لا يكف عازف الترومبون غيورغي كورنازوف عن بث المفاجأة في نفوسنا بمدى إلهامه وقد تفرغ للموسيقى بأكمله. ومع أن موسيقي الجاز مقيم في فرنسا حاليا إلا أنه لا يتوقف عن مشاركة إبداعه مع الجمهور البلغاري. فقد قدمنا لكم قبل عدة أشهر ألبوم "سازنانييه" أي وعي الذي يتضمن موسيقى من تأليف السيد كورنازوف تم تسجيلها مع عازف البيانو ليوناردو مونتانا وحدثَنا وقتها عن كونه قد أعاد توزيع بعض المعزوفات لفرقة جاز وثلاثة عازفين منفردين آخذا بعين الاعتبار فرقة معينة ألا وهي فرقة الجاز التابعة للإذاعة الوطنية البلغارية. وأما العازفون الثلاثة فكل من عازف البوق روسين زاخارييف وعازف البيانو أنتوني دونتشيف والسيد كورنازوف. وقبل الخوض في تفاصيل هذا المشروع نقدم لكم تسجيلا لمقطوعة "سازنانييه" من هذا الألبوم.

ومنذ عدة أيام وكل من فرقة الجاز لدى الإذاعة الوطنية والعازفين الثلاثة يعملون بهمة على مشروع السيد كورنازوف. وسيقام حفلهم الموسيقي اليوم في الاستوديو رقم واحد في دار الإذاعة الوطنية البلغارية. وإليكم ما قاله عازف الترومبون لمستمعي إذاعة بلغاريا:

"إننا على وشك إنهاء تسجيل المقطوعات التي سنشارك بها في الحفل وفكرتنا هي إصدارها على شكل قرص مدمج. وبينما كنت أعمل على المشروع كانت تظهر ببالي صورة العازفينِ المنفردين الآخرين وفرقة الجاز لدى الإذاعة الوطنية. فقد تصل بيني وبين روسين صداقة طيلة السنين وتجارب موسيقية غنية في حين أنني أعتبر السيد دونتشيف من معلميّ في عالم الجاز. سبق لي أن قرأت عن وجود 17 درجة للوعي البشري أجدها في كلا القطبين من أعلى درجاتها المتواجدة لدى كبار معلمي البشرية من أمثال يسوع المسيح إلى أدنى درجاتها المتمثلة في الطغاة من أمثال هيتلر. وأما الفنانون الحقيقيون الذين يبذلون الجهد الجهيد من أجل إرضاء الجمهور وبدون أي مقابل فهم يحتلون المراتب المرتفعة في هذا السلم إذ يعيشون على الخشبة دون أن يسعوا إلى المكاسب المادية. فعلى سبيل المثال استغرق لي تأليف الموسيقى التي أقدمها الآن قرابة نصف سنة دونما أي مقابل مادي وهذا هو اختياري فكل ما هو جميل في الدنيا يأتي نتيجة للحب والتفرغ. وقد أطلقت على كل جزء من أجزاء المتتابعة الموسيقية اسما مختلفا من "أوترين" أي صباح و"تاغا" أي حزن و"سازنانييه" أي وعي وما إلى ذلك. وغير أنها ليست صعبة من حيث الأداء إلا أن الصعوبة الأساسية تكمن في عرضها متكاملة."

ونقدم لكم جزءا من عرض "سازنانييه" في يوم الحفل الموسيقي.

وإليكم عرض "سيلا" أي قوة من ألبوم السيد كورنازوف المعنون بهذا الاسم والصادر في فرنسا بالاشتراك مع خماسي "غيورغي كورنازوف" الفرنسي.