دعت لجنة مبادرة تشمل قرابة مئة من السياسيين والمثقفين والرياضيين البلغار إلى "بحث موضوعي في إمكانية مساهمة الملك سيميون الثاني في تطوير بلغاريا المعاصرة" وذلك في ظل المناورات الغريبة التي يشهدها البرلمان البلغاري لتمرير القرارات بالأغلبية المتغيرة وعلى ضوء التغييرات في الحكومة. مما جعل المجتمع يتخذ الدعوة محاولةً لإعادة رئيس الوزراء السابق سيميون ساكسكوبورغوتسكي إلى الحياة السياسية بعد أن غاب عنها فترة طويلة.
يذكر أن دخول السيد ساكسكوبورغوتسكي في الساحة السياسية قبل عدة سنوات جاء نتيجة لدعوة من بعض المثقفين البلغار مما أثار ردود أفعال المجتمع بخلاف ما يحدث الآن فقد مرت سبعة أيام على إعلان الدعوة وما من رد فعل يذكر إلى درجة أنه يبدو وكأن القوة السياسية التي أوصلت سيميون إلى أوجه هي الأخرى ولته ظهرها. ولا بد من الإشارة إلى أن حركة سيميون الثاني الوطنية ما زالت تحتفظ بتسميتها المختصرة الأولية رغم أنها غيرت اسمها إلى حركة الاستقرار والتقدم الوطنية وذلك تذكيرا بعلاقتها مع الراعي السابق. وقبل بضعة أيام هنأت رئيسة الحركة قرينة ساكسكوبورغوتسكي الملكة مارغاريتا بمناسبة عيد ميلادها حيث لقبتها بجلالة الملكة إلا أنها لم تعبر عن موقف الحركة من البعث السياسي للسيد ساكسكوبورغوتسكي. وهل يعود السبب إلى تبلور فكرة تفكك الحركة فقد حققت رسالتها؟
إلا أن أفكار أعضاء اللجنة المبادرة مثيرة للجدل والارتباك. فقد قال أحدهم إن بلغاريا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي بفضل ساكسكوبورغوتسكي في حين أن الحقيقة التاريخية تدل على أن قبول الدولة في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي جاء نتيجة لجهود سلسلة من الحكومات البلغارية فحتى ولو شاء السيد ساكسكوبورغوتسكي وقف العملية لعجز عن ذلك لما أُبرم من قبله من اتفاقات. وعلق عضو آخر في اللجنة على أن السيد ساكسكوبورغوتسكي قادر على فتح أبواب قبول بلغاريا في منطقة شنغن بواسطة المحادثات غير الرسمية في حال تكليفه بذلك من طرف الحكومة والبرلمان وكأنما تقتصر المسألة على الجاذبية الشخصية لا على تلبية الشروط السياسية..
وعلاوة على ذلك يقترح أنصار عودة ساكسكوبورغوتسكي السياسية تأدية وظائفه الدبلوماسية والسياسية عن طريق إنشاء مؤسسة يطلق عليها اسم "التاج البلغاري" الأمر الذي يعتبر باطلا من حيث القوانين المعمول بها وعدم مراعاة النظام الدستوري البلغاري الذي ينص على أن بلغاريا جمهورية لا مملكة. وأعرب موال آخر للسيد ساكسكوبورغوتسكي عن استصغاره الساسة البلغار إذ قارن سيميون بسيارة "مرسيدس" لا تناسب وحل السياسة البلغارية مما يعتبر إهانة لا تليق بسياسي بلغاري.
وفي الختام يمكن القول بأن غرائب القضية أكثر مما يمكن شرحه وانتظار جواب منطقي عليه. ولا حرج في ذلك إذ تعود البلغاري ومنذ زمن طويل على توجيه أسئلة دون أن يتلقى أجوبة.
كما المشاورات السياسية، التي عقدها رئيس الجمهورية بشكل منفصل مع القوى البرلمانية في اتصال مع استقالة الحكومة، حددت جلسة أمس للمجلس الاستشاري للأمن الوطني أيضا فرضيات فقط، ولكن لا حل ملموس للأزمة السياسية. حتى يتم التوصل إلى قرار بعد تنفيذ الإجراء..
بعد المشاورات السياسية التي عقدها الرئيس مع القوى البرلمانية قبل الشروع في التزامه الدستوري لولايات جائزة لتشكيل الحكومة في إطار هذا البرلمان، والتوقعات لتشكيل حكومة جديدة في تكوين البرلمان الحالي وهمية. فقد وقف ضد الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة ليس فقط..
ذكّرت زيارة عمل الرئيس المقدوني غورغي إيفانوف في بلغاريا في هذه الأيام بالعلاقات الوثيقة بين البلدين ولكن أيضا بالمشاكل بينهما. أكاديمية العلوم البلغارية كرمت الضيف بلقب "دكتوراه فخرية" لمساهماته في العلوم القانونية والتعليم والثقافة والحياة العامة...