يعتبر إيجاد فرصة العمل الأولى أصعب ما يواجهه الشباب وهذا ما يقوله المختصون في الموارد البشرية حيث يعتقدون أن مفتاح النجاح هو كونك الأفضل في مجالك. في هذا السياق قالت ناديا فاسيليفا مديرة فرع شركةManpower  في بلغاريا وصربيا وكرواتيا أثناء منتدى الارتقاء المهني المكرس للشباب إن الموهوبين هم القوة الجديدة في عصرنا هذا. وكانت المبادرة التي نظمتها شركة "جونير أتشيفمانت" في بلغاريا تهدف إلى مساعدة المزيد من الشباب على إيجاد طريقهم المهني ولهذا الغرض التقوا بممثلين لقطاع الأعمال وخبراء في مجال الموارد البشرية وبعض من يمتهنون المهن المرموقة لعام 2015. وتبين أن التحديات لا يواجهها الباحثون عن العمل فحسب وإنما أصحاب العمل أنفسهم أيضا. ويعتقد المحللون بأن الشركات باتت تعتبر جذب الموهوبين أهم من الوصول إلى رأس المال مما يعود إلى نقص الكوادر ذات المؤهلات المطلوبة وزيادة النسبة العجائز في المجتمع. وعلقت على هذا الموضوع السيدة فاسيليفا أن إحدى دراسات Manpower تشير إلى أن 36 في المئة من أصحاب العمل عالميا يبحثون عن الموهوبين الذين يحتاجون إليهم بهمة في حين أن بلغاريا تجد صعوبات في شغل 44 في المئة من المناصب الشاغرة. ويعتبر المهندسون والمديرون والمختصون في مجال المعلوماتية والأطباء من أكثر الناس الذين يحتاج إليهم أرباب العمل. وأضافت السيدة فاسيليفا:

"قطاع خدمات الأعمال هو أسرع قطاعات الاقتصاد تطورا حيث يشمل الشؤون المالية والمحاسبة والعقارات والتأمين والاتصالات والنقل والسَوقيات. وتعاني القطاعات الأخرى أيضا من الافتقار إلى الكوادر. وإذا بنا راجعون إلى ما نشهده من خلل قائم بين العرض والطلب في سوق العمل."

ومن الأخصائيين الذين التقوا بالشباب ليحدثوهم عن مهنهم فاسيل تشوماكوف الذي يشتغل مهندس برمجيات. حيث قال إن أمثاله يتلقون يوميا عروضا للعمل في شركات بلغارية وأجنبية. إلا أنه يفضل العمل في شركة برمجيات أمريكية كبيرة افتتحت في بلغاريا أكبر مكاتبها الأوروبية ومن بين الامتيازات التي يتصف بها العمل في الشركة أبرز فاسيل الرواتب البالغة أربعة أضعاف متوسط الراتب البلغاري وسرعة تنمية القطاع وفرصة العمل من كل أرجاء العالم مضيفا بحس الفكاهة:

"تظهر الإحصائيات أن أكثر من نصف عدد أصحاب المليارات في العالم يعملون في قطاع البرمجيات والنصف الباقي ورثوا أموالهم عن آبائهم فالاستنتاج هو أنه إذا أردتم أن تصبحوا من أصحاب المليارات فعليكم إما أن تعملوا في هذا القطاع وإما أن يكون والدوكم من أصحاب المليارات. وللأسف ليس والداي منهم فلذا اتجهت إلى البرمجة."

أما إيمانويل سيرافيموف وهو طالب في الصف الثاني عشر في الثانوية المهنية للهندسة الكهربائية والأتمتة فقال إنه يحلم بالعمل في صناعة البرمجيات مع أنه لم يختر بعد المجال بالضبط.

"قررت أن يكون عملي مرتبطا بالحواسيب لأنها تعجبني منذ الطفولة ولا أعتبر الراتب هو الرئيسي وإنما المهم هو الاستمتاع بالعمل. "