نحتفل في الثالث عشر من كانون الثاني الجاري بالذكرى المئة لتأسيس السينما البلغارية فقبل قرن كامل في نفس ذلك التاريخ تم بث أول عرض للفيلم الكوميدي "بالغاران السيد المهذب" أمام الجمهور البلغاري والذي قام بإخراجه وبكتابة السيناريو وحتى بتمثيل الدور الرئيس فيه فاسيل غيندوف الذي تخرج من مدرسة المسرح العليا في في فيينا وتخصص في السينما ببرلين ويخوض المغامرة في عالم السينما المجهول بكامل الثقة بالنفس. كما أن السيد غيندوف مؤلف أول فيلم بلغاري بالصوت هو "تمرد العبيد". وللأسف الشديد ضاع الشريطان ربما إثر قصف العاصمة صوفيا في الحرب العالمية الثانية الذي طال بيته. وبعد تولي النظام الموالي للاتحاد السوفيتي مقاليد السلطة في بلغاريا أربعينات القرن الماضي لم تعد للمخرج فرصة تصوير الأفلام ومع ذلك فقد باشر إنشاء الأرشيف الحكومي للأشرطة السينمائية الذي قام عليه أرشيف الأفلام الوطني البلغاري الحالي. حيث جمع أشرطة زملائه وبحث عن كل ما نشر من أخبار سينمائية وحافظ عليه بتفرغ لا نظير له.
أما الأفلام الوثائقية فيعتبر رائدها في بلغاريا أليكساندار جيكوف بفيلمه "حرب البلقان" والذي يعده الباحثون شخصية يسيطر عليها الغموض لشحة المعلومات عنه إلى حد أنه لم تبق لنا حتى صورة له. لكن الفيلم الذي ورثناه عنه يعتبر استعراضا مهما جدا للحرب التي تم تصويرها في المؤخرة أساسا بسبب عدم السماح بوصول المراسلين العسكريين إلى جبهة القتال. ولطالما اعتقد بأن شريط فيلم "حرب البلقان" مفقود حتى عام 1960 حين دخل غرفة غيورغي ستويانوف الذي كان مدير الأرشيف الوطني وقتها رجل يوناني مسن أنيق من منطقة البحر الأبيض وسلمه حقيبة وهو يقول: "أحضر لكم فيلما لعلكم تحتفظون به للأجيال القادمة" وظهر أنه فيلم "حرب البلقان".
هذه هي القصة التي حكتها لنا الباحثة السينمائية أنتونيا كوفاتشيفا مديرة أرشيف الأفلام الوطني البلغاري الذي يعد من بين أكبر أرشيفات الأفلام في شبه جزيرة البلقان الذي يحتفظ ب15 ألف فيلم ومنها 9700 فيلم بلغاري في 300 ألف علبة حيث بدأ جمع بعضها في عشرينات القرن الماضي. وفي هذا السياق تقول السيدة كوفاتشيفا:
"إن القسم الآخر من أفلام الأرشيف يتمثل في كل الأفلام البلغارية التي تم تصويرها بعد تأميم الصناعة السينمائية وتأسيس اتحاد "السينما البلغارية" الحكومي. كما يضم الأرشيف أكثر من عشرة آلاف مجلد خاص لما يسمى بالفن السابع. مما يجعل الأرشيف أغنى مكتبات بلغاريا في مجال السينما. فبالإضافة إلى الأشرطة السينمائية لدينا العديد من الأوراق المرافقة لها التي تتضمن صورا فريدة من نوعها. ويذكر أننا نبذل الجهد الجهيد من أجل رقمنة مجموعتنا الضخمة في غضون المدة المقبولة. وقد أسعدنا منحنا التمويل لبناء خزائن للأرشيف إذ لا نملك لحد الآن إلا مبنى لغرض التخزين ولكنه لا يلبي المعايير الدولية فلا بد من إعادة هيكلته وتوسيعه. وسيزيد ترقيم التراث السينمائي وصول الأجيال الحالية والقادمة إليه سهولة وسرعة. وفي الوقت ذاته ينبغي الحفاظ على المواد الأصلية لاعتبارها أفضل طريقة لحفظ الأفلام على المدى البعيد. فكل الأرشيفات الكبيرة على الصعيد العالمي تسعى إلى الحفاظ على المواد الأصلية بموازاة توفير فرصة الوصول إليها من خلال ترقيمها."
وستروي قصة السينما البلغارية التي بدأت قبل قرن كامل دار سينما "أوديون" في صوفيا التي شرعت في عرض بعض الأفلام البلغارية الأولى. وستمكن العروض السينمائية البلغار من مشاهدة العديد من الأعمال السينمائية التي نال بعضها جوائز عدة في مسابقات محلية ودولية. كما أن دار سينما "أوديون" ستقيم سلسلة معارض متعلقة بالطريق الذي سلكته بلغاريا في الفن السابع.
إذا لقيت لوحاته خفت غمض عينيك خشية انحلالها أمامك كالسراب، وكأنما تسير في الحقل وأنت تسمع أغاني الحاصدات، متجسدة أصواتهن في صورة المرأة. وهي المرأة التي بلغت في أعمال الرسام ليوبين باشكولسكي قمة الفن التشكيلي، جامعا فيها بين الماضي البلغاري والنهضة..
في دار المعارض الوطني "المربع 400" تم افتتاح معرض "إلهات الإلهام والمعرضات" المكرس لجسم المرأة العاري الذي لعب دور الإلهام منذ أيام الكلاسيكية القديمة حتى يومنا هذا. بعد حصول بلغاريا على التحرير من الدولة العثمانية وبعد قيام الدولة البلغارية المستقلة..
يمكن لزوار قاعة الفنون الوطنية مشاهدة معرض 55 عملا فنيا لأحد أبرز رسامي بلغاريا الفنان ديميتار كازاكوف الملقب بـ "نيرون" وذلك حتى 18 من شهر أيلول القادم. من أين يأتي هذا اللقب؟ حكى الفنان الكبير قصة حياته الفقيرة طالبا ساكنا في غرفة تحت سقف..