تجري في بلغاريا حاليا الدورة الرابعة لحملة "سر كيلومترا بحذائها" التي ينتعل فيها رجال أحذية نساء من أجل لفت نظر المجتمع إلى قضية العنف ضد الجنس اللطيف. فقد تمشى الرجال هذه السنة في شارع "فيتوشا" رافعين لافتة ضد العنف في البيت والعنف الجنسي. تحدثنا السيدة مونيكا بيسانكانيفا، رئيسة مؤسسة "مركز الموارد – بيليتيس"، عن المناسبة والغاية منها:

"إن المسير يلفت انتباه المجتمع إلى القضية فيؤدي إلى إجراء نقاشات حولها، من شأنها أن تسفر عن إدخال تعديلات في القوانين وزيادة فعالية الجهات الرسمية في منع ظاهرة العنف ضد المرأة وتوفير الحماية. أما التأثير المباشر الذي يمارسه المسير على النساء فزيادة شجاعتهن وحملهن على الكلام عن الموضوع. حيث إن نسبة خمسة وعشرين في المئة من النساء البلغاريات يعانين العنف المنزلي ولكنهن يسكتن عن هذه المشكلة فلا يطلبن أي حماية. وعلى الضحية إبلاغ المحكمة لاتخاذ الإجراءات الضرورية ومنها إخراج المعتدي عليها من البيت الزوجي أو إسكان المرأة في سكن لفترة معينة."

هذا وتشير السيدة بيسانكانيفا إلى الأمور التي تخوف المرأة وتمنعها من طلب المساعدة:

"إن العنف المنزلي مثار خوف وخجل، ناهيك عن كون المرأة المتعرضة للعنف كثيرا ما تعتمد اقتصاديا على شريكها فيصعب عليها الاستغناء عنه. ومن مقدمات انعدام التوازن الداخلي هي العادات والتقاليد القائلة بوجوب إطاعة المرأة لزوجها. مما يؤدي إلى العنف في بعض  الأحيان."

وممن شارك في المسير ستويان ميخايلوف الذي لم يفزعه المطر فقطع كيلومترا كاملا على الكعب العالي. إليكم ما قاله عن قضية العنف ضد المرأة والمناسبة:

"لم يخل المسير من الترفيه والتسلي، غير أني مشيت بهذا الحذاء وأنا أفكر طول الوقت في أن الكعب العالي من مخترعات محاكم التفتيش، فإنني أضع علامة المساواة بين المشي على الكعب العالي والبطولة ولا سيما إذا كان الأمر يخص المسافات الطويلة. فعلى الناس الإدراك بأن النساء والرجال بشر فلكل منا وجهة نظره وحقه ولو كان يختلف عنا. فعلينا التضامن."

أما السيد كريستيان برايكوف من المركز الوطني للإنترنت الآمن فنصح الناس بالإجراءات التي ينبغي اتخاذها في حال تعرضهم للعنف الإلكتروني:

"في حال التنمير على الإنترنت يجب التعامل مع من يتعرض له ومع من يمارسه على السواء. فهذا مثلا ربما تعرض لما دفعه إلى استعمال الكلام المهين. ومن الجدير بالذكر أن تطور الإنترنت يسبق تقدم الإطار القانوني وهذه ظاهرة عالمية. فتشهد بلغاريا زيادة وتائر العمل في هذا الشأن."

وممن انضم إلى المسير كريستيان الذي مشى مسافة كيلومتر وقد ارتدى الحذاء النسائي.

"من الصعب أن تمشي بحذاء المرأة فذلك يقتضي بوجود القوة النفسية والاندفاع الروحي حتى تحل نفسك محل الغير. وهذا أمر صعب ومفيد يمكنك من توسيع دائرة معرفتك."

هذا وقد بث المسير في نفوس الرجال عواطف إيجابية وابتسامات إلى جانب عدة إصابات. وقد وعى الجميع أنه من الصعب ارتداء أحذية النساء. فيتمنى المشاركون في المناسبة بأن المجتمع سيصغي إلى أصواتهم فتلفت نظره وانتباه الدولة. وإن المبادرة تحظى هذا العام باهتمام كبير من جانب مؤسسات الحماية وغيرها من منظمات، غير أن سوء الجو أدى إلى إقدام عدد أقل على المشاركة في المسير من ذي قبل. فإننا لا نزال بحاجة إلى المزيد من الوقت والجهود في سبيل انتعال حذائها بالفعل.