ستتولى بلغاريا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2018 وذلك لأول مرة منذ انضمامها إليه. وتستعد الدولة لتولي المهمة المسؤولة لثاني عام على التوالي وعندما أعلن رئيس الوزراء الأسبق بلامين أوريشارسكي عن إطلاق العمل التمهيدي للرئاسة أواسط عام 2013 عبر عن رأيه بأن الاستعداد تأخر.
وكان من أهم الإجراءات التمهيدية في منتصف عام 2013 إعداد مسودة حساب ثمن الرئاسة وتأخر هذا الحساب فكان المبلغ التقريبي في مطلع عام 2014 يقدر بما بين سعر الرئاسة الدانماركية أي 35 مليون يورو وهي الأرخص وبين سعر الرئاسة الفرنسية أي 171 مليون يورو وهي تعد القيمة العليا لحد الآن.
ووصف رئيس الوزراء أوريشارسكي الاستعداد لتولي الرئاسة الأوروبية بأنه من أهم أولويات حكومته طوال عام 2014 إلا أنها سقطت مبكرا. وأقدمت حكومة بويكو بوريسوف على الاستعداد الحقيقي فقد اعتمدت خطة معينة أبرزت نائبة رئيس الوزراء روميانا باتشفاروفا عند تقديمها أنه تم جمع المعلومات الضرورية لتحديد عدد الموظفين الذي يحتاج إليه إعداد جميع المنتديات والجلسات الرئاسية كما أن لدى الحكومة تقييما للقدرة الإدارية بشأن المسائل الأوروبية. وعلى ذلك تم تشكيل فريق عمل تحت قيادة السيدة باتشفاروفا لإنشاء الجهاز الإداري لتولي الرئاسة الأوروبية. ومن المعروف أن عدد موظفي هذه الإدارة ينبغي أن يقارب 1300 شخص يتمتعون بقدر عال من الاحتراف وعدم الخضوع لمصالح الأحزاب.
وسيجري تقديم نتائج خطة حكومة بوريسوف للرئاسة الأوروبية المزمع توليها عام 2018 أمام مجلس الوزراء كل ثلاثة أشهر وسيتم تحديد التدريبات الضرورية لرفع كفاءة الموظفين المتعهدين بإعداد الرئاسة وتنسيقها فضلا عن البحث عن تجربة وخبرة الدول التي سبق لها تولي رئاسة المجلس الأوروبي. وقد بدأت هذه العملية بإجراء دورات للتدريب المهني وزيارات عمل للبحث في التجارب الجيدة.
وغير أن استعداد بلغاريا لمهمة تولي رئاسة الاتحاد الأوروبي دخل في طور جديد ألا وهو الطور الجوهري فإنه لم ينته بعد. فعلى الحكومة التوصل إلى التوافق الثابت على مستوى ما فوق الأحزاب بشأن الأولويات الأساسية للرئاسة مما يعد أمرا صعبا نظرا إلى خصوصية الحياة السياسية الوطنية التي تتميز بالانحياز الحزبي. وعلاوة على ذلك فلن تكفي القدرة الإدارية في حد ذاتها لتوفيق الرئاسة البلغارية من غير الشخصيات السياسية التي سيتعين عليها اتخاذ القرارات الصحيحة في ظل الأوضاع المعقدة التي يشهدها الاتحاد الأوروبي وعلاقاته مع العالم. فإن التحديات الكبيرة التي تواجهها الرئاسة البلغارية للمجلس الأوروبي لا تزال في انتظارنا.
كما المشاورات السياسية، التي عقدها رئيس الجمهورية بشكل منفصل مع القوى البرلمانية في اتصال مع استقالة الحكومة، حددت جلسة أمس للمجلس الاستشاري للأمن الوطني أيضا فرضيات فقط، ولكن لا حل ملموس للأزمة السياسية. حتى يتم التوصل إلى قرار بعد تنفيذ الإجراء..
بعد المشاورات السياسية التي عقدها الرئيس مع القوى البرلمانية قبل الشروع في التزامه الدستوري لولايات جائزة لتشكيل الحكومة في إطار هذا البرلمان، والتوقعات لتشكيل حكومة جديدة في تكوين البرلمان الحالي وهمية. فقد وقف ضد الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة ليس فقط..
ذكّرت زيارة عمل الرئيس المقدوني غورغي إيفانوف في بلغاريا في هذه الأيام بالعلاقات الوثيقة بين البلدين ولكن أيضا بالمشاكل بينهما. أكاديمية العلوم البلغارية كرمت الضيف بلقب "دكتوراه فخرية" لمساهماته في العلوم القانونية والتعليم والثقافة والحياة العامة...