في هذه الحلقة من برنامج "فولك ستوديو" ستتحدث الدكتورة فيخرا باييفا من معهد الإثنولوجية والفلكلور بالمتحف الإثنوغرافي لدى أكاديمية العلوم البلغارية عن التقاليد الأساسية في الاحتفال بعيد الفصح في الأراضي البلغارية وعن المعنى الرمزي الذي يحمله هذا العيد ولا يزال قائما حتى يومنا هذا.
لعل عيد قيامة المسيح هو أهم أعياد الفلكلور البلغاري حيث يتعلق معناه الرمزي بنصر الحياة على الموت ومغادرة الماضي إلى المستقبل وما يحمله من آمال. ومع أن تاريخ العيد غير ثابت في التقويم فلا يأتي من الصدفة كونه يوافق أيام الربيع التي تشهد صحو الحياة بعد سباته الشتوي. وينتظر حلول اليوم العظيم جميع الناس كبارا وصغارا. وهذه هي نهاية الصوم المسيحي الكبير الذي يستغرق 49 يوما يمتنع فيها البشر عن تناول المنتجات الحيوانية والحفل والفرح والتواصل الزوجي فيضع مجيء عيد الفصح ختام الحرمان الطويل ويقدم للناس الموائد الوافرة وتبادل الزيارات والرقصات المستديرة الكبيرة والفرح العام.
ومما يميز هذا العيد هو البيض الملون ولا سيما البيض الأحمر. ومن المسائل التي تثير الفضول سبب تحوله إلى رمز هذا اليوم. فالبيضة تعتبر أول ما يفطر به الصائم في حين أن المسيحية تنظر إليها على أنها رمز قبر السيد المسيح والذي وجده أنصاره فارغا بعد قيامته ومن ثم رمز الحياة الخالدة والخلاص الروحي. كما أن الفلكلور البلغاري يعتبر البيضة رمزا للشمس والحياة والخصوبة والحماية من الشر ووسيلة للعلاج وفك السحر. هذا من جهة ومن جهة أخرى يرى علماء اللاهوتية في اللون الأحمر رمزا لدم المخلص بينما تتخذه الثقافة التقليدية رمزا للحياة والطاقة والحيوية يطرد كل الشرور والأخطار. ويذكر أن تلوين البيض بمناسبة عيد الفصح كان منتشرا في جميع أنحاء العالم المسيحي ولكن شعوب غرب أوروبا استبدلوا مع مرور الوقت بالبيض الحقيقي بيضا مصنوعا من الشوكولاتة أو من البلاستيك ومليء بالحلويات. بينما احتفظت الشعوب السلافية والبلطيكية بتقليد تلوين البيض حتى يومنا هذا وطورته إلى مستوى الفن الحقيقي.
ومن المأكولات الخاصة بعيد الفصح كل من خبز العيد المزين بالبيض الملون الذي حل محله الخبز الحلو الذي يأتي من غرب أوروبا وكذلك الخروف المشوي والرز بالمصران والكبد والرئة والكلى.
وحتى يومنا هذا يتوافد ألوف البلغار إلى الكنائس عشية عيد الفصح لحضور قداس منتصف الليل. كما أن الشعب البلغاري لا يزال يحتفظ بتقليد تبادل زيارات الأقارب وتقديم البيض الملون للمضيفين. وتتعالى في كل مكان تحية العيد: المسيح قام! حقا قام!
وكانت الأراجيح من العناصر التي كانت تلازم عيد الفصح في الماضي. وكانت في غاية الأهمية بالنسبة إلى الشباب الذين لم يتزوجوا بعد حيث كان كل شاب يسعى إلى تحريك حبيبته بالأرجوحة تعبيرا عن مشاعره وذلك على وقع أغاني الفتيات الأخريات. ومن عادات العيد المهمة هي الرقصات المستديرة التي كانت تجمع بين جميع أهالي البلدة.
إن الأعياد الشعبية بربارة وسابا وعيد نيقولاوس متعلقة بنفس التواريخ التي تحتفل فيها الكنيسة الأرثوذكسية بذكرى القديسة بربارة (4 كانون الأول) والقديس سابا (5 كانون الأول) والقديس نيقولاوس (6 كانون الأول). وسنتحدث في هذه الحلقة من أستوديو الفلكلور عن..
الرسول أندراوس أول داع في منتصف القرن الأول، لكلمة المسيح في أراضي منطقة البحر الاسود، واصبحت بعض هذه الأراضي فيما بعد جزءا من الدولة البلغارية. تحتفل الكنيسة الأرثوذوكسية بيوم هذا القديس في 30 نوفمبر، حيث ارتبط هذا اليوم في بلغاريا بطقوس شعبية ثابتة..
كما هو معروف إن الصوف المسيحي أيام معدودة، حيث يدوم الصوم قبل عيد الفصح سبعة أسابيع ويتم تحديده وفق وقوع قيامة المسيح، أما صوما بيتروفدين وذلك بمناسبة أم الرب فيشملان أسبوعين ويصوم المؤمنون كل أربعاء والجمعة. ويبدأ صوم عيد ميلاد المسيح في 15 نوفمبر،..