اليوم كثيرا ما اُستخدمت كلمات مثل كلمة "الفريد من نوعه" بشكل عشوائي. يمكن القول إن  هذه الكلمة ومرادفاتها تنطبق على الرباعي الموسيقي "إيولينا"، إذ أنه في الحقيقة ظاهرة غير عادية في الثقافة الموسيقية البلغارية. الآلات الموسيقية التي يستخدمها موسيقيو هذه الفرقة هي الفلوت، والقيثار والكمان المتوسط والبيانو. ولما يبدأ موسيقيو الفرقة العزف المشترك هو عبارة عن انسجام موسيقي تام، تأخذ موسيقاهم المستمعين إلى الأزمنة الفائتة. لقد سُمي هذا الرباعي الموسيقي على الإله الإغريقي للرياح إيول ولذا موسيقاهم مثل الريح فإنها لطيفة وساعية وناعمة وعاطفية. كانت البداية في عام 1969، عندما تخصصت عازفة القيثار فيسيلا جيليفا في الخارج، حيث تعرف على العديد من مؤلفات موسيقى الحجرة وهكذا بالتدريج ظهرت الفكرة لتأسيس فرقة فريدة من نوعها، تعزف فيها زميلتها وصديقتها، هنا المزيد من التفاصيل من فيسيلا جيليفا:

"كانت موسيقى الحجرة تجذبني كثيرا. كانت عازفة الفلوت البروفسورة ليديا أوشاكوفا شريكة مفضلة لدي حتى اليوم، إلا أنه وفق تطور الأحداث كان ينبغي لنا أن نجد أحدا ليحل محلها في الفرقة، لأنها فازت في المسابقة لعازفة فلوت في فيلهارمونيا صوفيا. وبمر السنين بقيا ليديا ولا تزال صديقة وفية للرباعي. وأدى حرصنا على الموسيقى القديمة على دعوتنا لعازف البيانو ستيفان ترايانوف إلى العمل المشترك معنا. كان أحدا من أفضل عارفي المؤلفات من عصر يوخان سيباستيان باخ وذلك من قبله. بهذا أكملنا عددنا في الفرقة وبدأنا البحث عن مؤلفين لم يتم أداء مؤلفاتهم من قبل في بلغاريا. وسبب التكوين الفريد للفرقة في الاهتمام الكبير لملحنين من بلغاريا وخارجها، والذين كتبوا مؤلفات عديدة لنا."

فلاديسلاف أندونوف عازف الكمان المتوسط في الفرقة، حيث يعمل ما يزيد من 30 عاما. "كنت أشعر وأنا طالب بالرغبة الشديدة أن أعزف في هذه الفرقة"، قال الموسيقي. في فترة لاحقة أصبح جزءا من الفرقة بعد أن أدى لفترة مؤقتة وظيفة إيميل لافرينوف خلال جولة هامة. عن خطواته الأولى في الفرقة هو يقول:

"كان ستيفان ترايانوف بالتحديد الشخص الذين قام بإعداد توزيع نماذج كثيرة من موسيقى الباروك لفرقة "إيولينا". عندما انضممت إليها كانت هناك مجموعة غنائية غنية من مؤلفات بلغارية، وكانت تلك الفترة وقت انطلاق شهرة وصورة الرباعي "إيولينا" بمثابة مجموعة للموسيقى القديمة والمعاصرة."

من المتوقع أن تحتفل الفرقة بذكرى مرور 45 عاما على تأسيسها بإصدار ألبوم ثنائي، حيث أنه سيشمل إلى جانب أداء عازف الفلوت الحالي نوكولاي كويف وعازف البيانو الحالي بوغدان ستانيف، أداء بعض الموسيقيين السابقين للرباعي.

الآن نستمع إلى مؤلفة "لونا سفيتلينا" (نور القمر) بموسيقى أحد أشهر الملحنين الانطباعيين – كلود ديبوسي.

استطاع الرباعي "إيولينا" في فرض نفسه على الخشبة الموسيقية العالمية، حيث أن براعة وإبداعية موسيقييه وفي أنحاء أوروبا تثير ابتهاج الجمهور. تتذكر برحلات الفرقة عازف القيثار فيسيلا جيليفا، قائلة:

"ما يميزنا هو حبنا بالوجهات البعيدة. ولقد قمنا بزيارة الكثير من المواقع وإلا في فترة مؤخرة وجدنا أننا لم نزر بعض بلدان الجيران. قبل عدة سنوات ولأول مرة زرنا رومانيا ومن بعدها تركيا. أما الموسم الجاري فأبهرنا الاستضافة الطيبة للجمهور في مقدونيا. أما فيما يخص مستقبل الفرقة فأن فيسيلا جيليفا وفلاديسلاف أندنوف متفائلان نحوه: "نتمنى أن يكون لدينا لدى فرقة "أيولينا" وارث واحد على الأقل. سنستقبل ورثتنا من خلال مجموعة غنائية غنية، تحتوي على ما يزيد من 300 مؤلفة."