إننا نحن البلغار شعب احتفظ ببعض أقدم تقاليده في أوروبا فعلينا توريثها للأجيال القادمة. وقد وضع المتحمسون في رابطة تطوير الفنون والحرف الشعبية الحفاظ على التقاليد نصب عيونهم حيث يتصلون بعشرات الحرفيين وعلماء الفلكلور سنويا. وتهدف فكرة منح جائزة "حافظ التقاليد" إلى لفت أنظار المجتمع البلغاري والمؤسسات الرسمية إلى أصحاب المهن والهوايات الخاصة بالتراث الشعبي.
وبإمكان كل فنان وحتى كل مواطن بلغاري نيل هذه الجائزة على شرط أن يكون المجتمع قد لاحظ مساهمته في الحفاظ على التراث الشعبي في مختلف الفئات من الموسيقى والحرف والفنون التشكيلية والطبخ وما إلى ذلك. ومن أكثر من تقدر جهوده لجنة التحكيم هم الشخصيات التي تحافظ على التقاليد وفي الوقت ذاته تنجح في ترويجها ونشرها. من هؤلاء روسيتسا ستانيفا من مدينة بافليكيني التي تحيك الأقمشة وقد نقلت خبرتها إلى الشباب. إليكم ما قالته ميرييتا نيدكوفا من الرابطة:
"إن حفظة التقاليد هم البلغار الحقيقيون وإن رسالتنا إلى جميع المواطنين هو توجيه النظر إلى أنفسهم ووعي انتمائهم الوطني والاعتزاز به. وللأسف الشديد لا ننتبه إلى أولئك ولا نقدر عملهم حق التقدير. وإن الحرفيين الذين يصنعون المشغولات بأنفسهم يضعون في عملهم قلوبهم ونفوسهم وحبهم الجم. وتحمل الحرف البلغارية القديمة دفئا وإبداعا يحفظ تقليدا قديما جدا وروح الشعب البلغاري."
ومن فعاليات مبادرة "حافظ التقاليد" إجراء طاولة مستديرة وطنية مكرسة للمدارس التي تملك فروعا خاصة بالفنون حيث تحاول رابطة حفظة التقاليد تقديم إنجازات تلاميذها ومنهم إيفا كوتيفا التي أدهشت بغنائها جمهور المشاهدين.
"من مدرساتي المطربة الشعبية بينكا دوبريفا ولدي جوائز من المشاركة في العديد من المسابقات الفلكلورية. وأود إشعار الناس بالاعتزاز والافتخار بتراثنا الشعبي ومما يجعلني أشعر بالعلاقة الوطيدة مع الأجداد هو رجوعي إلى قرية بورينو في جبل رودوبا حيث يعرفني الناس وما زالوا يذكرون أحد أجدادي الذي أسس الفرقة الشعبية "مئة مزمار قربة"."
في تصور غالبية البلغار، مصطلح "سورفا" مرتبط بأول لرأس السنة، عندما يقوم الاطفال عادة بتزيين عصية من شجرة القرانيا بخيوط ملونة وخشاف وبشار ثم يجولون أقاربهم وأصدقائهم، ويضربونهم بهذه العصية، متمنين بالصحة وطول العمر، ويباركون فيهم، حيث يلفظون كلمات..
في الساعات الأولى لرأس السنة تعلو في السماء تمنيات وتحيات طيبة بالسلامة والصحة والتوفيق. كما وحُوفظ على بعض الطقوس التقليدية التي تُقام بها في الفترة الفارقة بين السنتين القديمة والجديدة. "في الأول من شهر يناير تحتفل المسيحية الأرثوذوكسية بعيد..
إننا سنحفظ عام 2015 المنصرم بتنوع المشاريع المستوحاة من الموسيقى الشعبية البلغارية، وقد وضعها أصحاب من مختلف الجنسيات وفي سائر أنحاء المعمورة. لقد استمعنا إلى "الرقص الناري" من تلحين عبقري الناي البلغاري تيودوسي سباسوف ومن تقديمه هو ورباعي..