قاب قوسين أو أدنى من العاصمة البلغارية تقع مدينة بيروت في صربيا المجاورة. وهي مدينة متعلقة ببلغاريا منذ تأسيسها فقد كانت مدينة بلغارية فترة طويلة من تاريخ البلقان ولا تزال تقطنها أقلية بلغارية. وأصبحت تستقطب السياح البلغار في السنوات الأخيرة لتنوع طرق الترفيه التي تقدمها، وحسن ضيافة سكانها. ومن أكثر ما يحظى باهتمام الزوار السوق الذي يقام يوم السبت ومحل اللحوم والمطاعم التي تجتذبك بشتى الروائح الطيبة التي تفوح منها. وذلك فضلا عن النزهات الرومانسية فوق نهر نيشافا، التي توقد مشاعر غطت في النوم العميق. وإلا أننا اخترنا هذه المرة مسارا آخر على خطى البلغار في المدينة. يحدثنا عنها المرشد السياحي فولين أنتوف:
"إن تاريخ المدينة مرتبط تماما بالدولة البلغارية حتى التحرير من النير العثماني. فلم يدخل الصرب المنطقة حتى القرن الـ 19. حيث تقول المصادر التاريخية إن الخان كْروم استولى على هذه المنطقة في عام استيلائه على أراضي صوفيا الحديثة، وذلك عام 809. وكانت بيروت جزءا من الأراضي البلغارية الغربية في القرون الوسطي، وفي بعض الفترات كانت في وسطها. لذا فكل المعالم التاريخية التي ترونها هناك لها صلة وثيقة ببلغاريا."
"لا يذكر الكثير عن تاريخ المدينة في القرون الوسطى، ولكن فترة النهضة شهدت في عام 1878 أثناء حرب التحرير، حيث دخل الجيش الصربي المدينة. فأوصى حكام صربيا وقتها بتسجيل البلغار أنفسهم على أنهم صربيون. وبطبيعة الحال لقيت التوصية رفضا قاطعا. حيث قال المطران إيفستاتي بيلاغونييسكي، وهو القائد الروحي للبلغار في منطقة بيروت، إن السكان بلغار أقحاح. وأعقبت ذلك فترة اضطهادات كبيرة تجاه أولئك السكان، بما في ذلك سجن المطران وتعذيبه المبرح. ثم أفرج عنه بإصرار السلطات الروسية على ذلك. إلا أن الجيش الصربي لم يغادر المكان بعد عام 1878، فمنذ ذلك الحين وبيروت تقع في الأراضي الصربية."
ما هي المواقع التي تعتبر ذات أهمية بالنسبة للسائح البلغاري في بيروت؟
"في المكان الأول داخل المدينة هي القلعة التي تعود إلى القرون الوسطى واسمها مومتشيلوف غراد. فهي رمز بيروت وسميت على البطل البلغاري مومتشيل الذي كان يعيش في منطقة البحر الأبيض وجبل رودوبا إلا أن الأساطير بلغت باسمه منطقة بيروت. فتقول إنه كان حاكم المدينة. والقلعة محافظ عليها بشكل جيد إلا أنها لا تتمتع بالصيانة الجيدة."
وكانت مدينة بيروت على تواصل وثيق مع مدينة تشيبروفتسي الواقعة في جبل بلقان ببلغاريا. فقد كانت المدينتان أهم مراكز صناعة السجاجيد في بلغاريا. حيث كان تجار من كل أنحاء الإمبراطورية العثمانية يتوافدون إلى بيروت لشراء السجاجيد والذهاب بها إلى البوسنة والجبل الأسود وسكوبيه وسالونيك والقسطنطينية. فيمكن اليوم مشاهدة سجاجيد تقليدية في متحف منطقة نيشافا.
وقبل مغادرة المدينة يجب أن يزور السائح الكنيستين البلغاريتين فيها، بنيت إحداهما (ميلاد السيد المسيح) عام 1834، بينما شيدت الأخرى (صعود السيدة العذراء) عام 1870. وفيهما أيقونات رسمها رسامون من مدرسة ساموكوف البلغارية. ومن الأيقونات المميزة هي أيقونة الراعي السماوي لبلغاريا القديس يوان ريلسكي صانع المعجزات. وخلال زيارتنا للمدينة قابلنا أحد سكانها بعد أن سمع بأننا بلغار، فدعانا إلى القرية القريبة ستانيتشيني، التي احتفظت بقطع من كفن الملك البلغاري إيفان ألكسندر في كنيسة القديس نقولا، قائلا إن تاريخ هذه المناطق تاريخ بلقاني مشترك.
على الرغم أن بانسكو بلدة صغيرة، إلا أنها ساهمت مساهمة ملحوظة في تقدم الثقافة البلغارية، وما زالت الشوارع المبلطة بالحجر والبيوت الهرمة اليوم تحكي عن بداهة أهل البلدة القدامى وحبهم للوطن، وكذلك عن حسيتهم إزاء الجميل. "إن كنا نتحدث عن نشوء بانسكو..
ربما بعضكم سمعتم من قبل عن شارع في صوفيا سُمي على هذا الشخص. وربما بعض آخر منكم كنتم في استاد مدينة سيليسترا أو المدرسة في روسيه واللذين سُميا عليه كذلك. فقد وصل السويسري لوي آيير في 1894 إلى صوفيا بطلب وزير التعليم البلغاري آنذاك من أجل وضع أسس..
تستمر المبادرة الوطنية الهادفة إلى إصدار مجلد فخم لـ"تاريخ السلاف والبلغار" الذي ألفه الكاتب البلغاري بايسيي خيليندارسكي في فترة ما بين عامي 1760 و1762 وذلك بمناسبة مرور 250 عاما على كتابة أول مخطوط له على يد سوفرونيي فراتشانسكي. وفي هذا السياق قال..