Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

الصوم – منظور مختلف نحو الأيام اليومية وأيام العيد

كما هو معروف إن الصوف المسيحي أيام معدودة، حيث يدوم الصوم قبل عيد الفصح سبعة أسابيع ويتم تحديده وفق وقوع قيامة المسيح، أما صوما بيتروفدين وذلك بمناسبة أم الرب فيشملان أسبوعين ويصوم المؤمنون كل أربعاء والجمعة. ويبدأ صوم عيد ميلاد المسيح في 15 نوفمبر، ستة أسابيع قبل عيد الميلاد. ووفقا للباحثين، كان البلغار يراعون الحدود في طريقة التغذية في فترة سبقت اعتناقهم المسيحية في القرن الـ9. وفي حلقتنا هذه نطلعكم على بعض قواعد الامتناع في ثقافتنا التقليدية.

فضلا عن الامتناع عن الأغذية المحتوية على لحوم أو دهون حيوانية أو ذي أصل حوياني، فإن الصوم المسيحي يعني الامتناع عن الأفكار السيئة وكذلك الأعمال والأفعال المنكرة، بما فيه حظر "الدبكات والتسلية والفتن الجسدية والملذات." وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "فائدة الصوم ليست في امتناعك عن طعام اللحم ومشتقاته فحسب، لأن الصوم الحقيقي هو أن تبتعد عن الأعمال الشريرة والسيات. فاجتنب الظلم وسامح أخاك عما ارتكب لك من الأذى واعفو أعمال المدين لك." ونقرأ أيضا في مؤلفات الواعظ الكبير – إن لم يمتنع شخص من قول الإهانات وهو يجتنب الخمر وإن لم يأكل اللحم، ولكنه "يأكل أخاه" فإنه يضل نفسه أنه صائم. وهذه القاعدة الأخلاقية هي العلاقة بالتصورات الشعبية لماهية الامتناع الذي مؤدي الإنس إلى الطريق المستقيم معدا إياه للأحداث القادمة في سيرة حياته وحياته في المجتمع. وكما كتب عالم الإثنيات أناني ستوينيف "تم تسويغ الصوم في البيئة الشعبية البلغارية وتم تأديته على أساس تمازج متنوع بين التصورات قبل المسيحية والتعاليم المسيحية. "وله عبارة في مخالفة المحظورات لطريقة تناول الطعام في بعض الأعياد الفولكلورية وكذلك في المحظورات للألعاب والدبكات الفولكلورية في فترة الصيام، لكن الشعب اخترع دبكات غير دائرية الشكل مكان الدبكات العادية ووفق المعتقدات القديمة إفساد الصوم يُعتبر علامة سيئة فيؤدي إلى الوباء والضراء والبأساء ليس فقط للشخص المنفرد بل للعائلة كلها وفي بعض الاحيان للقرية بكاملها.

ونوع التقليد الفولكلوري تنويعا كبيرا لحظات انطلاق الصوم نهاية الصوم – الإفطار. السلسلة من الطقوس قبل عشية عيد الميلاد عندما تُوضع على المائدة الأطباق الخالية من الدهون لآخر مرة وهذا مثال حسن في هذا السياق ووفق الباحثين فإن الناس القدامى راعوا حدودا موسمية مؤقتة وهم يكفون عن تناول بعض الأغذية . وكانت أسباب ذلك متفرقة ومختلفة.

الصوم في الثقافة الفولكلورية له معنى روحي عميق إلى جانب معناه العملي فإن الامتناع عن بعض الأطعمة وتوجيه الفكرة إلى الروح والباطن والغيب يقوي الثبوت والمقاومة والقدرة على تجاوز الأوقات الصعبة. وكان الناس قد أدركوا منذ القدم أنهم لا يعجزون الظواهر الطبيعية وكان سلاحهم الوحيد روحهم. واُتخذ الصوم كونه تضحية النفس  بكل امتناعه عن الدنيوي والفاني وهذا في سبيل الآخرة والخلود. وكان الصوم مقويا للروح ورافعا للفكرة ومساعدا الإنس في خشوعه أمام ما لا يُقابل للقهر ويزيد من إيمانه بالقوى السماوية. واعتزم البعض أن الصوم يخلق الأنبياء ومعروف أن الكهنة والسحرة القدامى مارسوا طقوس امتناع قبل قيامهم بأعمالهم السحرية وعلموا العامة من الناس ممارسات مماثلة وحتى اليوم هناك كهنة أرثوذوكس يوصون الصوم في بعض الحالات المعينة خارج مواعيد الصوم المثبتة في التقويم المسيحي. الصوم وخاصة في أيامنا اليوم ولو كانا ماديا أم روحيا، يبقى منهجا مجربا لإعادة تقدير وتجديد ويوفر منظورا مختلفا إزاء الحياة اليومية وأيام العيد.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

"أتانا معلم شاب"

نوجه أنظارنا عشية 24 مايو، أحد أكبر الاعياد البلغارية نحو الاغاني التقليدية المكرسة للكتب والمعلمين، الذين حافظوا على حب البلغار إزاء المعرفة والروحية. نبدأ بأغنية تونيكا روسينوفا. يُحتفل بيوم الأخوين القديسين كيريل وميتودي وهو عيد كنيسي منذ..

نشر بتاريخ ٢٢‏/٥‏/٢٠١٦ ١٠:٠٥ ص

"مرح يوم جرجس" الأجواء الاحتفالية في كريميكوفتسي

كريميكوفتسي حي من أحياء العاصمة البلغارية، والذي يقع في ضواحيها الشمالية الشرقية في سفح جبل البلقان. واشتهر بديره الذي بُني في القرون الوسطى إلى جانب مصنع المعادن الهائل المتواجد فيه. البيئة والطبيعة المحيطة بالحي خلابة وتنطلق منها العديد من..

نشر بتاريخ ٦‏/٥‏/٢٠١٦ ١٠:٠٥ ص

صورة القديس جرجس في الأغاني والحكايات

انطلق جرجس الملون لتجوال المروج والغابات الخضراء..."، هذه هي المواضيع التي يمكننا رؤيتها في الكثير من الأغاني التقليدية والتي يتم أداؤها حتى اليوم بمناسبة عيد القديس جرجس. ويُرافق أحد أحب الأعياد الفولكلورية بطقوسية غنية وملونة جدا ومكرسة للقديس..

نشر بتاريخ ٦‏/٥‏/٢٠١٦ ٩:٠٥ ص