إن ألبوم "Jazz Before Jazz" هو الألبوم الجديد لعازف البيانو ماريو ستانتشيف (Mario Stantchev)وعازف السكسوفون ليونيل مارتين (Lionel Martin) والذي يتضمن معزوفات جاز قائمة على بعض ما ألفه لوي مورو غوتشالك (Louis Moreau Gottschalk). حيث إن العازفينِ قدما الألبوم لأول مرة في مدينة ليون الفرنسية التي يقيمان فيها حاليا وذلك في الثالث من آذار. ويجدر بنا الذكر أن ماريو ستانتشيف موسيقي بلغاري يعيش في فرنسا منذ عقود من الزمن، بينما يتشارك معه ليونيل مارتين في عدد من فرق الجاز. وقد قدم العازفان فنهما في مهرجان ستارا زاغورا لموسيقى الجاز. نستمع إلى مقطوعة من الألبوم الجديد عنوانها "مانتشيغا".

إن غوتشالك ملحن عاش في عصر الرومانسية. وهو من مواليد مدينة نيو أورلينز الأمريكية في عام 1829. وقد غادر الولايات المتحدة وهو في 13 من العمر متجها إلى أوروبا لدراسة الفن الموسيقي. وغير أنه لقي رفض قبوله في كلية الموسيقى في باريس إلا أنه تتلمذ على يد كبار الموسيقيين. وفي السن الـ 16 عرض فنه لأول مرة أمام جماهير العاصمة الفرنسية، وذاع صيته في أربعينات وخمسينات القرن التاسع عشر حيث أصبح يعزف على البيانو في قاعات سويسرا وإسبانيا وفرنسا. وأغلبية ما ألفه هو من أعمال البيانو التي كان يؤديها بنفسه. إليكم ما قاله السيد ستانتشيف عن أول لقاءاته الحقيقية مع فن الملحن الكبير:

"أعتبر صديقي جان-نويل رينييه (Jean-Noel Regnier) موسوعة موسيقية حقيقية وهو مدير قاعة موسيقية كبيرة واقعة في مدينة ليون. وقد حدثني عن كون بعض معزوفاتي تذكره بأسلوب غوتشالك. وسبق لي أن سمعت بهذا المؤلف الموسيقي غير أن ما عرفته عنه كان طفيفا. فمنحني صديقي نوتات لبعض مؤلفاته وكتابا يتضمن ذكريات له. الأمر الذي جعلني مولعا بشخصيته، فاقترحت على ليونيل تأدية بعض معزوفاته. وتأثرت أعماله بعدد من الألوان الموسيقية منها موسيقى جنوب أمريكا وإسبانيا. وركزنا في مشروعنا على الأنغام والإيقاعات الكاريبية، فضلا عن تراث مسقط رأسه ألا وهو مدينة نيو أورلينز التي تعد مهد الجاز. وفي هذا السياق يذكر أن غوتشالك كان شخصية غريبة الأطوار ويقال عنه أنه اضطر إلى مغادرة الولايات المتحدة لفضيحة مع امرأة. وكان من بين معارفه ملوك وأباطرة عزف أمامهم وأقام حفلات موسيقية في أماكن غريبة جدا منها متن السفينة."

"إن الألبوم يحظى باهتمام كبير جدا حتى قبل صدوره الرسمي، وهو ثمرة عمل حثيث استغرق سنتين، عرضنا خلالهما بعض معزوفاته أمام الجمهور. وإننا لم نقدم فيه موسيقى غوتشالك البحتة وإنما ارتجلنا فيها بحيث نعرضها بطريقة عصرية أقرب إلى مشاعرنا. وإننا لاحظنا إقبالا كبيرا على ألبومنا هذا وعددا لا بأس به من المقالات والملاحظات الإيجابية عنه وتلقينا دعوات لإقامة حفلات موسيقية، مما يسرنا كثيرا ويدل على كون الموسيقى المتنوعة قادرة على الوصول إلى الجماهير الغفيرة."