تعمل صوفيا حثيثا على إيجاد طرق تنويع مصادر وخطوط إمداد الغاز للاقتصادي البلغاري وذلك منذ سنين ولا سيما بعد أن أصبح مشروع "السيل الجنوبي" متعلقا بتركيا ومن ثم أبعد بلغاريا عن مسارات الغاز الروسي إلى غرب أوروبا. وتتيح الاحتياطيات الكبيرة للغاز التي تتميز بها منطقة بحر قزوين فرصة تحقيق هذا التنويع فكانت بلغاريا تعمل بهمة على الانضمام إلى إمدادات الغاز الأذربيجاني المزمع تنفيذها. وفي هذا الشأن قام رئيس الوزراء بويكو بوريسوف بمناقشة الموضوع مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في العاصمة باكو قبل شهرين. وتباحث دولة الرئيس مع الرئيس التركمانستاني قربان غولي بردي محمدوف عن إمكانية إمداد الغاز من تركمانستان الواقعة على السواحل الشرقية لبحر قزوين إذ يعتبر أن هذه البلاد تملك رابع أكبر احتياطي غاز في العالم إضافة إلى موارد نفط.
وركز السيد بوريسوف في مباحثاته مع فخامة الرئيس التركمانستاني على إمكانية حصول بلغاريا على إمدادات غاز من تركمانستان عبر الأنبوب العابر لبحر قزوين المزمع إنشاؤه مستقبلا بحيث يعبر قاع البحر واصلا بين كل من كازاخستان وتركمانستان وأذربيجان وجورجيا وتركيا في حين أن بمقدور بلغاريا الحصور على الوقود الأزرق عبر صلاتها مع تركيا واليونان.
ويدور الحديث هنا حول مشروع يعد على قدر كبير من الشجاعة والغموض فثمة خلافات خطيرة بخصوص الجزء البحري من هذا الأنبوب. كما ولم تتضح بعد الأبعاد المالية لتنفيذ المشروع إلى جانب علامات الاستفهام عن أمن الإمدادات ولا سيما بعد تفجير قطعة من خط أنابيب باكو-تبيليسي-أرضروم الذي وقع مؤخرا وفي الطريق الذي قد يمر به الغاز الموجه إلى بلغاريا. فقد ننظر إلى البحث عن طرق إمداد الغاز من مصادر بعيدة جدا في ظل عدم تجهيز البنى التحتية بعد على أنه أمر يدل على قدر كبير من الثقة بالنفس والميل إلى ركوب المخاطر لولم تتجاوز المسألة المصلحة الوطنية إلى المصلحة الأوروبية فقد دخل موضوع إنشاء خط الأنابيب العابر لبحر قزوين جدول أعمال بروكسيل وتم عقد أول جلسة رسمية لفريق العمل الخاص بالمشروع في حضور جميع المشاركين الأساسيين من الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وجورجيا وتركمانستان وتركيا. ومن المقرر عقد جلسة ثانية خريف هذا العام.
تعتبر زيارة السيد بويكو بوريسوف للعاصمة عشق آباد أول زيارة قام بها رئيس وزراء بلغاري لتركمانستان فأثارت توقعات إقامة حوار ثنائي منتظم بين الدولتين من الآن فصاعدا. ويبدو أنه ستكون في محط اهتمام التواصل المستقبلي بينهما مسائل جيوستراتيجية منها فعالية استخدام محطات توزيع الغاز الواقعة على الموانئ البلغارية كمراكز نقل شحن من أوروبا الغربية والوسطى إلى آسيا عبر البحر الأسود. فضلا عن فرص إقامة سكة حديد منتظمة تربط بين مدينة فارنا ومدينة تركمانباشي لنقل الشحنات. وعلى الصعيد الثنائي البحت رأى السيد بوريسوف إمكانية مشاركة شركات بلغارية في تنفيذ مشاريع بنى تحتية وإنشاء في تركمانستان. وفي الختام يمكننا اعتبار نشوء الحوار مع شريك جديد في الشرق إشارة إلى الاتجاه الجديد الذي باتت تتبعه بلغاريا نحو تنشيط وتوطيد العلاقات التجارية-الاقتصادية مع أسواق خارج الاتحاد الأوروبي.
كما المشاورات السياسية، التي عقدها رئيس الجمهورية بشكل منفصل مع القوى البرلمانية في اتصال مع استقالة الحكومة، حددت جلسة أمس للمجلس الاستشاري للأمن الوطني أيضا فرضيات فقط، ولكن لا حل ملموس للأزمة السياسية. حتى يتم التوصل إلى قرار بعد تنفيذ الإجراء..
بعد المشاورات السياسية التي عقدها الرئيس مع القوى البرلمانية قبل الشروع في التزامه الدستوري لولايات جائزة لتشكيل الحكومة في إطار هذا البرلمان، والتوقعات لتشكيل حكومة جديدة في تكوين البرلمان الحالي وهمية. فقد وقف ضد الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة ليس فقط..
ذكّرت زيارة عمل الرئيس المقدوني غورغي إيفانوف في بلغاريا في هذه الأيام بالعلاقات الوثيقة بين البلدين ولكن أيضا بالمشاكل بينهما. أكاديمية العلوم البلغارية كرمت الضيف بلقب "دكتوراه فخرية" لمساهماته في العلوم القانونية والتعليم والثقافة والحياة العامة...