لقد نشرت صحيفة "Sunday Mirror" البريطانية أن تنظيم الدولة أقام مركزا قياديا له في قلب أوروبا، بينما يشتري الإرهابيون أراضي بشكل سري في المناطق النائية للبوسنة والهرسك. وذلك في حين أن الخبير البوسني في مكافحة الإرهاب جواد غالياشيفيتش قال مؤخرا لوكالة الأنباء الصربية إن ساراييفو تحتضن مركز العمليات والقيادة لداعش للقيام بعمليات إرهابية في كل أنحاء القارة العجوز.
نستمع إلى السيد غالياشيفيتش الذي يوضح لمستمعي الإذاعة الوطنية البلغارية ما هي الأوساط التي يجند منها التنظيم مقاتليه في هذه الدولة البلقانية:
"إن التنظيم يستقطب أناسا يتميزون بآرائهم الدينية المتطرفة، ومن الأشخاص الذين يعتبرون ضحية سهلة لأولئك من يتسم بالتعصب. وأعتقد بأن القول إن الإرهابيين ينحدرون من أفقر الطبقات الاجتماعية هو قول سطحي، لو صح لكان عدد هؤلاء كبيرا جدا لكثرة من يعاني من الفقر المدقع في العالم. وفي البوسنة والهرسك ثلاثة مصادر لتجنيد الإرهابيين، ألا وهي: بعض أعضاء فصيلة عسكرية سابقة ارتكبت جرائم خلال حرب البوسنة والذين يجندون إرهابيين الآن؛ فضلا عن منظمة "الشباب الإسلامي" التي اُتهمت بالمشاركة في عملية 11 من سبتمبر عام 2001 في نيويورك فتم منع وجودها عام 2002، إلا أنها لا تزال قائمة على شكل منظمة غير حكومية تملك بوابات في الإنترنت وصحيفة خاصة لها؛ وأضف إلى ذلك دور المخابرات السعودية والتركية والإيرانية التي تدعم نشاطها النخبة السياسية وبعض المسلمين في البلاد. فالبوسنة هي أكبر قاعدة عسكرية وإرهابية لداعش والقاعدة في أوروبا، حيث تشتري هذه المنظمات أراضي بالقرب من الحدود الكرواتية وحوالي ساراييفو، وعلاوة على ذلك يقول ممثلون عن الجالية الإسلامية في البلاد إنه تموضعت فيها 64 قاعدة تقدم مختلف أنواع التدريبات العسكرية وغير العسكرية. فيتم إرسال بعض هؤلاء الشباب إلى سوريا وبلدان أخرى."
لقد كان الإرهاب يستهدف غرب أوروبا لغاية الآن، وهل هناك خطر أن ينحدر من تلك الأوساط منظمو هجومات إرهابية في منطقة البلقان؟
"نعم، بطبيعة الحال، فإذا نظرنا إلى أكبر الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم خلال آخر 20 عاما سنعرف أن الكثير من هذه العمليات شارك في تنفيذها مواطنون بوسنيون. فالبوسنة والهرسك هي بلد شديد الانقسام على أساس عرقي، عاجز عن حل مشاكلها بنفسه، متعرض للضغط في اتجاه التطرف. وبما أن بين الهجمات الإرهابية والمصالح الجيوسياسية علاقة واضحة، فيمكن أن نشهد زعزعة استقرار محتملة في كل من مقدونيا وصربيا."
م اهي الإجراءات الأمنية التي تتخذها الأجهزة الأمنية الأوروبية عامة والبلقانية خاصة في سبيل التصدي لهذا الاتجاه الخطر؟
"لا ترد أوروبا على هذا الخطر ردا ملائما، فتبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخباراتية يخفي العجز عن تطبيق الاحتياطات الأمنية الكلاسيكية. فما دمت قد شخصت إيديولوجيات متطرفة منتشرة في منطقة معينة، فعليك ممارسة القمع الحكومي الشرعي من أجل منع انتشارها اللاحق، كما يجب أن تمنع عمل أي منظمات تنشر التطرف الديني، أو على الأقل وضع أعضاء هذه المنظمات تحت المراقبة. وإضافة إلى ذلك لا بد أن تمنع تمويلها والقضاء على طرق دعايتها. ومثل هذه الإجراءات لا تتخذها أوروبا الغربية ولا دول البلقان. فأنا أعتبر أفكار إدماج أولئك الناس أو إعادة تربيتهم أو إعادة انخراطهم في المجتمع باطلة عديمة الجدوى، فعلى أوروبا أن تبدي الصرامة التي لا نشهدها حاليا لانعدام الإجماع على هذه المسألة والإرادة السياسية لتشديد تدابير التصدي لخطر الإرهاب على الحدود الخارجية وداخل البلدان الأوروبية على السواء.
كما المشاورات السياسية، التي عقدها رئيس الجمهورية بشكل منفصل مع القوى البرلمانية في اتصال مع استقالة الحكومة، حددت جلسة أمس للمجلس الاستشاري للأمن الوطني أيضا فرضيات فقط، ولكن لا حل ملموس للأزمة السياسية. حتى يتم التوصل إلى قرار بعد تنفيذ الإجراء..
بعد المشاورات السياسية التي عقدها الرئيس مع القوى البرلمانية قبل الشروع في التزامه الدستوري لولايات جائزة لتشكيل الحكومة في إطار هذا البرلمان، والتوقعات لتشكيل حكومة جديدة في تكوين البرلمان الحالي وهمية. فقد وقف ضد الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة ليس فقط..
ذكّرت زيارة عمل الرئيس المقدوني غورغي إيفانوف في بلغاريا في هذه الأيام بالعلاقات الوثيقة بين البلدين ولكن أيضا بالمشاكل بينهما. أكاديمية العلوم البلغارية كرمت الضيف بلقب "دكتوراه فخرية" لمساهماته في العلوم القانونية والتعليم والثقافة والحياة العامة...