في الساعات الأولى لرأس السنة تعلو في السماء تمنيات وتحيات طيبة بالسلامة والصحة والتوفيق. كما وحُوفظ على بعض الطقوس التقليدية التي تُقام بها في الفترة الفارقة بين السنتين القديمة والجديدة.
"في الأول من شهر يناير تحتفل المسيحية الأرثوذوكسية بعيد ختان المسيح والقديس باسيليوس الكبير وُسمى حسب التقليد البلغاري بعدة تسميات، من بينها فاسيل ويوم فاسيل وسورفا وسوروفاكي. وكما هي العادة في جميع الأعياد البلغارية أحد أهم الأمور خلال العيد هو تحضير المائدة، وكما هي العادة في عشية عيد ميلاد المسيح فأولا يتم تبخير المائدة، كل الأخباز الطقوسية والفطائر وحتميا راس الخنزير. ويضع الناس في بعض أرجاء البلاد على المائدة الجوز والثوم والعسل، وكلهم لابسو ثياب احتفالية أما الفرح فإنه سائد في أجواء العيد.
ثم يأتي طقس من الطقوس الفولكلورية اشتهر باسم سوروفاكي وله معنى ورمزية قديمة جدا. وهو عبارة عن صنع آلات خاصة مسماة بسورفاتشكي (عود الخير). ثم يقوم الشباب من القرية بجول جميع البيوت فيها، مباركين أرباب البيوت. ويبدؤون في ضرب الكبار بعود الخير، متمنين لهم بالصحة والسلام، فإن لمس هذه الشجرة "الحديدية" يأتي بتمن بالصحة والاستمرارية والخلود.
حقيقة لافتة ومثيرة للاهتمام هو الواقع أن عيد سورفا الشعبي من منطقة بيرنيك تم إدراجه في القائمة التمثيلية لمنظمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي، وهذا في أوائل شهر ديسمبر المنصرم. تم تأسيس المهرجان وهو مهرجان الأقنعة في 1966 ويتم تنظيمه كل سنة، وفي 1985 أصبح مهرجانا دوليا. وُصف طقس سورفا في جميع المناطق الفولكلورية وخاصة في غربها. وعلى حسب اللهجات المحلية فإن تسمياته متعددة ومختلفة من بينها سورفاسكاريه وجماله، وجمالي، وبابوغيريه وستارتسي. وصُنعت أقنعة الفصيلة من الشباب من جلد المعز والغنم. وتُعتبر الأجراس عنصرا هاما جدا من البدلة الخاصة بالعيد، وتُعلق في منطقة الخصر.
في أول من يناير يحتفل كل من يحمل اسم فاسيل او فاسيلكا وفاسيلينا وفيسيلين أو فيسيلينا. فاسيليا هذا كائن خارق من الخرافات القديمة متعلق بطقس "الغناء على الخواتم"، وكان ذلك طقس لتنبؤ الفتيات من سيتزوجن منهم. وما زال الطقس منتشرا اليوم ولو على شكل لعب مسرحي. كما وحوفظ على عود الخير والبركة الذي نسميه بتسمية سورفاتشكي وهو عبارة عن عصي من شجرة القرانيا مزركشة بخيوط وشرائط قماش ملونة وتُعلق عليها الخشاف والبشار وعلى قمتها تُعلق تفاحة وكذلك عملة ذهبية، كي يكون العام الجديد سالما وغنيا.
إن الحرث والتوغل عبر الثوب عبارة عن عادتين قديمتين مترابطتين من حيث فحواهما وكلتاهما تجري في حالة صمت مطبق ليلا وتتميز برمزية التوأمة. لذا تقص الأغاني التي سنقدمها لكم حكايات رجال ونساء توائم. كانت عادة الحرث متعلقة بالحماية من الأوبئة..
في المعتقدات التراثية يعتبر عيد تجلي المسيح (ال6 من شهر أغسطس آب) عيدا يفصل بين الصيف والشتاء. تخص تغيرات المناخ الناس والزراعة وتربية المواشي. لحظ الناس أن بعد هذا التاريخ يصبح النهار أقل من الليل أما الثعابين والسحالي فتلجأ إلى مخابئها. فلذك نقول..
نحتفل هذا العام بمرو ثمانية عقود على إنشاء "رباعي بيستريتسا"- أول أوركسترا للموسيقى الشعبية في البلاد (الذي تأسس في عام 1936). ديانماتيين، يوردان بلكين، انجيل كريفينسكي وستويان رانغلوف ، أدوا على مدى سنوات الأغاني الشعبية البلغارية والرقصات أمام..