في هذه الحلقة من برنامج "فولك ستوديو" ستتحدث الدكتورة فيخرا باييفا من معهد الإثنولوجية والفلكلور بالمتحف الإثنوغرافي لدى أكاديمية العلوم البلغارية عن طريقة احتفال أسلافنا بيوم لازار حيث كانوا يحترمون الميتين ويتمنون للذين يعيشون بالصحة والحب.
يعتبر يوم لازار (أو لازاريتسا) من ما يسمى بـ "الأعياد المتحركة" ويحتفل الناس به في السبت قبل أحد الشعانين الذي يسبق عيد الفصح بأسبوع. ويستذكرتقويم الكنيسة في يوم لازار أعجوبة قيامة لازار التي قام بها يسوع قائلا "يا لازار قم وامش!". وبطريقة رمزية سبق ذلك قيامة المسيح التي حدثت بعد عدة أيام. وفيما يخص الفلكلور البلغاري ففي يوم لازار يحترمون البلغار الميتين ويتمنون بعضهم للبعض بالحياة السعيدة والصحة والخصوبة خلال الشهور الجارية. وطبعا يرتبط يوم لازار بتحول الشتاء إلى الربيع ونهضة البيئة وانبعاث الحياة الجديدة.
وحسب الاعتقادات الشعبية في أحد الشعانين (المسمي بفرابنيتسا كذلك) تخرج نفوس الميتين من القبور للقاء مع أقاربها. ولذلك في مساء اليوم السابق يقوم الناس بما يسمونه بـ"مساء القبور المكرس للازار" حيث تعجن النساء خبزا طقوسيا خاصا مزينا بصلبان ويحملنه في القبور إلى جانب القمح المسلوق والخمر فيصببن جزءا من الخمر على القبر ويعطين الآخرين من الخبز والقمح ليغتفر الرب آثام الميت. في بعض المناطق من بلغاريا في الماضي يحمل الناس أغصان الصفصاف المقدس من الكنيسة ويضعوها في القبور ثم يشعلوا نارا ويحزنوا على الميتين. وهكذا في عشية العيد يعلق الناس بالميتين الذين يعتبرون جزءا مهما من الأسرة. وفي نفس الوقت يطلب الناس حماية الميتين من الشر لأنه حسب الاعتقادات الشعبية في امكان الميتون المساعدة عن العائشين. هكذا ورغم أنه مفارقة فتعود أصول الحياة إلى الأرض.
أما من جانب آخر فيعتبر يوم لازار عيدا سعيدا ومرحا. ففي ذلك اليوم يقوم الناس من مختلف أنحاء البلاد وخصوصا في المدن الصغيرة والقرى بطقس يسمى بـ"لازاروفاني". وتشترك فيه الفتيات اللواتي سيتزوجن خلال السنة الحالية. وكل من الفتيات ترتدي ثياب جميلة وتزين رأسها وتمشي في المدينة أو القرية وهي تغني أغان خاصة وترقص الرقص الشعبي "هورو" وتتمنى للناس بالصحة والسعادة والزواج السعيد وكثرة الأطفال. فترحب ربات البيوت البنات حيث يعطينهن خبزا طقوسيا وبيضات بيضاء للصبغ في عيد الفصح. ويعتقد الناس ان كل بيت جاءت فيها بنات يوم لازار سيتمتع أصحابه بالصحة والسعادة.
أصبحت استعدادات البنات على جولة البيوت في يوم لازار منذ نصف الصوم الكبير وذلك تحت رعاية امرأة مُسنّة وخبيرة. ويعد الشباب عددا كبيرا من الأغاني التي يجري تقديمها في الطقوس المختلفة المختصة بيوم لازار مثلا عند تجمع البنات وفي الطريق وفي المزارع وفي حدائق البنات. ولكل شخص أغنية معينة مثل أغنية الفلاح الغني والمرأة الغنية والزوجة والحاملة والطفل والحارث والراعي والصائغ والخياط والكاهن وغيرهم. ومن المعروف أنه خلال أيام الهيمنة التركية في الأراضي البلغارية كانت بنات يوم لازار يرقصن ويغنين للحكام التركيين وزوجاتهم رغم من أنهم كانوا مسلمين.
ومع ذلك موضوع أغلبية الأغاني هو رغبة الفتيات والعزاب في الزواج. ومن تمنيات هذه الأغاني هي التحاب وسعادة العائلة. وكثيرا ما تحتوي الأغنيات على الذهب والفضة باعتبارها رمز الوفرة والسعادة أما الزهور من الربيع فهي ترمز إلى الشباب والفتاحة الذهبية التي تشير إلى الحب. وتصف أغاني بنات يوم لازار جمال البنت وقوة الفتى. وفي بعض الأحيان تحكى الأغاني عن فتى يطارد لكنه يجد فتاة بدلا من حيوان ويذهب معها إلى بيته أو عن أعزب يحب فتاتين أو حتى ثلاث فتيات في آن واحد. وهناك أغاني تحكي عن تنين يحب فتاة ومن ثم يأتي الإعتقاد أن تنفيذ طقوس يوم لازار يدافع البنات عن حب التنين.
يوم تودور من بين أكبر الأعياد الشعبية المتعلقة بالانتقال إلى الربيع وبالخصوبة ووفقا لعلماء التاريخ انطلق الاحتفال به في الأراضي البلغارية في القرون الأولى من القروسطية. في الدقائق التالية نذكركم ببعض الأساطير والاعتقادات والطقوس المتعلقة بهذا اليوم...
تحافظ الفرقة للفولكلور الأصلي من قرية آلينو، منطقة ساموكوف مدى عقود على بعض الأغاني الاصلية التي ظهرت في هذه المنطقة البلغارية. قائد الفرقة الشاب مومتشيل تشالاكوف، الذي وُلد ونشأ في القرية وكانت تعتني به جدته وجده. ومنذ صغره وهو وقع في حب الاغاني..
كالينكا فالتشيفا شخصية بارزة، ينبوع حيوية وتفاؤل وصاحبة موهبة معجبة لمن يستمعون إليها. وُلدت في سارنيتس، قرية تقع في قلب منطقة دوبروجا، شمال شرق بلغاريا. واجتذبتها الأغنية الشعبية وهي طفلة صغيرة وخاضت في عالم الموسيقى والغناء. بدأت حياتها المهنية..