Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

تقدم وانهيار مدينة قابيليه الأسطورية

من المفترض أن مدينة قابيليه  تحمل اسم الإلهة الأم التراقية قيبيلا، المصورة على نحت بارز في المعبد الصخري "زايتشي فراخ". وفي سفح هذا المرصد الفلكي القديم بالتحديد نشأت إحدى أكبر المدن الثقافية والتجارية في أراضي تراقيا القديمة. قابيليه هي المدينة التراقية الوحيدة في بلغاريا والتي تم دراستها كاملة. وبقاياها منثورة قرب مدينة يامبول الحالية. وفي أيامنا هذه تم ترميم جزء من بقاياها وبعض آخر من اللقى المكتشفة هناك تزين واجهات المجموعة التحفية المعاصرة والمبنية في غطار مشروع أوروبي بقرب من المحمية الأثرية.

لا توجد مدينة معاصرة في منطقة قابيليه القديمة وهذا يسهل عملية الحفريات الاثرية وعملية الحفاظ عليها. من المفترض أن أسس قابيليه وُضعت في أواخر الالف الثاني قبل الميلاد وبمرور الزمان تم تشييد مباني المدينة وأسوارها المحصنة وأبراجها الدفاعية وباقية مبانيها السكنية وشوارعها ومعابدها. وفي 341 قبل الميلاد استولى على المدينة أكبر غزاة العالم الكسند المقدوني غير أن المدينة وبعد انهيار إمبراطوريته انضمت مرة ثانية إلى ملك القبيلة الأودريسية التراقية وتحولت إلى مقر سلالة سبارتوك وثم فيما بعد لسلالة سكوستوك. وفي نهاية القرن الثالث ومطلع القرن الثاني قبل الميلاد ازدهرت المدينة ازدهارا كبيرا وازداد عدد سكانها إلى ما فوق 7000 نسمة. وعثر علماء الآثار فيها على آثار معبد مكرس لإلهة أرثميذا – راعية السكان المحليين ومذبح مكرس لإله أبولون والعديد من المباني التجارية والساحة الواسعة ومخزن الحبوب. "استنادا غلى ما عثرنا عليه من اللقى يمكننا القول إن هناك عاش أناس متمكنون كثيرون"، اعتقد ستيفان باكارجييف، مدير المتحف المحلي للتاريخ في يامبول. وتدل الأواني المصنوعة ببراعة والحلي الرائعة الغنية الزخاريف والعديد من الأوعية للخمر والزيت المختومة بخواتم ملوط اجانب على أهالي متمكنين. بل كانت المدينة تتمتع بمقر ضرب المسكوكات الفضية والبرونزية المزين بصورة إلهة ارثيميذا. ثم في الفترة الرومانية تحولت المدينة إلى أحد أكبر المعسكرات في مقاظعة تراقيا. "تم اكتشاف 15 موقعا معماريا ، من بينها أسوار محصنة لها ابراج دفاعية وحمامات رومانية ومعابد مسيحية قديمة"، اضاف السيد باكارجييف. تم ترميم بعض المباني فيها وهي الآن سهلة الوصول، المزيد:

"قابيليه أحد أكبر المراكز للمسيحية القديمة في الأراضي البلغارية والمصلى العائد تاريخه إلى القرن الرابع، ربما يكون أكبر من مثيلتها في البلاد. ووفق المصادر التاريخية شارك الأسقف  سيفيروس، أسقف مدينة قابيليه في المجمع المسكوني الثاني  في سيرديكا في 342.

وبتشابه مع باقية المدن شهدت المدينة فترة ازدهارها وفترة انهيارها. فقد انهار حول الألف الأول بعد الميلاد  بعد أن غزته القبائل الهمجية.

"على الارجح كانت من بين هذه القبائل الآفار والسلاف والبلغار القدامى. وشهدت المنطقة في تلك الفترة زلزلة هائلة غيّرت مجرى نهر تونجا، مما أدت إلى تعطيل مجاري الصرف الصحي وبدأ المحليون في هجرتهم من المنطقة.

وكان ذلك نهاية مدينة قابيليه ونعرف اليوم عن ماضيها الماجد من بقاياها والمجسمات التي تعرض لنا نمط حياة سكانها.  




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

"هافينغتون بوست": طبيعة خلابة و17 سبب آخر لزيارة بلغاريا

طبيعة مدهشة، وهندسة معمارية رائعة ومأكولات شهية ، هذا ما يسلط الضوء في مقال نشر في على موقع "هافينغتون بوست" بعنوان "18 سبب لزيارة بلغاريا في أقرب وقت ممكن." المقال يركز على الأمريكيين الذين لم يزوروا منطقة البلقان، ويصف كاتب المقال سوزي سترنتر بلغاريا..

نشر بتاريخ ١٨‏/٤‏/٢٠١٦ ١:٣٤ م

ستارا زاغورا – مدينة ذات تاريخ غني

لقد بدأ تاريخ مدينة ستارا زاغورا البلغارية بمنازل تعود إلى العصر الحجري الحديث، إذ كانت المدينة وقتها واقعة على مفترق الطرق بين نهر الدانوب والبحر الأبيض المتوسط وبين بلوفديف الحالية والبحر الأسود. وفي عام 46 الميلادي أسس الرومان مدينة مرتبة..

نشر بتاريخ ٩‏/٤‏/٢٠١٦ ٩:٠٠ ص

مهنة "صاحب الأكواخ"

نادرا ما نتحدث عما يحدث في الجبل والأكواخ والناس العائشين هناك. وربما لأنهم بعيدا عن ضجة المدينة، فكثيرا ما ننسى وجودهم. غير أن ألفت كوخ "أمباريتسا" في جبل البلقان انتباه الكثير من الناس، فقام مصورون ومتطوعون ومحبون للطبيعة والجبل بتضافر جهودهم في حملة..

نشر بتاريخ ٤‏/٣‏/٢٠١٦ ١٠:٣٠ ص