يعتبر الموسيقار الشعبي إيفان ميخوف عازف كمان بارعا ماهرا عبقريا فهو لا يزال يبدع وقد أوشك على الثمانين من العمر. وسنستمع في الدقائق التالية إلى أدائه لبعض المعزوفات.

ويجدر بنا الذكر بأن فن موسيقى العزف في الأراضي البلغارية يتمتع بتقاليد غنية منذ قديم الزمان فقد كان البلغار يستخدمون آلات شبيهة بالرباب والناي ومزمار القربة منذ القدم. وتعتبر أهم مراكز موسيقى الأوركسترا في بلغاريا وبالتحديد لموسيقى الزفاف القرى الواقعة بالقرب من مدن بلوفديف وأسينوفغراد وخاسكوفو وتشيربان فقد احتفظت أهالي تلك المناطق بتقاليدها التي استقرت فيها بعض الآلات الخاصة بالموسيقى الكلاسيكية الأوروبية منها الكلارينيت والكمان والأكورديون. ومن أبرز مدارس العزف في هذه المناطق هي مدرسة العزف على الكمان والتي لا تزال تنجب مواهب في هذا الفن فكل عازف رباب محترف قد يصبح عازف كمان جيدا. ومن أمثال هذه المدرسة البارزين إيفان ميخوف الذي لا ينفك يلحن ويعزف وقد أشرف على الثمانين من العمر. وبما أنه لا يعرف الكتابة الموسيقية فكلما ألف نغما جديدا سجله على آلة تسجيله القديمة وهي شريكه المقرب. وتتولد الموسيقى في ذهنه على مدار الساعة ليل نهار. إليكم بعض ذكرياته التي صارح بها الزميل نيكولاي تشابانسكي من إذاعة بلوفديف. "لقد تعلمت العزف على يد العم غيورغي كروشكاتا الذي كان عازفا على الكمان ممتازا أفرح الجمهور بفنه في حفلات الزفاف ومهرجانات القرى"، وأضاف قائلا:

"أسست فرقة بيلوريتشيني عام 1958 وتفرقت بعد 14 عاما وبعدها أسست فرقة بيلوزيم. وقد عزفت مع فرقتي سادوفو وتشيربان. ولا أزال حريصا على الاحتفاظ بالموسيقى الشعبية البلغارية فهي إبداع شعبنا. وكثيرا ما نشهد الشباب اليوم وهم يتسابقون في طموحهم إلى المهارة ناسين أن الموسيقى ليست رياضة وإنما تنبع من أعماق القلب."

ويعزف الموسيقار أحيانا معزوفاته على وتر واحد أو حتى بالجزء الخشبي للقوس إذا اقتضته الضرورة. فقد عرف أسرار وقدرات آلته الموسيقية طيلة السنين إلى حد يجعله قادرا على تقليد أصوات مختلف الحيوانات وإليكم معزوفته "ذكرى".

وتعامل السيد ميخوف مع بعض أفضل الموسيقيين على خشبة المسرح الفلكلوري في بلغاريا منهم البروفيسور بيتكو راديف (كلارينيت) وبيتكو داتشيف (أكورديون) وإيفان خاجييسكي (بوق) وإلى آخره.

ومن بين تلاميذه البارزين غيورغي يانيف وإيفان بويتشيف وروسين كاليف وإيفان يوزوف ودونهم الكثير.

إليكم مقطوعة "لاكريماري".

ومنذ عام 1980 ولدى إيفان ميخوف ورشة شخصية يصنع فيها الكمان.

ويتشارك السيد ميخوف في آخر ألبوماته مع الموسيقيين من فرقة "ملادي تراكييتسي" مما يدل على أن العلاقة الوثيقة بين أجيال الموسيقيين الشعبيين البلغار لا تزال حية.