يوم تودور من بين أكبر الأعياد الشعبية المتعلقة بالانتقال إلى الربيع وبالخصوبة ووفقا لعلماء التاريخ انطلق الاحتفال به في الأراضي البلغارية في القرون الأولى من القروسطية. في الدقائق التالية نذكركم ببعض الأساطير والاعتقادات والطقوس المتعلقة بهذا اليوم.
في التقويم المسيحي الأرثوذوكسي السبت الأول من الصوم الكبير مكرس لتيودور تيرون، الذي كان مقاتلا وقديسا اُستشهد في عام 306. وبعد نصف قرن من وفاته ظهر للأسقف إيفدوكي في القسطنطينية من أجل إنقاذ أخوته المسيحيين من خطيئة. ووفقا للنصوص الكنيسية واصل الإمبراطور يوليان المنحرف (عاش بين 332 و363) في محاولاته لاستعادة الوثنية.. وأمر في الأسبوع الأول للصوم قبل عيد الفصح برش كل الأطعمة الخالية من الدهون في السوق بدم، وهكذا كان المسيحيون سيفسدون صومهم، وسيستسخر منهم ويعلنهم وثنيين، غير أن خطته فشلت. وبعد أن أفشى القديس تيودور تيرون هذا السر للأسقف أوصى له بتنبيه المسيحيين ألا يشتروا شيئا من السوق وعوضا عن ذلك أن يحضروا لهم طعاما من الحبوب المسلوقة. ومنذ تلك الفترة انطلق الاحتفال بما فعله القديس من الخير في السبت الأول قبل الصوم الكبير. كما وهناك في التقويم المسيحي تاريخ آخر مكرس لهذا القديس وهو 17 فبراير.
ويتم الاحتفال بيوم تودور في التقليد البلغاري، بغية الحفاظ على الصحة والتكاثر الجيد للخيول. ولذا الأخباز الطقوسية التي تحضرها العرائس والفتيات والشابات قبل طلوع الفجر على شاكلة حصان أو حدوة. وتُضع عليها فصوص ثوم وجوز وحبات ذرة وملح، وتقوم النساء بتوزيعها للجيران والأقرباء، متخطيات، صاهلات، يتظاهرن الخيول. وهذا أيضا يُقام بغية تكاثر الخيول وإنجاب العرائس الشابات خلال العام. وفي التصورات الشعبية القديس تودور راكب حصان أبيض وهو راعي الخيول فضلا عن ذلك في صورته ملامح شيطانية فهو ميت أُحيَ من الموتى ويجول الليالي مع حشيته من الأشباح الشريرة بعد غروب الشمس. وقام الشعب بالتمسك بمحظورات عديدة من أجل تجنب الشر وهذا في الأسبوع قبل حلول يوم تودور. وهذه المحظورات متعلقة أساسا بأنشطة النساء.
وحتى اليوم في يوم تودور يتم تنظيم مسابقات خيول ويشارك فيها أساسا الشبان. ومبكرا في الصباح تقوم الفتيات بإخراج الخيول من الحظيرة ويذهبن بها إلى منطقة الاستسقاء بعد ذلك يقدمن لها الطعام وينظفنها ويزينها بشراشيب حمراء. وأسعد في هذا اليوم هو الفائز في هذه المسابقات والذي ينال إلى جانب الجائزة المادية، احترام الناس من حوله.
ويُسمح لأول مرة في أسبوع تودور للنساء بتظهير شعرهن، وقمن بذلك حسب الطقس إما قبل انطلاق المسابقات أو خلالها، بغية نمو شعرهن كما تنمو ذيول الخيول. والماء الذي استخدمنه صبنه في الشارع بعد الخيول الراكضة وفي بيض المناطق حتى ركضن خلف الخيول العادية. وفي بعض المناطق يتم تقديم قرابين تكريما لراعي الخيول.
إن الحرث والتوغل عبر الثوب عبارة عن عادتين قديمتين مترابطتين من حيث فحواهما وكلتاهما تجري في حالة صمت مطبق ليلا وتتميز برمزية التوأمة. لذا تقص الأغاني التي سنقدمها لكم حكايات رجال ونساء توائم. كانت عادة الحرث متعلقة بالحماية من الأوبئة..
في المعتقدات التراثية يعتبر عيد تجلي المسيح (ال6 من شهر أغسطس آب) عيدا يفصل بين الصيف والشتاء. تخص تغيرات المناخ الناس والزراعة وتربية المواشي. لحظ الناس أن بعد هذا التاريخ يصبح النهار أقل من الليل أما الثعابين والسحالي فتلجأ إلى مخابئها. فلذك نقول..
نحتفل هذا العام بمرو ثمانية عقود على إنشاء "رباعي بيستريتسا"- أول أوركسترا للموسيقى الشعبية في البلاد (الذي تأسس في عام 1936). ديانماتيين، يوردان بلكين، انجيل كريفينسكي وستويان رانغلوف ، أدوا على مدى سنوات الأغاني الشعبية البلغارية والرقصات أمام..