شارك رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف في قمة لرؤساء 40 دولة مكرسة لمكافحة الفساد عقدت في لندن أمس الأول، حيث أفاد القائمون بالتغطية الإعلامية للمناسبة بأن المنتدى لا سابق له ويشارك فيه دول تحرز نجاحا ملحوظا في محاربة هذه الآفة الاجتماعية. واحتضن القمة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي قال في الكلمة التي ألقاها إن الفساد هو السرطان الذي يكمن في العديد من المشاكل، معلنا أن لندن ستنشئ مركزا لمكافحته، بينما أكد السيد بوريسوف أن صوفيا ستشارك بنشاط في عمل هذا المركز.
وعلق دولة رئيس الوزراء البلغاري على ما جرى أثناء المؤتمر من مناقشات قائلا: "أول ما أرى هذا القدر من النقد الذاتي والعزم"، مشيرا إلى الضرورة التي نشهدها للإقدام على أعمال منسقة لمواجهة الفساد العالمي مثلما قام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات مشتركة في سبيل مكافحة الإرهاب.
وأجرى السيد بوريسوف مع نظيره البريطاني حديثا، لإطلاعه على الجهود التي تبذلها الحكومة البلغارية من أجل مكافحة ظاهرة التهريب التي تعتبر ذات علاقة وطيدة بالفساد، كما أنهما ناقشا أوضاع تدفق اللاجئين الذي يغمر القارة العجوز من الشرق والتوتر الذي تشهده العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في هذا الشأن.
وغير أن القمة انتهت وبقيت في الماضي، إلا أنه يظهر ما يثير الفضول والاهتمام من علامات استفهام حول أسئلة من شأن الإجابة عليها أن تذكرنا بمقولة "اللص يشير إلى اللص" البلغارية. إذ انعقدت القمة في لندن بعد مرور حوالي شهر على نشوب فضيحة "وثائق بنما" التي تبين طرق استخدام شركات كبيرة وشخصيات عامة من كل أرجاء العالم لشركات "أوفشور" لغرض إخفاء الضرائب، حيث اتضح أن السيد كاميرون نفسه كان مالكا لأسهم مسجلة على اسم والده. ومن مناطق "الجنة المالية" جزر فيرجينيا البريطانية مما يعني أن الجزر التابعة للمملكة المتحدة تشارك في توليد المشكلة العالمية. ومن الأسماء الواردة في الوثائق أسماء قرابة 200 شخص اعتباري وطبيعي بلغاري.
هذا ويبدو لي القول بأن اللقاء شارك فيه رؤساء دول تميزت بنجاحاتها الكبيرة في محاربة الفساد على قدر لا بأس به من المبالغة والديبلوماسية، فالعكس أصح ألا وهو أن القمة ضمت رؤساء بعض أكثر البلدان فسادا، وفي هذا السياق قال السيد كاميرون أمام الملكة البريطانية إن "رؤساء بعض البلدان التي تعتبر غاية في الفساد توافدوا إلى المملكة المتحدة، فنيجيريا وأفغانستان ربما تكونان أكثر دولتين فسادا على الصعيد العالمي"، وهو لا يعرف أن الميكروفونات والكاميرات شغالة. وتم نقاش الفلتة أثناء المنتدى، حيث وصف رئيس نيجيريا محمدو بخاري ما جاء على لسان رئيس وزراء بريطانيا بالصدمة، فيما قال عضو البرلمان الأفغاني محمد صديقي إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي نفسها ساهمت مساهمة كبيرة جوهرية في نشر الفساد في بلاده. وجاء في آخر تقرير عن الفساد أصدرته منظمة "ترانسبيرانسي إنترنيشنل" أن بلغاريا هي أكثر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فسادا تتلوها إيطاليا في التصنيف.
وصدق الفلاسفة اليونانيون لما قالوا إن الفساد ظاهرة ملازمة للبشرية منذ ظهور النقود، وبالأحرى فالفساد هو ما يتطفل دوما على النقود التي تسيطر على العالم، فنتمنى ألا تكون قمة مكافحة الفساد هذه مجرد طريقة أخرى لإضلال الناس.
كما المشاورات السياسية، التي عقدها رئيس الجمهورية بشكل منفصل مع القوى البرلمانية في اتصال مع استقالة الحكومة، حددت جلسة أمس للمجلس الاستشاري للأمن الوطني أيضا فرضيات فقط، ولكن لا حل ملموس للأزمة السياسية. حتى يتم التوصل إلى قرار بعد تنفيذ الإجراء..
بعد المشاورات السياسية التي عقدها الرئيس مع القوى البرلمانية قبل الشروع في التزامه الدستوري لولايات جائزة لتشكيل الحكومة في إطار هذا البرلمان، والتوقعات لتشكيل حكومة جديدة في تكوين البرلمان الحالي وهمية. فقد وقف ضد الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة ليس فقط..
ذكّرت زيارة عمل الرئيس المقدوني غورغي إيفانوف في بلغاريا في هذه الأيام بالعلاقات الوثيقة بين البلدين ولكن أيضا بالمشاكل بينهما. أكاديمية العلوم البلغارية كرمت الضيف بلقب "دكتوراه فخرية" لمساهماته في العلوم القانونية والتعليم والثقافة والحياة العامة...