لقد كانت الحلي النسائية الذهبية أو الفضية أو البرونزية جزءا لا يتجزأ من الثياب التي كانت ترتديها المرأة البلغارية في الماضي بمناسبة الأعياد والاحتفالات. وهي لا تختلف عن غيرها من أشياء التقليد البلغاري لكونها تدل على معان ورموز متعددة الطبقات إذ تستخدم للتزيين والتعويذ ولبعض الطقوس السحرية فهي متواجدة في الأساطير الشعبية وفي الطب الشعبي على السواء. إليكم التفاصيل عن بعضها من السيدة ألبينا بيزوفسكا.
تستعمل مشابك الحزام والأقراط والأساور والخواتم والسلاسل للحماية من عين الحسد واللعن فإنها تلبس في أكثر أماكن الجسد حساسية وهشاشة ألا وهي الجبين والأذنان والرقبة والخاصرة واليدان فليس من الصدفة أن نفس هذه الأماكن تغطى أثناء حفلة العرس التي ترمز إلى تجاوز الفتاة أهم الحدود في حياتها حيث ترتدي العروس غطاء سميكا للرأس وحليا ذهبية أو فضية منها قرش ذهبي في جبينها يجذب نعمة الله وبركته إلى البيت الزوجي كما هي العادة بالنسبة إلى الوليد الحديث والطفل الصغير حيث يوضع هذا القرش في قبعته.
وتتباين عادات استعمال هذه الحلي بين منطقة وأخرى ولكنها تتشارك في الكثير من الخصائص فعلى سبيل المثال تعتبر الأساور في منتهى الأهمية بالنسبة إلى العادات المرافقة للأعراس فهي توضع في ماء نقعت فيه براعم وزهور ويستخدم لتحضير الأرغفة. وإن المرأة في التقليد الشعبي البلغاري تحفظ حليها طول عمرها وتضعها بالقرب من طفلها وهو صغير وهي مخصصة لـ"القدريات" اللواتي سيأتين ليلا فيحددن مصيره.
من المعروف أن الخواتم تستخدم بكثرة في العادات التي تسبق الزفاف. فهناك عادة الغناء على الخواتم التي تمارس عشية عيد رأس السنة وعيد القديس جرجس وعيد الفصح وعيد الصعود وهي عادة تتنبأ فيها الفتاة بمن الذي ستتزوج منه. أما عيد القديس جرجس فتحلب فيه النعجات صباحا حيث يمر الحليب عبر الخاتم من أجل درء العين الحاسدة عن الغنم. وفي اليوم ذاته يوضع الخاتم في ماء الصمت الذي لم ينبس ببنت شفة من أتى به أثناء نقله. ويرش هذا الماء فوق قطيع الغنم وأحد أعمدة السياج المعلقة عليه جمجمة حصان وذلك لحماية القطعان من الذئاب.
هذا وتستخدم الكاهنة الحلي النسائية في الطقوس الشعبية لطرد الشر ممن أصيب بالعين أو السحر. وإذا حدث لعروس شابة أن تنتقل إلى رحمة الله فتوضع حليها في ملابسها وممتلكاتها التي سترافق جسدها في القبر. حيث يعتقد التقليد البلغاري بأنها ستدلها على الطريق في الآخرة .
إن الحرث والتوغل عبر الثوب عبارة عن عادتين قديمتين مترابطتين من حيث فحواهما وكلتاهما تجري في حالة صمت مطبق ليلا وتتميز برمزية التوأمة. لذا تقص الأغاني التي سنقدمها لكم حكايات رجال ونساء توائم. كانت عادة الحرث متعلقة بالحماية من الأوبئة..
في المعتقدات التراثية يعتبر عيد تجلي المسيح (ال6 من شهر أغسطس آب) عيدا يفصل بين الصيف والشتاء. تخص تغيرات المناخ الناس والزراعة وتربية المواشي. لحظ الناس أن بعد هذا التاريخ يصبح النهار أقل من الليل أما الثعابين والسحالي فتلجأ إلى مخابئها. فلذك نقول..
نحتفل هذا العام بمرو ثمانية عقود على إنشاء "رباعي بيستريتسا"- أول أوركسترا للموسيقى الشعبية في البلاد (الذي تأسس في عام 1936). ديانماتيين، يوردان بلكين، انجيل كريفينسكي وستويان رانغلوف ، أدوا على مدى سنوات الأغاني الشعبية البلغارية والرقصات أمام..