قرابة 300 مليون شخص في العالم يكتبون بالحروف السيريليكية وهم السلاف من جنوب شرق أوروبا وروسيا وأوكرانيا وبيلاروس وممثلين عن عشرات القوميات غير السلافية القاطنة روسيا من قوقازيين وسيبيريين، فضلا عن جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة في آسيا الوسطى ومنغوليا. وهذا ما خلص إليه في الحسبان كبار علماء اللغات السلافية. وما لا يقل عن 50 لغة استخدمت أو لا تزال تستخدم الحروف السيريليكية. وبلغاريا هي الدولة الوحيدة التي تمثل الأبجدية السيريليكية في الاتحاد الأوروبي. وبلك أصبحت في الاتحاد الأوروبي ثلاث أبجديات رسمية: اللاتينية واليونانية والسيريليكية. وتلي الأبجدية السيريليكية الكتابة اللاتينية في التصنيف العالمي مباشرة. هذه هي الأفكار التي دارت في ذهني وأنا مسافر إلى بلدة بليسكا الواقعة في شمال شرق بلغاريا وهي العاصمة الأولى لبلغاريا في فترة ما بين عامي 681 و893. أما هدف الرحلة فإلقاء نظرة على مجمع ثقافي-تاريخي منقطع النظير في العالم كله ألا وهو مجمع "باحة السيريليكية". أفتح الباب الثقيل المكتوب عليه كلمات "هنا ستقوم بلغاريا" التي نبس بها الخان أومورتاغ الذي حكم البلاد في فترة ما بين عامي 814 و831. والباحة مليئة زوارا منهم صاحب مبادرة إنشاء معبد الكتابة هذا - السيد كارين ألكسنيان. وهو أرمني من مدينة يريفان مقيم في بلغاريا منذ 20 عاما. لقد تخرج في تخصص اللسانيات وهو حريص كل الحرص على الاحتفاظ بالقيم المسيحية. وإليه تعود فكرة صنع الحروف السيريليكية التي يفوق ارتفاعها مترين على يد 12 نحاتا أرمنيا في أرمينيا ثم نقلت إلى بلغاريا. وينبعث من لون الصخر القرميدي الحمرة دفء أراضي أرمينيا. وقد وضعت الحروف على الأرض المعشوشبة ولكل منها رسالة ورمزية تدل عليهما زخارفها.
نستمع إلى السيد ألكسنيان الذي يعرفنا على باحة السيريليكية:
"لم نرتب الحروف حسب الترتيب الأبجدي، فهي تكتب كلمة بليسكا مقابل المدخل مباشرة حتى نذكر جميع الزوار بأن الكتابة السيريليكية اتخذت أبجدية رسمية بفضل أمر الأمير البلغاري بوريس الأول – المعمد (852-889). وبلغاريا هي أول دولة أقدمت على هذه الخطوة. لذا بني متحف السيريليكية في مدينة بليسكا بالذات وهي العاصمة البلغارية الأولى، حتى نروج لثقافة الكتابة والمسيحية. فقد نشأت السيريليكية أبجدية سلافية في بلغاريا وهي الدولة السلافية الأولى التي اتخذت المسيحية الأرثوذكسية ديانة رسمية لها والحروف السيريليكية أبجدية لها."
ونشم عبق احترام فضل وإنجاز الملك المعمد والموحد للبلغار أجمعين ينبثق من مصلى "القديس بوريس الأول – المعمد" الكائن في آخر الباحة والذي يجتذب الزوار بجدرانه الحجرية ومذبحه الخشبي المزخرف وأيقونة الأمير القديس. وعلى يمين باب المصلى الثقيل حجر محفور به صليب ومكتوب عليه بالأرمنية: "وضع هذا الحجر تمجيدا للشعب البلغاري بمناسبة مرور 1150 عاما على تعميده".
"لدينا قاعة عرض لوحات تروي قصة السيريليكية. حيث إن كل مواضيع اللوحات تعود إلى سيرة القديس كليمينت أوخريدسكي والأعمال العلمية التي أنجزها المؤرخ بلامين بافلوف. ومعظم اللوحات من صنع الأستاذ إيفان أوزونوف، رئيس قسم "رسم الطبيعة" في جامعة فيليكو تارنوفو والرسامة الشابة ميخايلا ميخايلوفا والسيد فالينتين غوليشيف."
إن "باحة السيريليكية" لحية وفيها ينال أطفال من مختلف المدن شهادات إكمال الصف الأول الابتدائي. وهي ملتقى روحي يتجاوز حدود البلاد. ففي أواخر أيار الماضي احتضن المجمع الدورة العاشرة من مهرجان "العناق السلافي" للآداب السلافية، حيث ألقى شعراء وكتاب من 20 دولة تستعمل السيريليكية أعمالهم بين الحروف.
وعند مغادرة المكان مررت على تمثالي الأمير بوريس الأول والأخوين القديسين كيريل وميتودي راعيي أوروبا الساهرين على الحروف والروح البلغارية.
فاز فيلم "حب كارمن" “ (Loving Carmen) للمخرج البلغاري نايو تستين على جائزة أفضل مخرج في المهرجان الدولي "ARTE NON STOP FILM FESTIVAL“ في بوينس آيرس، الأرجنتين. في منتصف القرن 19 كارمن، الفتاة الغجرية من مصنع السجائر في إشبيلية، تفضح العالم مع روح..
نسيم الخريف حل محل ديناميات الصيف. ماذا يوجد في هذه اللحظة عندما يتنازل حدث ما لحدث آخر؟ هذا السؤال يجعلنا نفكر بمعرض المصورة جانا يوردانوفا. سوهو - الفضاء العملي حيث تلتقي الثقافة باللون الحضري ، حيث يمكنكم مشاهدة المعرض حتى 25 أكتوبر . "ذاكرة..
واحد من أهم الفنانين في البلاد ــ غورغي بكرجييف، يُقدم مع معرض للخزف والرسم في غاليري "نيوانس" في العاصمة. حياته مليئة بالصعود الهبوط، مع العطش للفن. ولد في نهاية القرن التاسع عشر في اسرة تمتهن صناعة النحاس ، لقد كان شاهدا على تراجع هذه الحرفة في مسقط..