Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

ذكريات من مدينة بريسلاف الملكية

БНР Новини

تعتبر مدينة بريسلاف الواقعة في شمال شرق بلغاريا ثاني عواصم المملكة البلغارية الأولى حيث أصبحت عاصمة المملكة عام 893 الميلادية وقد يبقتها مدينة بليسكا. وسرعان ما تحولت المدينة إلى مقر للمدرسة الأدبية البلغارية الأولى فباتت مركزا ثقافية وأدبيا مهما على صعيد العالم السلافي كله عمل فيه أبرز كتاب وعلماء القرون الوسطى.

وكانت مدينة بريسلاف تعد من أكثر مدن جنوب شرق أوروبا جمالا ورونقا وبهاء في القرون الوسطى وقد حافظت على الكثير من آثار الثقافة البلغارية المنتشرة آنذاك. وكانت محاطة بجدران حجرية بيضاء وشأنها شأن المدينة الداخلية الواقع فيها قصر الملك والتي كانت محمية بجدران حجرية سميكة.

ومن أهم وأثمن آثار تلك الفترة التاريخية الأيقونة الخزفية للقديس تيودور ستراتيلات والكنز الذهبي والحاجز الأيقوني الخزفي من دير القصر وما إلى ذلك. ويمكن مشاهدتها في المتحف التابع لمحمية "فيليكي بريسلاف" التاريخية-الأثرية الوطنية الواقعة على أطلال العاصمة القديمة. وتدل الحفريات التي تجرى فيها منذ أكثر من قرن على أن المدينة تم تصميمها وإنشاؤها مركزا باهرا كان ينافس العاصمة الرومية القسطنطينية ومما يدل على ذلك اللقايا التي عثر عليها عالم الآثار الأستاذ ستويكو بونيف الذي يدرس آثار المدينة القديمة منذ نحو أربعين عاما. وإليكم ما قاله لنا الأستاذ:

"إنها من أصعب مواضع الدراسات الأثرية البلغارية العائد تاريخها إلى القرون الوسطى فأسسها مخبأة في عمق الأرض ويصل وزن كل حجر من حجارة المبنى إلى أربعمئة كيلوغرام حيث يقدر سمك الأسس والجدران بمترين وكانت الحجارة المبني منها الجدران متلاصقة بالخرسان. وتعتبر هذه البناية التي كانت ذات جمال وبهاء وعظمة نادرة المثال في أراضي المنطقة من روائع العمارة البلغارية فضلا عن كونها مزخرفة زخرفة غنية تدل عليها الأواني الفخارية الملونة والزجاج المعشق مما يعني أن هذه البناية كانت مخصصة للنخبة. ومن الآثار التي لفتت انتباهي وأدهشتني الألواح الحجرية الدالة على الارتقاء بفن النقش الحجري آنذاك. وتقدر المساحة الواسعة

التي أقيمت عليها المحمية التاريخية بما يزيد خمسة كيلوميترات مربعة مما يجعل من المستحيل مشاهدة جميع الآثار فيها خلال يوم واحد فقط. ومما يتعجب منه السياح الباب الحديد الذي يؤدي بهم إلى القلعة والجدران البيضاء للكنيسة التي تم ترميمها والحفاظ عليها حتى يذكر الزوار بالحياة الروحية في العاصمة القديمة بعد اعتناق الدين المسيحي. وإليكم ما قاله مدير المتحف التابع للمحمية التاريخية:

"لقد شرعنا في العمل على مشروع طويل الأمد لترميم معلمين من معالم المحمية والحفاظ عليهما ألا وهما كنيسة القصر وبازيليكا الملك حيث نخطط لترميمهما ورفع مستوى الجدران إلى ارتفاع معين بهدف الكشف عن المظهر الأصلي للمبنيين. كما ونعمل على إنشاء نظام إعلامي سيمكن السياح من الاطلاع على كل ما يهمهم من معلومات عن المدينة في الوقت الحاضر. ومما يجذب زوار مدينة فيليكي بريسلاف كنيسة "القديسين بطرس وبولس" التي تم تشييدها على الأسلوب النهضوي. ويعتبر القديسان راعيي المدينة حتى يومنا هذا ويرحب قسيس الكنيسة الأب نيكولاي بكل ضيف فيحدثه عن عصر بناء الكنيسة الذي ملؤه أساطير وقصص لا تحصى."


Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

بوزلوجا – ذاكرة الزمن

في قمة اسمها حاجي ديميتار في جبل البلقان، في منطقة غير بعيدة عن قمة شيبكا، حيث  وقعت إحدى أهم المعارك أثناء الحرب بين الإمبراطورية العثمانية وروسيا، والتي كانت محررة بالنسبة إلى البلغار، شن التاريخ البلغاري المعاصر المخضرم معركة ضروسا. وتقع هناك بناية..

نشر بتاريخ ١٤‏/٥‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص

المسكوكات المضروبة الأولى لليفا تكشف عن حياة العملة والنقود في بلغاريا بعد التحرير

تستضيف مدينة فيليكو تارنوفو (العاصمة السابقة لبلغاريا) معرض عملات ومسكوكات أثري ثمين، لافت لأنظار الهواة والمحترفين ومحبي التاريخ على حد سواء. وتكشف المجموعة من مسكوكات مصنوعة من سواء الذهب والفضة، ومضروبة، تم تداولها في الفترة بين 1882 – 1937 عن..

نشر بتاريخ ٧‏/٥‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص

دير القديسين بطرس وبولس – "لم يمسسني سيف ولا عبودية ولا نار ولا زلزال"

على قمة هضبة أرباناسي وذو برج جرس يخطف الأنظار من بعيد، هذا هو الدير المتواجد بالقرب من مدينة لياسكوفيتس المشهورة بقبو النبيذ وتقاليد البستنة التي كانت الرزق الأساسي للسكان في الماضي. ويتعلق تاريخ المكان المقدس بتاريخ مدينة فيليكو تارنوفو التي تقع..

نشر بتاريخ ٢٧‏/٤‏/٢٠١٦ ٣:١١ م