إن خدمة أسبوع الآلام في الكنائس الأرثوذكسية تمتاز بالعظمة ترتل فيها بعض أجمل الترانيم.

من المعلوم أن في كل عيد ترانيم معينة خاصة به. فيساعدنا في محاولتنا لعرض الموسيقى التي تتعالى من الكنائس البلغارية السيد يوليان بيريملييف الذي تخرج من الثانوية الوطنية للغات والثقافات القديمة ثم التحق باللاهوتيات في جامعة صوفيا.

"إن الترانيم التي تنشد في أيام أسبوع الآلام قائمة على النصوص التي تروي آخر أيام السيد المسيح في الحياة الدنيا من دخوله أورشليم والقبض عليه والمحاكمة والصلب وقيامته. ومن الخدمات التي لا بد من ذكرها هنا "العريس يأتي" (عشية اثنين البصخة وثلاثاء البصخة وأربعاء البصخة. وفي خميس العهد تقرأ الأناجيل الاثني عشر  أي قراءة اثني عشر مقطعا من الأناجيل الأربعة تصف أحداث آخر أسابيع السيد المسيح في الأرض. ومن الترانيم التي لا ترتل إلا في هذا اليوم بالذات ترنيمة اللص التائب الذي صلب مع يسوع فتاب إلى الله، مما جعل ابن الإله يقول: "إنك ستكون معي في الجنة".

وفي باكر الجمعة العظيمة يستمع جماهير الكنائس إلى ترنيمة تقص فعل يوسف الرامي الذي طلب من بيلاطس إنزال جسد يسوع المسيح عن الصليب حتى يغسله ويعطره ويلفه بالكفن ويدفنه في قبر العائلة. وفي نفس هذا القبر حدثت المعجزة العظيمة ألا وهي قيامة المسيح.

"في الجمعة العظيمة تنشد ثلاثة ترانيم خاصة بهذا اليوم دون سائر الأيام تمثل مشاعر وأفكار من صاحب جثمان يسوع المسيح إلى القبر حيث دفنوه. وفي الكنيسة الأرثوذكسية يقوم المصلون بمسيرة دفن احتفالية خارج المعبد ثم دخوله حيث كل من يدخل يمر تحت الكفن رمزا إلى دخول الجميع في قبر السيد المسيح قاضيا على الخطية في نفسه.

وفي سبت النور نحتفل بخدمة القديس باسيليوس الكبير الذي يعد عمودا للكنيسة، حيث يقام هذا القداس 12 مرة في السنة بمناسبة أعياد كبيرة. ومن الترانيم التي ترتل في هذا اليوم ترنيمة عنوانها "ليصمت كل لحم" التي تجعلنا نفكر في شعور تلاميذ السيد المسيح في هذا اليوم وقد وضعوا جثمانه في مرقده الأخير. فهذا هو يوم الصمت الشامل والانتظار وهو انتظار الفرح العظيم.