Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

راهب ليوم واحد؟

Photo: فينيتا نيكولوفا

في دير لوبوشان "القديس يوحنا المعمدان" يمكن لك أن تعيش، ولو ليوم كراهب ناسك في صومعة، بعيدا عن إغراءات العالم الحديث. "هذه هي طريقة الانتساب المزيد من الناس إلى الإيمان المسيحي" – ذلك ما يقوله رئيس الدير الأب كريستودولوس. وتبين أن الراغبين في ارتداء ملابس الرهبان ليسوا بقليل. ولكن حتى الآن لم يجرؤ أحد منهم على التخلي نهائيا عن الحياة العلمانية لينغمس في الصوم والصلاة.Снимка

ومع ذلك لا يفقد الأب كريستودولوس الأمل، ويعترف بأنه على مدى السنوات بقي العديد من المؤمنين لفترة أطول، وحتى كمبتدئين، ولكن عاجلا أم آجلا رفضوا هذه الحياة الصعبة. وخلاف ذلك يرحب الدير باستمرار بالزوار، بعضهم متدينون، والبعض الآخر لا.

"يأتي كثير من الناس في الموسم السياحي، ولكن من الصعب أن نقيم من هو مواطن عادي، ومن هو سائح، لأنه بالنسبة لنا كلهم مصلون عند دخول المعبد لإشعال شمعة" – يقول رئيس الدير. ويتميز مصير "القديس يوحنا المعمدان"، الذي يقع في شمال غرب بلغاريا، بحدث مأساوي. بني دير آخر في هذا المكان في العصور الوسطى، ولكن خلال انتفاضة تشيبروفتسي (1688) أحرقه الظالمون الأتراك بالكامل، والذي أسفر عن وفاة المئات من النساء والأطفال الذين التجأوا إلى كنيسة الدير. "جعل هؤلاء الشهداء بدمائهم، الدير ملاذا لجميع البلغاريين لأنهم لم يتركوا إيمانهم" - يقول الكاهن. وانخرط السكان المحليون في بناء دير جديد في 1850. وحدثت معجزة. ظهرت بين الرماد أيقونة مريم العذراء لم تلمسها النار والقرون.Снимка

"حفظ الله عليها – يقول الأب كريستودولوس ويواصل – وجدها رئيس الدير حينها وأمر بترسيخها في جدار كنيسة الدير، لكي لا تقع في أيدي الأتراك. ولكن الأب توفي بسرعة ولم يتمكن من كشف السر للأخوة الرهبان. وظلت الأيقونة مخفية عن عيون الناس لفترة طويلة. ولكن حلمت إمرأة في عام 2013 أن صورة مريم تقع في الجدران. واتصلت بالدير ووصفت المكان بالضبط. وبالتالي ظهرت الأيقونة المعجزة قبل عامين وتجذب مئات الأشخاص العاديين والسياح. وقد ساعدت عشرات النساء المحرومات من الأطفال للإنجاب، والبعض الآخر يتمكن من إنشاء أسرة، ويجتمع مطلقون من جديد ويعيشون في الحب والسلام."Снимка

"القديسة مريم" – هكذا تسمى كنيسة الدير، والتي هي نسخة مصغرة لتلك في دير ريلا. وبنيت بتبرعات من السكان المحليين. وأعطى الأغنياء مبلغا من المال، والفقراء - البيض. واستخدم الرسامون صفار البيض للطلاء، وفضلا لذلك لم تفقد الأيقونات تألقها السابق على مرور السنين. أحيانا يستقبل الدير السياح بما في ذلك الأسر التي لديها أطفال. ولكن الظروف التي يقيم فيها الزوار ليست لها علاقة مع الزهد في الحياة الرهبانية. والأب كريستودولوس، مقتنع بأن الناس يخافون من المجهول، وإذا كان لديهم على الأقل فرصة صغيرة على التعرف على حياة الناسك سيخطون الخطوة المصيرية.Снимка

"نعرض هؤلاء الناس التعرف على الحياة الحقيقية للراهب. البقاء معنا لحضور قداس الصباح، ثم صلاة العشاء، وحضور حفلات الزفاف والتعميد. ليساعدوننا في العمل في المزرعة، ولكن قبل كل شيء لينغمسون في الصلاة والعزلة."




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

ثاني أكبر معبد في العاصمة يمجد القديس نيقولاي الصوفياني

لا يربط أهل مدينة صوفيا المعاصرة بين اسم "نيقولاي مارتينوف" مصلح الأحذية الذي عاش في القرن السادس عشر وبين ثاني أكبر معبد في وسط العاصمة (الأكبر هو معبد القديس "أليكساندار نيفسكي "). تعود  قصة هذا الرجل إلى عام 1555 في عهد الدولة العثمانية حين مات..

نشر بتاريخ ٣‏/٧‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص
مقبر كازانلاك

تراث التراقيين – متجسد في معالم رمزية

تقبع منطقة كازانلاك في أحضان جبلي البلقان وسريدنا غورا فهي تتمتع بلطف المناخ ووفرة الخصوبة فلا يتفاجأ أحد بتواجد البشر فيها منذ ما قبل التاريخ وبلا أي انقطاع. وقد أدرج ما يزيد عن 1500 معلم ثقافي في قائمة التراث البلغاري. نتحدث عن هذا المكان..

نشر بتاريخ ٢٩‏/٦‏/٢٠١٦ ١٠:٣٥ ص

هل ستحل الوثائق الإلكترونية محل الوثائق الورقية

أمس احتفلنا باليوم العالمي للأرشيف وهو يوم مرتبط بتاريخ البشرية وذاكرتها وكذلك برسالة الحفاظ على هذه الذاكرة. وبهذه المناسبة أشار الأستاذ ميخايل غرويف، رئيس الوكالة الحكومية للأرشيف، إلى أن الهدف الاستراتيجي لفريق عمله هو ترقيم الأرشيف. "إن..

نشر بتاريخ ١٠‏/٦‏/٢٠١٦ ١:٥٠ م