إن نشهد في 26 اكتوبر، وهو يوم القديس ديميتار البدر سنتمتع بمحاصيل غنية من العسل وإن كان القمر في منازلها الاحدب المتناقص أو التبريع الثاني أو الهلال، فلن يتمتع النحالون بمحاصيل جيدة، كما وحاول أجدادنا التنبؤ بحالة الشتاء في هذا اليوم وما إذا سيكون الناس في صحة جيدة. وترافق هذا اليومَ العديد من الطقوس وهي تشهد على تنصير التصورات الوثنية القديمة وتكييف التقويم الشعبي إلى ذلك المسيحي. سوف نعرفكم عن بعضها في حلقتنا اليوم المعدة من قبل الزميلة البينا بيزوفسكا.
وسمى الشعب البلغاري يوم القديس ديميتار بتسمية أخرى – يوم ميترو وسُمي الشهر الكامل على القديس أيضا. ومنتشر هو اسم رازبوس أو رازبوت (سراح)، حيث تم سراح كل العمال المستأجرين عن وظائفهم ومنحهم مؤجروها بأجورهم وعقب العديد من الولائم المرافقة بالمرح والتسلية. ووفق التكوين السابق لعمل السوق، يتفق العمال على رواتبهم المستقبلية في 6 مايو، يوم القديس جرجس، غير أنه كان هناك أناس أجّروا عمالا لسنة كاملة، من يوم ديميتار إلى يوم ديميتار.
في التصور الشعبي كان ديميتار وجرجس توأمين، ويرمز يوميهما المرحلتين الانتقاليتين في السنة وكان مار جرجس آتي الشعب بالصيف، بينما جاء ديميتار بالشتاء وحسب المعتقدات في منتصف ليل يوم ديميتار تنشق السماء وتلقي القديس ديميتار لحيته البيضاء الطويلة ويهبط منها الثلج.
وفي الماضي كان الشعب متمسكين بطقس الكنيسة الربانية، حيث نظموا في يوم الغثنين قبل يوم بيتكو (14 أكتوبر) قربانا مشتركا للقرية كلها، كان حضره الشيوخ فقط وهناك طقس آخر كان الأجداد مقيمين له حيث حضروا القربان في قدر كبير وبعد عملية تحضيره اجتمع كل أفراد القرية حول مصلاه وبدأوا في الأكل وكانت النساء يوزعن قطعة خبز لكل فرد تكريما لروح الله.
وحسب الاعتقاد البلغاري الفولكلوري السائد القديس ديميتار هو راعي الفئران ولذا سُمي اليوم بعد يومه بيوم الفئران. ومع أن يوم الفئران مرتبط بالمسيحية إلا أنه طقس من الطقوس الوثنية لكونه مكرسا للفئران وهي في التصور الشعبي تجسيد القوة الشريرة. ومن الممارسات المنتشرة في هذا اليوم امتناع النسا من غزل الصوف ومن تمشيط شعرهن ومن استخدامهن الأدوات الحادة، فضلا عن ذلك مُنع في هذا اليوم فتح صناديق الأزياء وصناديق الدقيق وبراميل تخزين شحم الخنزير. واستيقظت أكبر النساء سنا في البيت مبكرا في الصباح ومسح بالطين الأرضية قرب الموقد والزوايا الاربع للغرف وزوايا العتبة ثم خرجت من البيت لمسح خلايا النحل وخزائن الحبون وطوال فعلها ذلك كان يجب عليها أن تغض الطرفة كي لا تستطيع الفئران من العثور عليها. وكانت ترافقها امرأة أخرى من العائلة وتسألها "ماذا تمسح جدتي؟" وهي ترد: "أمسح أعين الفئران."
ولا يزال يوم ديميتار من اكبر الأعياد في البلاد ويحتفل فيه كل سمي اسم ديميتار وديميترينا وديمو وديمتشو وديمكا وميترا. ووفق التقليد تحضر المائدةَ أطباق فيها لحم الضأن والديك (إن كان السمي من الرجال) أو لحم الجداد (إن كانت امرأة) وكذلك الذرة المسلوقة وفطيرة تفاح وقرع مشوي وتفاح مشوي.
في 2 فبراير، شباط تحتفل الكنيسة الأرثوذوكسية بعيد مرور 40 يوما على ميلاد المسيح، والذي له نسخة فولكلورية تعود جذورها إلى الأزمنة الوثنية قبل تنصير البلغار. ويسميه الشعب البلغاري في التقليد الفولكلوري باسم يوم الديك أو تريفونيتس الثاني وإلخ...
في تصور غالبية البلغار، مصطلح "سورفا" مرتبط بأول لرأس السنة، عندما يقوم الاطفال عادة بتزيين عصية من شجرة القرانيا بخيوط ملونة وخشاف وبشار ثم يجولون أقاربهم وأصدقائهم، ويضربونهم بهذه العصية، متمنين بالصحة وطول العمر، ويباركون فيهم، حيث يلفظون..
في 27 يناير، كانون الثاني المقبل سيتم عرض كتاب "اللهجات الفولكلورية الموسيقية لإيلينا ستوين في صوف"، بنشر معهد دراسة الفنون التابع لاكاديمية العلوم البلغارية. وهو محتوي على معلومات ثمينة ولو كان حجمه صغيرا. وتم الإدراج في القرص المضغوط الملحق بالكتاب..