Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

ذهاب عام 2014 السيئ ومجيء عام 2015 الصعب

قال رئيس وزراء بلغاريا الأسبق بلامين أوريشارسكي إن عام 2014 كان عام الخيبات والآمال والتوقعات التي لم تتحقق فهو العام الذي كان يود فواته الجميع. أما رئيس الوزراء الحالي بويكو بوريسوف فوصف عام 2014 بالمرعب والفظيع مما يجعله يريد نسيانه وعبر عن أمله في أن تأتينا السنة القادمة بالخير. وهل ستكون هكذا؟

تدخل بلغاريا عام 2015 بثماني تشكيلات سياسية مما يعادل ضعفي ما شهده البرلمان السابق من تشكيلات سياسية ومنها ما يتصف بالتناقض الداخلي وما ينتهج سياسة المواجهة.

ولا يختلف البرلمان عن الحكومة اختلافا ملحوظا. فقد وقعت السلطة التنفيذية في يد حزب "مواطنون من أجل تطور بلغاريا الأوروبي" وائتلاف "كتلة الإصلاح" بتأييد برلماني من حزب "الجبهة الوطنية" الذي يتصف بالتعصب القومي وحزب "البديل للنهضة البلغارية" اليساري. الأمر الذي أدى إلى غياب الإجماع في الحكومة واتخاذ القرارات بأغلبية مترددة مما يعتبر ضررا على البلاد إذ يحرمها معارضة حقيقية فعلى سبيل المثال قدمت حركة "الحقوق والحريات" المعارضة تأييدها لحزب "مواطنون من أجل تطور بلغاريا الأوروبي" لإجراء تغييرات في نظام التقاعد رفضتها جميع القوى السياسية التي تؤيد الحكومة. وفي هذا السياق يعترف بعض أعضاء حزب "مواطنون من أجل تطور بلغاريا الأوروبي" بأن الحزب قد يختار تأييد حركة "الحقوق والحريات" بدلا من الالتجاء إلى الانتخابات الاستثنائية وذلك في حال تعرض الحكم لهزات خطيرة وفقدان الأغلبية الحالية. ولا تخفي الحركة أنها على استعداد لتقديم تأييدها للحزب إلا أنه لن يسهم في الاستقرار السياسي. وفي حالة خوض بلغاريا انتخابات استثنائية جديدة فستكون سنة 2015 ثالث سنة على التوالي شهدت فيها بلغاريا ثلاث حكومات مما سيفضي إلى نشوب أزمة سياسية دائرية.

وعلى الصعيد الاقتصادي تستهل بلغاريا العام الجديد بأوضاع هشة جدا فقد أجرت أواخر عام 2014 مراجعة ثانية للميزانية العامة مما أظهر زيادة العجز إلى 3,7 في المئة وهو مستوى يعد غير مقبول في الاتحاد الأوروبي ولا يمكن تسديد هذا العجز إلا من خلال اقتراض جديد.

أما توميسلاف دونتشيف وهو نائب رئيس الوزراء الخاص بالسياسات الاقتصادية والأموال الأوروبية فأعرب مؤخرا عن توقعاته أن عام 2015 سيكون أفضل من عام 2014 من حيث الاستفادة من الصناديق الأوروبية إلا أن هذا القول سبقته أقوال بعض المسؤولين في الحكومة الذين حذروا من إمكانية وقف المخصصات الأوروبية عام 2015 وذلك قد يجر عواقب مرعبة.

ويبدو أن بلغاريا تمكنت من السيطرة على الأزمة التي حلت ببنك التعمير البلغاري في عام 2014 ولكن مقابل سعر باهظ. فقد ظهر أن رابع أكبر مصارف البلاد كان يخالف القوانين على مرأى من السلطة التنفيذية التي لم تحرك ساكنا. ويبدو وكأن بلغاريا تصدت للأزمة إلى حد ما إذ عبر رئيس البنك المركزي في عيد المصرفي الموافق السادس من كانون الأول عن قلقه من وقوع ضربات على القطاع المصرفي وأكد أن المصاعب التي تواجهها المصارف لم تنته بعد.

والواقع أن جعل عام 2015 أحسن من عام 2014 لن يكون أمرا صعبا إذ إن المنجزات الصغيرة ستكفي لذلك. إلا أن الصعوبة الكبرى تكمن في مستنقع المصالح الشخصية المسيطرة على المصالح العامة والذي لن تتخلص منه بلغاريا عام 2015 وهذا أمر أكيد.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

المشكلة حول الاستفتاء تخلق توترا قبل الجولة الثانية من الانتخابات

في الأسبوع بين الجولة الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية تحوم في المجتمع البلغاري حالة عدم الرضا عن الغموض في عملية فرز الأصوات في الاستفتاء الوطني على النظام الانتخابي. وردا على الاتهامات بأن نتائج الاستفتاء  قد تم التلاعب بها، وزورت أو شيء من..

نشر بتاريخ ١٠‏/١١‏/٢٠١٦ ١٢:٥٥ م

تكهنات صعبة بعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في بلغاريا

النتائج النهائية للانتخابات في بلغاريا في 6 نوفمبر لا تزال غير معروفة، ولكن مؤقتا تبين بوضوح أن الجولة الثانية يوم الأحد المقبل ستكون مثيرة للجدل في الوضع السياسي الداخلي الجديد. افتراضات تحقيق النصر في الجولة الأولى، لمرشح الحزب الحاكم"غيرب"..

نشر بتاريخ ٧‏/١١‏/٢٠١٦ ١:٠٥ م

الاتهامات تمطر الطبقات العليا في السلطة ولا محكوم

أبقت النيابة العامة يوم الثلاثاء المدير التنفيذي لوكالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائيةيانتشويانيف واثنين آخرين لإساءة استخدام أموال الاتحاد الأوروبي باستخدام بيانات غير صحيحة. وهذه القضية هي خطيرة ليس فقط لأن الوكالة تدير ميزانية قدرها 113 مليون..

نشر بتاريخ ٢٦‏/١٠‏/٢٠١٦ ١:٠٥ م