأحيان حيث تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاما ويسكنون في المدن الكبيرة. والطريف في هذا الأمر كون النساء يشكلن ثلاثة أرباع أولئك المحسنين. ويعود سبب تسليط الضوء عليهم إلى اليوم العالمي للتطوع الموافق الخامس من كانون الأول إذ هم الذين لا يبخلون على وقتهم وقدراتهم بل يسخرونها لصالح قضايا مختلفة والناس المحتاجين. ولكونهم شبابا فالمكان الطبيعي الذي ينظمون أعمالهم هو الإنترنت وبالأحرى منصة timeheroes.org الإلكترونية وهي عبارة عن موقع أتى نتيجة للجهود التطوعية التي بذلها ثلاثة متحمسين ألا وهم: يانا بيورير-تافانيا وأليك أندريف وبافيل كونتشيف. فقد ظهر هذا الموقع بمناسبة دراسة أجرتها وكالة "يوروباروميتر" للاستطلاعات قبل خمس سنوات والتي أظهرت أن بلغاريا تحتل المركز الأخير من حيث التطوع من أصل الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي وقتذاك. إلا أن بافيل على يقين بأن الأمر تغير الآن والأرقام هي أوضح دليل على ذلك فمنذ إنشاء الموقع شارك حوالي عشرين ألف متطوع في 615 حملة أجريت في 67 بلدة في كل أرجاء البلاد. ويحدثنا بافيل عن أكثر القضايا تفضيلا لدى المتطوعين قائلا:

"إنها القضايا التي يمكن فيها إسداء العون للأطفال المصابين بمرض ما فعلى سبيل المثال لدينا حملة حظيت بشعبية كبيرة هي قراءة حكايات للأطفال المعانين من مشاكل في الكلى والذين يرقدون في المستشفى وإننا نطلق على تلك المبادرات تسمية رسائل إذ إن الأبطال لهم رسائل يؤيدونها. كما أننا نجمع تبرعات غير مالية أحيانا لمختلف القضايا. والآن في عشية عيد الميلاد تحدث العديد من الفعاليات إذ تقام أسواق بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة حيث تباع أشياء مختلفة صنعها بعض الناس ويتم تخصيص ما جمع من أموال لحملة معينة. ويذكر أننا تمكنا من جمع العديد من التبرعات والمساعدات للاجئين من ملابس وأوانٍ وذلك من خلال موقعنا في الإنترنت."

هذا وقد دلت نتائج استطلاع تم إجراؤه على نطاق البلاد على أن كلا من البيئة والعمل مع الأطفال والشباب والثقافة والرياضة ومساعدة المسنين وغيرها من حملات الاجتماعية هي المجالات التي يتطوع فيها الناس. وينبغي ألا نفوت المنظمين الذين تقوم تلك الحملات بفضلهم. فمن هم عادة؟ أجابنا على هذا السؤال بافيل قائلا:

"بدينا ما يزيد عن عشرة أشخاص هم متطوعون ناشطون يشاركون في مختلف الحملات ففي لحظة ما يصبحون منظمين لها. وعلى سبيل المثال هناك فتى اسمه غيورغي وهو من أولئك المتطوعين الناشطين فبعد المشاركة في إحدى الحملات نظم بنفسه حملة في حي "ليوبين" بالعاصمة وهي عبارة عن زرع حديقة عضوية في حيز ما بين العمارات السكنية. ومن أمثال أولئك فتاة شاركت في عدد من الحملات ثم قامت بسلسلة من الحملات الهادفة إلى تنظيف عدة منتزهات في مدينة صوفيا. إلا ان معظم القائمين على المبادرات التطوعية ينتمون إلى المنظمات غير الحكومية."

ولحد الآن تجري أغلب الحملات التطوعية في المدن الكبيرة للبلاد لذا وضع بافيل وأصحابه الوصول إلى البلدات الصغيرة نصب العين لكي يشرع الناس هناك في تنظيم أنفسهم. ومع أن أمثال هذه البلدات ما زالت تعتبر استثناء إلا أن بعضها جعلت تجذب متطوعين وعن إحداها يحدثنا بافيل:

"توجد في قرية فلاخي بجبل رودوبا منظمة غير حكومية تقيم ما يسمى ب"مدرسة الطبيعة" فهم بحاجة إلى من يأتون إلى مركز حماية الطبيعة هذا ويساعده بأعمال الصيانة وزراعة المنتجات العضوية وتركيب أحواض الزرع وما إلى ذلك ويجدر الذكر أن هناك العديد من سكان صوفيا الذين يذهبون إلى تلك القرية لتقديم المساعدة".