ربما ليس هناك الكثير من الناس في البلاد، من قرأ وسَمِع  بديمتر شيشمانوف -  رجل القانون، الدبلوماسي، والكاتب، والإنساني. لكن والده الأستاذ إيفان شيشمانوف هو الأكثر شهرة - الأديب والباحث الفولكلوري، بطل فكرة عموم أوروبا، ورجل الدولة، الذي يرتبط اسمه بإنشاء عدد من المؤسسات الثقافية والتعليمية في البلاد. قبل بضع سنوات، صدرت في البلاد ، كتاب سيرة للاستاذة ايلينا ميخائيلوفسكا  عن ابن شيشمانوف "خلقنا للتفكير ..."، و قبل بضعة أيام عرض في صوفيا فيلم وثائقي عنه، الفيلم الفائز بجائزة اتحاد السينمائيين البلغار في مهرجان "الإبريق الذهبي ". وهو من سيناريو الاستاذة ميخائيلوفسكا  وكونستانتينا غولياشكا.

يبدو أن ديمتر شيشمانوف كان محظوظا بما فيه الكفاية أن يولد في كنف عائلة تمتهن العلم والثقافة. كانت والدته ابنة أستاذ أوكراني بارز. وكان شيشمانوف الشاب يتحدث عدة لغات. الغريب، على سبيل المثال، أنه حين دراسته القانون في سويسرا، كتب رسائل إلى أهله أحيانا باللغة الفرنسية، وأحيانا باللغة الألمانية. في وقت لاحق أثمر قلمه القصص الطويلة ومجموعات من القصص القصيرة، والروايات، والمسرحيات ...

"في تلك السنوات بين الحربين العالميتين كان له حقا شعبية -  تقول في حديث لإذاعة بلغاريا بافلينا جيليفا، منتج الفيلم. ولكن بعد ذلك، بسبب عمله في  وزارة الشؤون الخارجية والأديان، إلى جانب مناصب دبلوماسية ، خبأت له السياسة حياة سيئة للغاية. لأنه أصبح ضحية الأحداث مما يسمى بمحكمة الشعب وقتل. وطوال فترة النظام الشمولي فرض حظر كامل على اسمه. ولكن الشيء الغريب هو أنه في وقت لاحق، بعد التغييرات الديمقراطية في عام 1989، أصبح هذا الحظر في طي النسيان ".

خلال الحرب العالمية الثانية، كان ديمتر شيشمانوف وزير الشؤون الخارجية لأقل من عام. وعلى الرغم من دفاعه الدائم لمصالح بلغاريا، تعطيه الحكومة الجديدة الموالية للسوفييت أشد العقاب. في 1 فبراير تحل الذكرى الـ 70 عاما على وفاته.

مخرجة الفيلم راليتسا ديميتروفا اختارت نهجا مثيرا للاهتمام لتقديم شيشمانوف - أهم فترات من سيرته الذاتية، ولكن أيضا لحظات دمج الألعاب في السيناريو. ويجسد شخصيته الممثل البلغاري الشهير اتاناس أتاناسوف.
 
"يبدو لي أن هذا النوع من الصورة نجاح واضح للفيلم لأنه يبحث عن الجسور إلى الماضي - قالت بافلينا جيليفا. هذا الهدوء على ما يبدو والعمل "المجمع" وجدا في الواقع محاولة لبناء طبقات مختلفة داخل نفسه وحققه. الفيلم يدعوك الى التأمل، وإلى التعاطف. عنوان كتاب الأستاذة ميخائيلوفسكا هو "خلقنا للتفكير". لهذا الفيلم هو البديل النبيل لسينما أخرى - للترفيه ".