Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

تدفق اللاجئين يسبب تحديات جديدة في العلاقات مع مقدونيا

БНР Новини

لقد أصبحت جنوب شرق أوروبا منطقة عبور لتدفق المهاجرين المتزايد من الشرق الأوسط إلى أوروبا الغربية. وترامت أطراف هذا التدفق لتصل إلى مقدونيا المجاورة لبلغاريا فبينما كانت القوات الأمنية تحاول إيقاف تزاحم مئات المهاجرين على الحدود اليونانية باستخدام الغاز المسيل للدموع ظل آلاف الآخرين يتوافدون هروبا من معاناة الحرب الأهلية. وكانت المشكلة الراهنة من المواضيع الأساسية التي ناقشها وزير الخارجية البلغاري دانييل ميتوف أثناء زيارة سكوبيه استغرقت يومين. ولا غرابة في هذا التركيز بسبب ضغط الهجرة غير المسبوق الذي يأتي من جهة اليونان والذي أثار إعلان حالة الطوارئ في مقدونيا في ظل إمكانية تفاقم أزمة طالبي اللجوء وصولا إلى أزمة إنسانية مما دفع السلطات المقدونية إلى البحث عن أي شكل من أشكال التعاون في سبيل احتواء هذه المشكلة بما في ذلك التعاون مع بلغاريا حيث قال وزير الخارجية المقدوني نيكولا بوبوسكي "إن مقدونيا وبلغاريا لدولتان تشتركان في الحدود والمصير فلا بد من التعاون المتبادل بيننا. فلا يمكن حل هذه المشكلة لولا التنسيق بيننا وبذل الجهود المشتركة."

وكان رد فعل وزير الخارجية البلغاري إيجابيا مؤكدا لنظيره أن صوفيا ستؤيد جهود مقدونيا من أجل الحصول على المعونة اللوجستية والمالية من طرف المؤسسات الأوروبية. فقد سبق لبلغاريا أن ساعدت جارتها بدعم مالي ولوجيستي على مواجهة ما شهدته مقدونيا من ضغط الهجرة خلال أزمة كوسوفو حينما طلب آلاف الناس من ذوي الأصول الألبانية اللجوء في البلاد هروبا من العمليات العسكرية الدائرة في كوسوفو. غير أن الوضع مغاير الآن فالنزاعات العسكرية جارية في قارة أخرى وتدفق اللاجئين أكبر. وقد باتت بلغاريا لا تحرس حدودها على أنها حدود له فحسب بل وأنها حدود خارجية للاتحاد الأوروبي.

وبينما كان وزير الخارجية يعد سكوبيه بإسداء يد العون أعلن وزير الدفاع البلغاري عن انضمام الجيش إلى رقابة الحدود مع الجارة الغربية مما يعتبر أمرا غير مقبول إلا في حالة الحرب ولكن أحد متحدثي المفوضية الأوروبية علق على ذلك قائلا إن الدول الأعضاء هي المسؤولة عن حماية حدودها والطريقة تعتبر من صلاحيات سلطاتها الوطنية. ويبدو أن المفوضية تحمل على محمل الجد ما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من تحذير من أن مشكلة طالبي اللجوء ستقلق الاتحاد الأوروبي أكثر مما تقلقه الأزمة اليونانية واستقرار اليورو.

وفي حين أن عقد حسن الجوار بين بلغاريا ومقدونيا والذي لطالما انتظرنا إبرامه يوشك على الترجمة على أرض الواقع قد تؤدي القوة القاهرة بشأن ضغط الهجرة إلى اتخاذ قرارات لن تصب في مصلحة العلاقات الثنائية. ومما يثير الحرج مجرد التجاء بلغاريا إلى جيشها لرقابة حدودها مع مقدونيا الصديقة. إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن القوات العسكرية في الأوضاع الراهنة وسيتم نشرها على الحدود اليونانية والصربية إذا اقتضته الضرورة. إذ إن تدفق اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي شكل تحديا هائلا إلى حد أنه يؤدي إلى إعادة النظر في سياسة التنقل الحر مما قد ينعكس على التنقل الحر بين بلغاريا ومقدونيا وغيرها من الدول المجاورة. وقد لا تشاطر صوفيا الاتهامات التي وجهتها سكوبيه إلى اليونان بأن هذه الأخيرة تتعمد توجيه المهاجرين إلى مقدونيا. إذ إن بلغاريا لم تلتجئ إلى مثل هذه الاتهامات حتى في ظل توافد اللاجئين من الأراضي التركية والذين كانوا متواجدين في اليونان من قبل. فالمسألة غير قابلة للتجاوز عن طريق مجرد القرارات الثنائية. ومن التحديات الكبيرة التي تواجهها كلتا بلغاريا ومقدونيا الحفاظ على ما توصلتا إليه من تطورات إيجابية على الرغم من مشكلة اللاجئين.



Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

لقاء "آرايليوش" يذكر بالأنشطة الدولية الخوالي لبلغاريا

على مدى اليومين الماضيين استضافت بلغاريا الاجتماع السنوي لمجموعة"آرايليوش". هذا الشكل من المناقشات الدولية أسس في البرتغال منذ أكثر من عقد من الزمن، حتى يبث  بالقضايا الأوروبية المشتركة الحيوية لاتخاذ القرار والرؤساء الذين لا يمثلون بلدانهم في المجلس..

نشر بتاريخ ١٦‏/٩‏/٢٠١٦ ١٢:٠١ م

فيشاغراد ستدعمنا، أما بروكسل؟

سلط الحدث يومي الثلاثاء والاربعاء الضوء على جوانب معينة من المشاكل الأكثر إلحاحا في الاتحاد الأوروبي، وخاصة بلغاريا – ازمة المهاجرين. في زيارة لبلغاريا كانوا رؤساء وزراء صربيا الكسندرفوتشيش وهنغاريا فيكتور اوربان. اوربان ونظيره البلغاري بويكو بوريسوف،..

نشر بتاريخ ١٥‏/٩‏/٢٠١٦ ١:٠٢ م

بدء الدورة البرلمانية الجديدة أوجز اتجاهات الحملة الانتخابية الرئاسية

في بداية كل دورة برلمانية تعلن الأحزاب عادة الأهداف الرئيسية التي ستتبع الدورة المقبل. دورة الخريف لهذا العام التي سبقت الحملة الانتخابية الرئاسية وعند افتتاح الدورة، أوجزت القوى البرلمانية الخطوط العريضة التي سوف تتبع السباق على رئيس جديد للبلاد بدلا..

نشر بتاريخ ١‏/٩‏/٢٠١٦ ٢:٠٠ م