استلهم فريق الإخراج لكريستينا غروزيفا وبيتار فالتشانوف من قصة واقعية لإخراجهما لفيلم "الدرس"، حيث أن شريطة فيلمهما غزت من خلال رسائلها المتنوعة جمهور العديد من المهرجانات. وكان عرضها الأول في تورونتو، حيث أعجب الفيلم شركة توزيع وتم بيعه لتوزيعه اللاحق في كل من كندا والولايات المتحدة وحوالي أواخر أيلول الماضي جاء الخبر أن الفيلم نال الجائزة الكبرى للعرض الأول في مهرجان سينمائي مرموق آخر، في سان سيباستيان، إسبانيا. كم هي بلغارية الروح أم كونية، القصة التي روي عليها في الفيلم؟

"يمكن القول إنها شاملة كونية لأن ما يحدث بالبطلة الرئيسية في الفيلم أمر يمكن وقوعه في حياة كل إنس"، قال لإذاعة بلغاريا بيتار فالتشانوف وأضاف:

"قبل عدة سنين عثرنا مع كريستينا على عنوان صحفي – "معلمة تسطو على بنك"، حيث رأينا سرد الفيلم بل واستلهمنا منه ودفعنا إلى كتابة سيناريو وتصوير الفيلم وما وصل إليه المجتمع من المفارقات والمنتهى أثار فينا الكثير من التفكير ورفع العديد من الأسئبة وبحثا عن أجوبتها في الحقيقة كتبنا السيناريو وأخرجنا الفيلم."

وفي رأي بيتار فالتشانوف حالة المدرسة التي سطت على بنك جراء عجزها المالي ليست بمثابة إنذار، بل إنما هي إشارة إلى المدى الذي توصلنا إليه.

"في كل مكان في العالم يتخذ الناس الفيلم قريبا من أحوالهم لشمولية الأزمة المالية، ولكن تقع في أساسها في الحقيقة الأزمة الروحية حيث نعيش. من جهة أخرى هذا قصة امرأة حريصة على مبادئها الشخصية وتكافح من أجلها إلا أنها وفي فترة معينة تصبح ضحية وهذا الذي يضفي إلى الفيلم طابعه الإنساني."

بعد المهرجان في سان سيباستيان حصلت الشريطة من جوائز المهرجانات في كل من توكيو وسلونيك ووارسو وأنجيه(فرنسا) وكوينكا(إكوادور) وكييف وكذلك جوائز مجموعة "النقد" والصحافيين المعتمدين لمهرجان "الوردة الذهبية" في فارنا. وفي فترة غير بعيدة أُضيفت إلى مجموعة جوائز الفيلم جائزة إنغرام بيرغمان لأفضل عرض أول من المهرجان المرموق في غيوتيبيرغ. وبذلك احتل فيلم "الدرس" مكانة وسط أنجح العناوين الوطنية من العقدين الأخيرين وفي الحقيقة هو أول فيلم من ثلاثية، حيث كان كل عنوان فيها مستلهم من عنوان صحافي.  ما هو مستقبل "الدرس"؟

"هذا أمر مثير للاهتمام، حيث أن الفيلم تم شراؤه في عدة أماكن، قال بيتار فالتشانوف. والمحزن أن شركات التوزيع من دول الجيران اتصلت بنا لترويج الفيلم بينما هنا في بلغاريا لم تقم أية شركة توزيع بالاتصال بنا وهذا محزن."

منتجو "الدرس" مشكورون على دعم صوفيا فيلم فيست وكذلك برنامج صوفيا ميتينغس – سوق منتجات مشتركة تعرض مشاريع جديدة قام بوضعها منتجون سينمائيون أوروبيون شباب وأحدث الأفلام من إقليم البلقان أمام ممثلي بعض المهرجانات الأوروبية وعملاء التجارة والموزعين. "نحن سعداء جدا أن العرض الأول البلغاري للفيلم سوف يكون في إطار صوفيا فيلم فيست، حيث سيتمكن جمهور العاصمة من مشاهدته وعسى أن يستقله استقبال الجمهور العالمي لغاية اليوم"، عبر المخرج عن تمنياته.