لقد بدأ تاريخ مدينة ستارا زاغورا البلغارية بمنازل تعود إلى العصر الحجري الحديث، إذ كانت المدينة وقتها واقعة على مفترق الطرق بين نهر الدانوب والبحر الأبيض المتوسط وبين بلوفديف الحالية والبحر الأسود. وفي عام 46 الميلادي أسس الرومان مدينة مرتبة منظمة تنظيما جيدا محل بلدة بيرويه التراقية فأطلقوا عليها اسم أليبيا تراينوس أغسطسعلى اسم الإمبراطور تراجان. وفي القرن الـ 14 احتل الأتراك العثمانيون المدينة فسموها بـ "القلعة القديمة" لما وجدوه فيها من معالم تاريخية تعود إلى مختلف الثقافات. وقبل تحرير بلغاريا من النير العثماني تلقت المدينة الاسم البلغاري جيليزنيك (أي مصدر حديد) تأكيدا على استخراج الحديد في هذا المكان منذ القدم.
وتتميز المدينة بغنى تاريخها بفضل موقعها الاستراتيجي وخصائصها الطبيعية. نستمع إلى السيد جيفكو سيميتيف من المتحف الإقليمي للتاريخ في ستارا زاغورا والذي يحدثنا عن أكثر مواقع المدينة زيارة والذي أدرج في قائمة "مئة موقع سياحي وطني":
"لقد ركزنا اهتمامنا هذا العام على تجديد أحد أقدم مواقع مدينتنا ألا وهو متحف "منازل العصر الحجري الحديث" حتى يزداد جاذبية بالنسبة لزواره ويصبح الوصول إليه أسهل مما هو عليه الآن. فقد عثر في المدينة على أقدم منازل تعود إلى ذلك العصر في أوروبا جمعاء، إذ بنيت قبل حوالي ثمانية آلاف عام. وقد تم استكشافها الكامل، مما دل على كون جميع ما وجد فيها مملوكا لسكانها فيزودنا بمعلومات قيمة عن حياتهم وثقافتهم. حيث يمكن للزوار أن يشاهدوا في المتحف مواقدهم وفُرُشهم وأدوات طحن الحبوب. وقد عثر على حبوب كثيرة معظمها من القمح، فضلا عن بذور العنب التي تثبت أن السكان كانوا يعلمون هذا النبات ولكن لا يعرف بعد ما إذا كانوا يصنعون منه النبيذ. ومن اللافت أن العمارة السكانية ذات طابقين مما يجعل من شقق ستارا زاغورا هذه أقدم شقق في أوروبا. وهي مصنوعة من العوارض الخشبية والتبن تتلاصق بالطين. أما أساس المبنى فكان تصميمه وتركيبه يمكنه من تحمل وزن الطابقين الاثنين. وما من سائح لا يندهش من مظهر البيت العائد تاريخه إلى ما قبل ثمانية آلاف عام."
وبين المواقع السياحية الجديدة والمهمة جدا المجمع التذكاري "المدافعون عن مدينة ستارا زاغورا – عام 1877" والمكرس لمعركة الـ 31 تموز عام 1877 وهي أول معركة رُفعت فيها راية سامارا خلال حرب التحرير من النير العثماني. وشُيد النصب بمناسبة ذكرى مرور قرن كامل على معارك ستارا زاغورا في نفس موضع قيادة العمليات العسكرية.
"في المجمع التذكاري نسخة عن راية سامارا التي وهبها سكان مدينة سامارا الروسية للمقاومة البلغارية، والتي رفعت خلال الموقعة وشهدت الاقتتال من أجل الراية نفسها، مما أودى بحياة كثير من البلغار الباسلين، إلا أنهم منعوا وقوع الراية في أيدي العدو، تصديقا على أن راية بلغاريا لم تقع في أيدي العدو قط. وقد نبعت معنويات أهالي المدينة القتالية العالية وشهامتهم من سعيهم إلى الحرية ورغبتهم في إقناع العالم بأنهم يستحقون الاستقلال ورايتهم."
هذا واحتفظت المدينة بمبنى بني عام 1409 تحول مؤخرا إلى متحف الأديان، وذلك بعد طول الترميم والأبحاث. وقد كان المبنى مسجدا في الماضي.
"مما يثير الاهتمام أننا عثرنا داخل المسجد على كنيسة تعود إلى القرون الوسطى وبالتحديد ما بين القرنين الـ10 والـ13 وتحتها معبد وثني قديم. الأمر الذي شجعنا على تحويل المكان متحفا للديانات. فهو موقع مقدس بالنسبة إلى المنطقة منذ القدم وحتى الفترة العثمانية. فنود أن نرغب ضيوف المدينة في زيارة هذا الموقع المميز، ومن أكثر من انبهر به السياح القادمين من غرب أوروبا. وقد رممنا مبنى الكنيسة المتواجد داخل المسجد، فالمنظر عجيب نادر عالميا."
إن الطبيعة لمهندس معماري لا مثيل له فقد عملت ملايين السنين بصبر وهي تصنع روائعها الفريدة من نوعها ألا وهي البلورات التي تسر العين وتثير الإحساس بالبرق والجمال والفخامة. إن أكبر مجموعة للبلورات المتنوعة التي استخرجت من الأراضي البلغارية تقع في..
قرية بريستوفيتسا ، بلدية رودوبي، ليست من بين القرى البلغارية النموذجية التي أخليت من سكانها وتحارب الفقر والبطالة. اليوم لديها أكثر من 3000 نسمة، وهذا العدد آخذ في الازدياد. ما يحافظ على الشباب في مسقط رأسهم، هو الطبيعة، التي خلقت أفضل الظروف لمزارع..
تحافظ عائلة إسماعيل كاراجوف من مدينة سارنيتسا الواقعة في طيات جبل رودوبا على الطعم التقليدي للقشقوان من هذه المنطقة. كيف ظهرت الفكرة لإنشاء مصنع ألبان عائلي تقليدي؟ "تقع بلدتنا في قلب جبل رودوبا، حيث يكون الهواء فيها نقي جدا وتتغذى الحيوانات فيها..