حل الربيع وهو الفصل الذي نحتفل فيه بأجمل أعياد المسيحية ألا وهو عيد الفصح. ويعتبر الأسبوع السابق له والمسمى بأسبوع الآلام أهم ما في فترة الاستعداد للعيد فإن المسيحيين يحسبون آخر أيام حياة المسيح الدنيا استعدادا لخلوده في الآخرة وفي هذا الأسبوع تحيي الكنيسة بقداديس خاصة أحداث طريق المسيح إلى الجلجثة وآلامه والفداء الذي قدمه لجميع البشرية حين صلب على الصليب.

فقيامة يسوع المسيح هي ما يجمع المؤمنين بظفر الخير على الشر ونصر الحياة على الممات. فعشية العيد قبيل منتصف الليل تزدحم الكنائس بالعبدة المتوافدين لأجل حضور قداس العيد حيث يُخرج القسيس الذي يقيم الخدمة ثلاث شمعات مشعلة على شمعدان خاص وكل الحاضرين يشعلون شمعاتهم منها. وحين يبدأ غناء ترنيمة "يا قيامتك أيها المسيح المخلص" يخرج الجميع من الكنيسة. وإليكم تسجيلا لهذه الترنيمة تؤديها جوقة أولاد صوفيا بقيادة المايسترو أدريانا بلاغويفا.

وفي تمام منتصف الليل يتبادل الجميع تحية العيد "المسيح قام! حقا قام!" ويعلن رنين أجراس الكنائس عن بشرى القيامة وتتعالى ترنيمة العيد في الهواء المفعم فرحا وسرورا.

وإليكم هذه الترنيمة بتأدية البطريرك نيوفيت رأس الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية.

وتقول نصوص الأناجيل إن حاملات الطيب اللواتي زرن قبر السيد المسيح هن أول من عرف معجزة القيامة ثم تجلى قدام مريم المجدلية والرسل.

ومن رموز عيد الفصح الشمعة المشعلة التي يعتبرها المؤمنون المسيحيون متعلقة بقيامة المسيح المخلص ويجسد لهيبها جوهره الإلاهي.

ونواصل برنامجنا  بفكرة جميلة نطق بها أحد أساتذة معهد علم اللاهوت المسيحي بباريس: "الرب الحي هو صانع الحرية وهو الذي ينير قلوب من توجه إليه بنوره ومحبته وجماله وطيبته. وإذا أدرنا عنه وجوهنا يبدو وكأن الخلق يبتعد عن خالقه." ونختتم برنامجنا لهذا اليوم بباقة من بعض الترانيم التي تؤدى في الكنيسة البلغارية بمناسبة عيد الفصح.